ريبورتاجات «الشروق»..هكذا يُمضي التونسيون فترة الحجر الصحي الشامل
تاريخ النشر : 14:47 - 2020/04/13
في انتظار أمل تبزغ شمسه من مخابر البحث العلمي لإنهاء زحف فيروس كورونا على الإنسانية في كل أصقاع العالم يمضي التونسيون، مثل باقي شعوب العالم، فترة حجر صحّي شامل اقرته المنظمة العالمية للصحة كإجراء وقائي للحد من انتشار الفيروس.
تونس/الشروق:
خيار صعب تحاول كل النخب الحاكمة في العالم، بما في ذلك الحكومة التونسية، مجاراته بإقرار إجراءات اقتصادية واجتماعية تساعد الإنسان والمؤسسة الاقتصادية.
اما الافراد فإنّ الكثيرين منهم يحاولون مجاراة هذا النظام الحياتي الاستثنائي بالعمل عن بعد وبممارسة هوايات كانت متوقفة الى حين.
في الاندماج مع الفراغ
هذا الصراع العدمي مع الفراغ يتجنبه الكثيرون بالإقبال المفرط على القراءة والكتابة ومشاهدة الأفلام دون أي اعتبار لتتبع اخبار الفيروس. فيما شغل آخرون أنفسهم باستعادة التواصل الذي بُتِرَ سابقا مع أطفالهم، بسبب الروتين اليومي والخروج للعمل والالتزامات اليومية، فبدأ ابتكار وصفات الاكل في المطبخ وبدأت ابتكارات زراعة الخضر في الشرفات والحدائق المنزلية.
أمّا الآخرون، المنسيون والمهمّشون مَنْ مثّل فيروس كورونا رصاصة الرحمة التي أطلقت على نعوش واقعهم الاقتصادي، فهم يصارعون الحجر الصحّي بأمنيات كثيرة حول مِنّة جديدة من الحكومة تساعدهم على مواجهة مستلزمات العيش فيما تبقّى من ايام العزل وفي حال تمّ تمديد الحجر الصحّي بأسابيع أخرى إضافية.
غيّر الحجر الصحّي من الروتين اليومي لأشخاص يحتاجون للتنقل في عملهم اليومي من ذلك نشطاء حقوق الانسان من تعودوا التنقل الميداني لمتابعة انشطتهم. تغيّرت كل الأزمنة تحت ما يسمّيه البعض بـ"حصار كورونا".
«الشروق» جمّعت لكم الشهادات التالية لتونسيين، في الداخل وفي الخارج، تحدثوا عن قضاء اوقاتهم في الحجر الصحي وتفاصيل عن روتين يومهم الجديد وبماذا يشغلون أنفسهم.
التجربة في المهجر
تقول فاطمة الرياحي وهي أستاذة مقيمة في مدينة أبو ظبي إنه لم يتغيّر شيئا في عملها اليومي تقريبا "فأنا انهض صباحا واستعد كما افعل كل يوم لملاقاتي تلاميذي ولكن هذه المرة عن بعد باعتبار الحجر الصحي". كما تقول فاطمة إنّ الازمة الحالية جعلتها تقف على حقيقة الفجوة الرقمية بين تونس والامارات العربية المتحدة "فحين بدأت ازمة كورونا كان لدى وزارة التربية والتعليم هنا مخطط كامل لمجابهة مثل هذه الأزمات.
هنا تجاوزت الإمارات العربية المتحدة منظومة الإدارة الذكية الى إدارة الابتكار وفي تونس ما نزال ننتحب على المستوى البدائي الأول للإدارة الرقمية". قالت أيضا إن إدارة المدرسة مكنت المدرسين من "أجهزة حاسوب وايميل رسمي خاص بالمدرسين للولوج الى بوابة التدريبات عن بعد والدروس عن بعد وكل برامج المحادثات التي من شأنها ان تساعدنا على تأدية الواجب. كما أنشأت الوزارة مجموعات تدريب وتعلم عن بعد لكل الاختصاصات ويكفي أن تضغط على برنامج محدد لكي تجد نفسك متصلا بكل صفوفك التي تدرسها".
من جهتها تقول خولة عشي وهي صحفية في قناة فرنسا 24 مقيمة في باريس إن "الخوف متمكن من الشارع في باريس" وان عملها كصحفية يجعلها مجبرة على الخروج لثلاثة أيام أسبوعيا "ورغم تخصيص القناة لوسائل نقل خاصة لصحفييها إلا ان العمل الجماعي يجعل فرضية العدوى واردة". "هذه تجربة إنسانية صعبة نخوضها بخوف من عدو مجهول حتى انني اشعر بالاعراض الوهمية للإصابة بشكل دوري" على حد قولها.
التجربة في تونس
"كناشط في المجتمع المدني كنت اقضي يوميا وقتا كبيرا خارج المنزل واليوم أحاول الاستفادة من الحجر الصحي لصياغة تقارير هي بمثابة التزامات سابقة كنت قد تعهدت بها. كما لم امنع نفسي من معاضدة انشطة خيرية في الجهة" هكذا يقول الناشط الحقوقي رضوان فطناسي، مقيم في القيروان، مؤكدا انه يمضي وقتا كثيرا مع اسرته محاولا القراءة ومراجعة بعض الأنشطة وتقييم تجربته الحقوقية. اما الناشط الاجتماعي عمارة مساترة، مقيم في دقاش بولاية توزر، فقد اكد انه شديد الالتزام بإجراءات الحجر الصحي الشامل وملتزم بالبقاء في المنزل و"لا اخرج الا عند الضرورة" مؤكدا انه حاول المحافظة عن التواصل عن مع السلط المحلية والمسؤولين لتذليل الصعوبات امام المواطنين في دقاش في هذا الظرف الاستثنائي وذلك بتوفير المعلومة.
من جهتها تفتقد الصحفية شيراز بن مراد، مقيمة في العاصمة، "قاعات السينما ومختلف الفضاءات الثقافية فهي هذه الفضاءات تسمح للصحفي بممارسة عمله النقدي لجميع الفنون. وتونس مدينة تنضح فنا رغم كل ما يمكن ان يقال عنها وعن ابداعها" مضيفة ان "الصحفي المختص في الشأن الثقافي يفتقد كل هذا ويحرمه من ممارسة عمله كما اعتاده". وتشغل شيراز نفسها بالمطالعة مثمنة تجربة مهرجان قابس "سينما فن" الذي تحوّل الى منصة رقمية وقد دخل بفضلها الى بيوت من يهتمون بسينما الكاتب. واعتبرت شيراز ان الحجر الصحي هو "هدنة أليمة جعلت من الفضاءات الثقافية فضاءات محظورة بلا جماهير وبلا صور وموسيقى وخيال". اما اسلام الزاهي بالمفتي، موظفة مقيمة بولاية قفصة، فقد اكدت انها "لا تخرج كثيرا من المنزل بل إنّي اشتغل عن بعد ولا اذهب الى المكتب الا عند الضرورة. واوزّع وقتي في الحجر الصحّي بين العمل والاهتمام باطفال ومشاركتهم بعض الاشغال في الحديقة والمطالعة معا ومشاهدة التليفزيون مع ضمان التواصل عن بعد مع العائلة والاصدقاء".
وفيما نجح الكثيرون في استثمار اوقاتهم وتحويل هذا الصراع العدمي مع الفراغ الى منجز ذاتي على مستوى ممارسة الهوايات وحسن التواصل مع المحيط تورط آخرون في ممارسة العنف ضد المراة والطفل ليتضاعف مستوى العنف 7 مرات مقارنة بمستوى العنف العادي المرصود خلال بقية الأيام.

في انتظار أمل تبزغ شمسه من مخابر البحث العلمي لإنهاء زحف فيروس كورونا على الإنسانية في كل أصقاع العالم يمضي التونسيون، مثل باقي شعوب العالم، فترة حجر صحّي شامل اقرته المنظمة العالمية للصحة كإجراء وقائي للحد من انتشار الفيروس.
تونس/الشروق:
خيار صعب تحاول كل النخب الحاكمة في العالم، بما في ذلك الحكومة التونسية، مجاراته بإقرار إجراءات اقتصادية واجتماعية تساعد الإنسان والمؤسسة الاقتصادية.
اما الافراد فإنّ الكثيرين منهم يحاولون مجاراة هذا النظام الحياتي الاستثنائي بالعمل عن بعد وبممارسة هوايات كانت متوقفة الى حين.
في الاندماج مع الفراغ
هذا الصراع العدمي مع الفراغ يتجنبه الكثيرون بالإقبال المفرط على القراءة والكتابة ومشاهدة الأفلام دون أي اعتبار لتتبع اخبار الفيروس. فيما شغل آخرون أنفسهم باستعادة التواصل الذي بُتِرَ سابقا مع أطفالهم، بسبب الروتين اليومي والخروج للعمل والالتزامات اليومية، فبدأ ابتكار وصفات الاكل في المطبخ وبدأت ابتكارات زراعة الخضر في الشرفات والحدائق المنزلية.
أمّا الآخرون، المنسيون والمهمّشون مَنْ مثّل فيروس كورونا رصاصة الرحمة التي أطلقت على نعوش واقعهم الاقتصادي، فهم يصارعون الحجر الصحّي بأمنيات كثيرة حول مِنّة جديدة من الحكومة تساعدهم على مواجهة مستلزمات العيش فيما تبقّى من ايام العزل وفي حال تمّ تمديد الحجر الصحّي بأسابيع أخرى إضافية.
غيّر الحجر الصحّي من الروتين اليومي لأشخاص يحتاجون للتنقل في عملهم اليومي من ذلك نشطاء حقوق الانسان من تعودوا التنقل الميداني لمتابعة انشطتهم. تغيّرت كل الأزمنة تحت ما يسمّيه البعض بـ"حصار كورونا".
«الشروق» جمّعت لكم الشهادات التالية لتونسيين، في الداخل وفي الخارج، تحدثوا عن قضاء اوقاتهم في الحجر الصحي وتفاصيل عن روتين يومهم الجديد وبماذا يشغلون أنفسهم.
التجربة في المهجر
تقول فاطمة الرياحي وهي أستاذة مقيمة في مدينة أبو ظبي إنه لم يتغيّر شيئا في عملها اليومي تقريبا "فأنا انهض صباحا واستعد كما افعل كل يوم لملاقاتي تلاميذي ولكن هذه المرة عن بعد باعتبار الحجر الصحي". كما تقول فاطمة إنّ الازمة الحالية جعلتها تقف على حقيقة الفجوة الرقمية بين تونس والامارات العربية المتحدة "فحين بدأت ازمة كورونا كان لدى وزارة التربية والتعليم هنا مخطط كامل لمجابهة مثل هذه الأزمات.
هنا تجاوزت الإمارات العربية المتحدة منظومة الإدارة الذكية الى إدارة الابتكار وفي تونس ما نزال ننتحب على المستوى البدائي الأول للإدارة الرقمية". قالت أيضا إن إدارة المدرسة مكنت المدرسين من "أجهزة حاسوب وايميل رسمي خاص بالمدرسين للولوج الى بوابة التدريبات عن بعد والدروس عن بعد وكل برامج المحادثات التي من شأنها ان تساعدنا على تأدية الواجب. كما أنشأت الوزارة مجموعات تدريب وتعلم عن بعد لكل الاختصاصات ويكفي أن تضغط على برنامج محدد لكي تجد نفسك متصلا بكل صفوفك التي تدرسها".
من جهتها تقول خولة عشي وهي صحفية في قناة فرنسا 24 مقيمة في باريس إن "الخوف متمكن من الشارع في باريس" وان عملها كصحفية يجعلها مجبرة على الخروج لثلاثة أيام أسبوعيا "ورغم تخصيص القناة لوسائل نقل خاصة لصحفييها إلا ان العمل الجماعي يجعل فرضية العدوى واردة". "هذه تجربة إنسانية صعبة نخوضها بخوف من عدو مجهول حتى انني اشعر بالاعراض الوهمية للإصابة بشكل دوري" على حد قولها.
التجربة في تونس
"كناشط في المجتمع المدني كنت اقضي يوميا وقتا كبيرا خارج المنزل واليوم أحاول الاستفادة من الحجر الصحي لصياغة تقارير هي بمثابة التزامات سابقة كنت قد تعهدت بها. كما لم امنع نفسي من معاضدة انشطة خيرية في الجهة" هكذا يقول الناشط الحقوقي رضوان فطناسي، مقيم في القيروان، مؤكدا انه يمضي وقتا كثيرا مع اسرته محاولا القراءة ومراجعة بعض الأنشطة وتقييم تجربته الحقوقية. اما الناشط الاجتماعي عمارة مساترة، مقيم في دقاش بولاية توزر، فقد اكد انه شديد الالتزام بإجراءات الحجر الصحي الشامل وملتزم بالبقاء في المنزل و"لا اخرج الا عند الضرورة" مؤكدا انه حاول المحافظة عن التواصل عن مع السلط المحلية والمسؤولين لتذليل الصعوبات امام المواطنين في دقاش في هذا الظرف الاستثنائي وذلك بتوفير المعلومة.
من جهتها تفتقد الصحفية شيراز بن مراد، مقيمة في العاصمة، "قاعات السينما ومختلف الفضاءات الثقافية فهي هذه الفضاءات تسمح للصحفي بممارسة عمله النقدي لجميع الفنون. وتونس مدينة تنضح فنا رغم كل ما يمكن ان يقال عنها وعن ابداعها" مضيفة ان "الصحفي المختص في الشأن الثقافي يفتقد كل هذا ويحرمه من ممارسة عمله كما اعتاده". وتشغل شيراز نفسها بالمطالعة مثمنة تجربة مهرجان قابس "سينما فن" الذي تحوّل الى منصة رقمية وقد دخل بفضلها الى بيوت من يهتمون بسينما الكاتب. واعتبرت شيراز ان الحجر الصحي هو "هدنة أليمة جعلت من الفضاءات الثقافية فضاءات محظورة بلا جماهير وبلا صور وموسيقى وخيال". اما اسلام الزاهي بالمفتي، موظفة مقيمة بولاية قفصة، فقد اكدت انها "لا تخرج كثيرا من المنزل بل إنّي اشتغل عن بعد ولا اذهب الى المكتب الا عند الضرورة. واوزّع وقتي في الحجر الصحّي بين العمل والاهتمام باطفال ومشاركتهم بعض الاشغال في الحديقة والمطالعة معا ومشاهدة التليفزيون مع ضمان التواصل عن بعد مع العائلة والاصدقاء".
وفيما نجح الكثيرون في استثمار اوقاتهم وتحويل هذا الصراع العدمي مع الفراغ الى منجز ذاتي على مستوى ممارسة الهوايات وحسن التواصل مع المحيط تورط آخرون في ممارسة العنف ضد المراة والطفل ليتضاعف مستوى العنف 7 مرات مقارنة بمستوى العنف العادي المرصود خلال بقية الأيام.