بطاقة: دروس كورونيّة خاصّة

بطاقة: دروس كورونيّة خاصّة

تاريخ النشر : 23:43 - 2020/04/09

لئن لم يطرأ تغيير كبير على سير الأرقام المرتبطة بعدد الإصابات ممّا يمنحنا مزيد الوقت قبل الذّروة المنتظرة والتي قد تكون أخفّ وطأة بطول المدّة، فإنّ ما نتداوله في كلّ يوم يثير الإهتمام بدرجة كبيرة.
في كواليس وزارة الصّحّة، يتواصل التّعامل مع هذه الحرب على فيروس كورونا بجدّيّة وحذر. ذلك أنّ الجدّيّة مطلوبة في هذا الظّرف العصيب ونحن في مفترق الطّرق في هذه المعركة، ويمكن القول أنّ جيش الوزارة متجنّد وعاقد العزم على النّجاح في الخروج من الأزمة بأقلّ الخسائر البشريّة الممكنة رغم تواضع الإمكانيّات الصّحيّة والبشريّة.
لكن، بعيدًا عن هذه الوزارة، يظلّ التّعامل مع هذه الفترة الكورونيّة دون المأمول وبعيدًا عن تحمّل المسؤوليّة بالشّكل المطلوب. في هذا الإطار، نذكّر بالخطإ الفادح لوزير الشّؤون الإجتماعيّة الذي قرأ حسابًا لمساعدة ضعاف الحال في هذا الظّرف الصّعب دون الإنتباه إلى ما سبّبه بشكل غير مباشر من خروج جماعيّ للمواطنين في كلّ الجهات في رحلة البحث عن المائتي دينار، غير مبالين بخطورة الأمر والمخاطرة بصحّتهم وصحّة غيرهم عبر تلك التّجمّعات الغفيرة في مكان واحد.
على مستوى وزارة التّربية، اختار الوزير هذا الوقت الصّعب لمحاولة الأخذ بزمام الأمور وحجز المعلومة في أروقة الوزارة عبر منشور ذكر فيه بأنّ كلّ ما يهمّ التّصريحات وتفاصيل المعلومات يمرّ عبر مكتبه وهو المخوّل الوحيد لإعطاء الضّوء الأخضر لفتح الأفواه والتّكرّم بخدمة الإعلام.
وزير التّجارة اختار بدوره إمضاء جلّ أوقاته أمام الكاميرا أو خلف الميكروات في مختلف الإذاعات والقنوات التّلفزيّة ليجترّ نفس الكلام ويكشف عن محدوديّة كفاءته من خلال الإعلان عن الشّيء ونقيضه في نفس الوقت بينما يشهد السّوق عكس ما يزعمه.
الزّلّة الأخيرة أتتنا من وزارة الفلاحة حيث تقرّر، في هذا الظّرف الدّقيق، زيادة في أسعار الماء تراوحت بين 15 و 50 بالمئة وفق الإستهلاك. لا ندري إن كان رئيس الحكومة على علم بهذه الزّيادة التي أثارت استغراب وغضب الجميع وهو الذي كان بإمكانه الأمر بتأجيل التّرفيع في السّعر لمدّة شهرين أو ثلاثة لما بعد الفترة السّاخنة للأزمة الصّحيّة.
لحسن الحظّ، لم يكن المشهد قاتمًا بالتّمام والكمال وجاءت بعض العلامات المضيئة لترفع المعنويّات وتمنح المزيد من الأمل عبر النّجاح الطّبيّ البارز لفريق البحث بمخبر التّحاليل الجرثوميّة بمستشفى شارل نيكول الذي توصّل، تحت إدارة الدّكتورة إلهام بوطيبة، إلى الكشف عن التّركيبة الجينيّة لفيروس كورونا، وهو إنجاز عالميّ سيمكّن من مزيد معرفة "العدوّ" ومقاومته.
هذه بعض الدّروس الكورونيّة الخاصّة أردنا ختمها بشكل إيجابيّ للمحافظة على معنويّات مرتفعة تساعدنا على الصّمود بقوّة أمام العاصفة.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

 أكد وزير الشؤون الاجتماعية عصام الأحمر، اليوم الإثنين بالرياض، أمام الجلسة العامة للمؤتمر الدولي
16:08 - 2025/05/05
حذرت وحدات الحماية المدنية من خطر إندلاع الحرائق وتزايد المخاطر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واقت
14:29 - 2025/05/05
تم، صباح اليوم الاثنين، تدشين قسم امراض الدم بمستشفى عزيزة عثمانة، بعد تجديده حديثا ببادرة من جمع
14:11 - 2025/05/05
تلقت تونس اليوم الاثنين هبة من اليابان تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي (20 منظار للقولونوالمعدة) و
13:17 - 2025/05/05
في إطار مزيد العناية بالنظافة بمداخل المدن، أشرف والي القيروان ذاكر البرقاوي اليوم الاثنين 5 ماي
12:30 - 2025/05/05
في إطار مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة، الذي تنجزه وزارة التجهيز والإسكان، أعلنت الشركة الوطن
11:48 - 2025/05/05
دعت جمعية الأطباء التونسيين في ألمانيا، الى ضرورة احداث تغيير جذري يعيد الاعتبار للطبيب الشاب ويؤ
11:12 - 2025/05/05
فاق عدد المؤسسات التربوية المرتبطة بشبكة الألياف البصرية ذات التدفق العالي بالأنترنات 3500 مؤسسة،
10:45 - 2025/05/05