أصدرت رئاسة الجمهورية في وقت متأخر من ليلة البارحة 24/23 بلاغا جاء فيه أن رئيس الجمهورية قرر التمديد في الإجراءات الاستثنائية المتخذة من الفصل 80 حتى إشعار  أخر  وهو أمر متوقع وكنا أشرنا له  وقلنا أن هذه الإجراءات قد تمتد إلى ستة أشهر .كما جاء فيه ان رئيس الجمهورية سيتوجه ببيان للشعب التونسي  ويبدو أنها ستكون مساء اليوم الثلاثاء .فما الذي ينتظره التونسيون من هذا البيان و ما الذي ينتظره أصدقاء تونس و شركاؤها منه؟
الخطاب المنتظر وهو مفصلي باعتقادي سيكون فيه قراءة للواقع خلال الشهر الفارط  ومن المنتظر أن يوضح سعيد ما غمض من تلميحات و تصريحات خاصة بخصوص الاغتيالات و المس من الأمن القومي كما سيكون فيه الإعلان عن إجراءات جديدة خلال الفترة المقبلة .
التونسيون خلال الأيام الفارطة ومنذ 25جويلية يعيشون قلقا و البعض منهم يعيشون رعبا و المحمول على سعيد أن يطمأن الجميع على حرياتهم و على أملاكهم و أرواحهم  وأن يدعو للهدوء و التعامل مع الملفات الحارقة  بعقلانية ودون عاطفة .
كما ينتظر التونسيون كشركاونا و ممولينا أن يعلن الرئيس عن مسار واضح للدولة و أولها الإعلان عن رئيس حكومة توكل له مهام السلطة التنفيذية التي هي اليوم بيد الرئيس حيث لا يخفى على أحد في الداخل و الخارج أن العمل الحكومي و المؤسساتي مضطرب وهو ما يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين و يعيق المستثمرين كما يجعل الجهات المقرضة مترددة في منح القروض أو إقساطها التي تنتظرها الميزانية لخلاص الأجور و تسيير المصاريف اليومية للدولة. 
و ينتظر الجميع من الرئيس أن يفتح باب الحوار بخصوص مستقبل البلاد مع المنظمات و الشخصيات الوطنية و أن يوضح المسار السياسي و الاقتصادي و الديبلوماسي للبلاد حيث بات واضحا أن علاقاتنا الخارجية ستشهد تحولا كبيرا من الممكن الاستفادة منه.
فإجراءات 25 جويلية تشبه كثيرا ما حصل يوم 14 جانفي وكما هب العالم لمساعدتنا فخذلنا السياسيون و سرقونا نأمل أن نستغل هذه الاهتمام العالمي بتونس اليوم الاستغلال الأمثل و الخروج نهائيا من سياسة المحاور التي أضرت بالبلاد و ألا نتمترس إلا في الحلف الوطني.