تهتم جمعيات عالمية ناشطة في المجال البيئي والتنوع البيولوجي بنجاح تجربة الحديقة الوطنية بدغومس من معتمدية دقاش في ولاية توزر، بإعادة توطين حيوان أبو حراب وذلك منذ سنة 2004، وتسعى هذه الجمعيات وفق رئيس الدائرة الجهوية للغابات محمد الدبابي، الى توطين هذا الحيوان في عدد من بلدان العالم انطلاقا من القطيع الموجود في الحديقة.

وأضاف في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة أنه "تم ادخال 12 راسا من هذا الحيوان في 2004 تكاثر منذ ذلك الوقت ويعد حاليا أكثر من 80 راسا"، واشار الى أن "حيوان ابو حراب حافظ في الحديقة الوطنية بدغومس على خصوصياته الجينية ولم يشهد القطيع تلوثا جينيا للسلالة الموجودة في الجهة وهو أمر أثار اعجاب عديد الجمعيات العالمية واقترحوا تحويل حديقة دغومس الى محضنة لإعادة توطين أبو حراب في بلدان أخرى".
ولاحظ أن الحديقة "تشهد نجاحا كبيرا في توطين هذا الحيوان في محيط طبيعي دون التدخل البشري فضلا عن نجاح طاقم الحديقة في معرفة طرق تربية طائر النعام ذو العنق الأحمر وتأقلمه مع المناخ والعوامل الطبيعية المتوفرة في الحديقة، وتم إدخاله في 2010 بأربعة طيور لتضم حاليا 22 طيرا رغم نفوق عدد منها بسبب الفيضانات في 2012".
وتضم الحديقة التي تعد من المحميات النادرة ومصنفة الثانية عالميا في مجال التنوع البيولوجي الصحراوي حوالي 100 رأس من غزال الدركاس النادر، مما قد يشجع على ادماجها في مسالك للسياحة الايكولوجية فضلا عن دورها البيئي والطبيعي والعلمي للمهتمين بالتنوع البيولوجي.

وتمسح الحديقة 8 آلاف هكتار تتميز باحتوائها لثلاثة أنظمة بيئية وهي السلاسل الجبلية على امتداد حوالي 3 آلاف هكتار ثم سفح الجبل والمنخفض المحاذي لشط الجريد، ما يمنح الحديقة مكانة مميزة في إطار التنوع البيولوجي الصحراوي.
وتتوفر الحديقة على أكثر من 200 صنف نباتي مميز تمثل جميع الأصناف الموجودة في محيطها من بينها شجرة الطلح التي جرت عملية توطينها ضمن برنامج دائرة الغابات بتوزر لتمتد هذه الشجرة على مساحات هامة داخل الحديقة.