بعد هجرة 800 ألف إسرائيلي إلى الخارج: نتنياهو يطبق سياسة "البحر وراءكم والعدو أمامكم"

بعد هجرة 800 ألف إسرائيلي إلى الخارج: نتنياهو يطبق سياسة "البحر وراءكم والعدو أمامكم"

تاريخ النشر : 15:17 - 2024/07/19

 كثفت إسرائيل ضغوطاتها على حكومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل فرض قيود على دخول الرعايا الإسرائيليين لهذه الدول. 

  وتأتي هذه التحركات المدعومة من المنظمات الصهيونية مثل «أيباك» في الولايات المتحدة لوقف موجة الهجرة المتصاعدة  من إسرائيل منذ قيام طوفان الأقصى. 

 وهاجر إلى حدّ الآن قرابة  800  ألف إسرائيلي إلى عدة بلدان منها فرنسا وألمانيا وبولونيا  وبريطانيا والولايات المتحدة إلى جانب المملكة المغربية  في شمال إفريقيا. 

 وتبعا لذلك أعلنت الحكومة الأمريكية  بداية هذا الأسبوع عن وقف إسناد التأشيرة للرعايا الإسرائيليين  منتهجة  كثيرا من التعتيم حول دوافع هذا القرار من خلال زعمها أنه يستهدف المستوطنين الذين تورطوا في أعمال عنف  ضد الفلسطينيين. 

 وينتظر أن تعلن الحكومات الأوروبية عن قرارات مماثلة في الأيام القادمة بفعل ارتباطها العضوي بالسياسة الأمريكية وتعاظم  التداعيات المالية والإجتماعية والأمنية لملف الهجرة خصوصا بعد إضطرارا دول الاتحاد إلى استقبال نحو 10 ملايين لاجئ  أكراني  منذ انطلاق العملية الخاصة الروسية. 

 ويشهد الكيان الصهيوني تفكك أركان «دولة الرفاه والأمان» التي  شكلت مصدر  جذب لليهود من كل أنحاء العالم منذ بدأ الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نهاية القرن التاسع عشر تزامنا مع المؤتمر الأول للصهيونية العالمية الذي استضافت  مدينة «بازل» السويسرية. 

 وكانت المنظمة الصهيونية العالمية قد واجهت خلال الموجات الأولى للإستيطان عزوفا كبيرا عن الهجرة إلى فلسطين في الأوساط اليهودية وهو ما دفعها إلى انتهاج سياسة الترغيب والترهيب من خلال الدور المالي للوكالة اليهودية  في التحفيز على الهجرة وتكثيف الضغوطات على الحكومات الأوروبية لإتخاذ قرارات تجبر رعاع اليهود على الهجرة إلى فلسطين  التي كانت وقتها ترزح  تحت  الاحتلال البريطاني. 

 وأدركت  مقاربة الترهيب ذروتها من خلال التعاون الوثيق للإتحاد الصهيوني في مدينة للمبررغ  ورئيس المنظمة الصهيونية العالمية حاييم وايزمان المتخصص في صناعة المتفجرات مع النظام النازي في ألمانيا لإفتعال أسطورة المحرقة أو الهولو كوست من أجل اقناع اليهود  بأن الحياة  في أوروبا لم تعد آمنة. 

 وأسفر هذا التعاون الوثيق مع النظام النازي الألماني إلى إحداث  خط بحري مباشر بين ميناء همبروغ  وميناء حيفا في فلسطين مكن من ترحيل 60 ألف يهودي ألماني  بين عامي  1932و1938  وذلك في نطاق الموجة الرابعة للهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية. 

 كما عمدت المنظمة الصهونية  في نطاق استكمال  تضييق الخناق  على اليهود إلى الضغط على الحكومة الأمريكية  في  أربعينات القرن الماضي قصد الإمتناع عن قبول اليهود الذين كوانوا يرغبون في الهجرة  من أوروبا إلى الولايات المتحدة حتى لا يبقى أ٬امهم أي بديل سوى الهجرة إلى فلسطين. 

 وبالنتيجة يشهد الكيان الصهيوني منذ عدة أنهر موجة هجرة معاكسة نتيجة تصدع دولة  الأمن والرفاه وتراكم الإحساس بأن الحياة في إسرائيل لم تعد آمنة  في ظل تصاعد الخسائر البشرية والاقتصادية مقابل  تزايد عزلة  الكيان بسبب التداعيات الإنسانية للمجازر  التي ارتكبها جيش الإحتلال في  قطاع غزة لدرجة أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت  بطاقة اعتقال ضد نتنياهو. 

 ويرجح أن يتفاقهم  الإحتقان الإجتماعي داخل الكيان المحتل في ظل رفض طائفة الحريديم التي تعد نحو مليون و 200  ألف شخص  أداء الخدمة العسكرية الإلزامية  وتداعيات  هذا الرفض على بقية فئات المجتمع الإسرائيلي. 

 وتحتفظ الأغلبية الساحقة عن الإسرائيليين بجوازات السفر المسندة  من بلدان المنشأ وهو ما يؤكد أن بذرة الهجرة المضادة موجودة بقوة في أوساط الإسرائيليين.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

اجتمع وزير الإقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ بعد ظهر الإربعاء 30 أفريل 2025 Gottardt Tobias كاتب
15:44 - 2025/05/01
انتظمت صباح اليوم الخميس غرّة ماي 2025، بتونس العاصمة، مسيرة احتجاجية ضدّ إيقاف المحامي والقاضي ا
12:44 - 2025/05/01
شهدت العاصمة تونس اليوم الخميس تظاهرة نظمها أنصار الرئيس قيس سعيّد، عبّروا خلالها عن دعمهم له ورف
12:27 - 2025/05/01
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد بعد ظهر الثلاثاء 29 أفريل 2025 بقصر قرطاج، محمد علي تميم نائب رئي
07:00 - 2025/05/01
اتفاق إطاري للتّعاون مع «الكوميسا»
07:00 - 2025/05/01
أكّد رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة في افتتاح اليوم الدراسي حول مشروع قانون تنظيم عقود الش
07:00 - 2025/05/01
حذرت منظمات دولية أمس من خطر المجاعة التي اجتاحت قطاع غزة بسبب غلق المعابر ومنع إدخال المساعدات ف
07:00 - 2025/05/01