الصادق شعبان يكتب: أرجو أن لا يسكت الرئيس…
تاريخ النشر : 10:18 - 2022/10/25
كتب الدكتور الصادق شعبان تدوينة جاء فيها ما يلي:
"اراء ...
اقول هذه الاراء و لست معنيا الان شخصيا بالتنفيذ ... فانا دستوري ، قبل 2011 و بعده و دون نهاية ، و لن أشارك ما لم يطلب مني الدستوريون المشاركة ...
اولا ، ارجو الا يسكت الرئيس قيس سعيد عن ادعاءات هؤلاء الذين يفسرون و ينظرون و ينسبون الأفكار اليه ... على الرئيس ان يضع حدا لهذا في اقرب وقت ... فهي تضر به ... و انا اعلم انها ليست اراءه ...او على الاقل اتمنى ذلك ...
كما ارجو الا يستعجل الرئيس مستقبلا في اصدار مراسيم سرعان ما اظهرت انعكاسات خطيرة على الدينامكية السياسية ( شروط انتخابات مجلس النواب المجحفة مثلا ، الشركات الاهلية التي لا نفس اقتصادي لها ، الصلح الجزائي الذي يعيد عدالة انتقالية انتهت منذ 2018 بصريح نص الدستور القديم ... و العدالة الاستثنائية ممنوعة الان ) ...
لكل مجال نواميسه و مختصيه ... الاقتصاد للاقتصاديين و التكنولوجيا للمهندسين ... و السياسة لعلماء السياسة ... و كل مرسوم يجب ان تسبقه دراسة مؤثرات étude d'impact حتى لا نتفاجا بمضاعفات غير متوقعة ... التصويت على الافراد قد يؤدي الى الاثار العكسية ...
لادارة الدول منهج ...يسمى الحوكمة الرشيدة و الأداء الحسن للمرافق العامة ... و السياسي هو من يحمل النظام بصورة ديمقراطية الى اتباع اهدافه ... في توازن متغير متاثر بضغوطات المحيط الداخلي و الخارجي ... هذا هو النموذج الذي كان موضوع اطروحة دكتورا الدولة التي ناقشتها في 1975 و عمري 25 سنة ...
ادعو الرئيس الى تطبيق ما درّسََه في علم السياسة ، و البحث دائما عن التوازن الديناميكي للنظام مع السير نحو الاهداف الاصلية ...
عليه لتحقيق التوازن العمل على كل الاصعدة ،و الحديث الى الشعب ، و سماع ذوي التجربة ، و تشريك المؤسسات كلها رسمية و نقابية و مدنية ، و تعيين الفضل لان ادء الدولة مرتبط بكفاءة المسؤولين، و خصوصا عليه اليوم تقريب رجال الأعمال من كل الأجيال فهم اهم حلقة للمستقبل ...
طريقة البنشمركينغ bunchmarking هي الاساس ... و غوغل يبيّن للرئيس و للمستشارين و للوزراء كل ما يجب اتباعه من منهج ...
على تونس التموقع في المؤشرات المتقدمة في العالم ( حوالي 100 ) و اتباع السياسات الناجحة و الممارسات الحسنة ... مع التطويع و التحكم في مرحلية التنفيذ ... و اتخاذ اجراءات المواكبة ...
مصر تقوم الان بمؤتمر اقتصادي كبير ... فالجبهة السياسية غير كافية ، و الجبهات الأخرى الاقتصادية و الاجتماعية لا تنتظر ..
على الرئيس قيس سعيد ، و هو صديق عزيز ، و عندي فيه الثقة الكاملة، ان يكلف الحكومة بالتعجيل ... و يفتح حوارا واسعا ينتهي باجراءات عملية و أهداف مرقمة ... عليه ان يظهر مباشرة للناس ، في خطب هادئة متفائلة موحدة جامعة ...
صندوق النقد يطلب إعلام الناس و التشريك ، و هو يعلم أن القرارات المسقطة لا تطبق ... لأن الإصلاح الجريئ المؤلم يحتاج الى الإقناع و قبول اكبر عدد من المؤسسات و من النقابات و من الجمعيات و المواطنين او الراي العام ... قرض الصندوق محدود ، لأنه يعلم و نحن نعمل ان الجهد على عاتقنا و يجب ان لا نتعود على الإتكاء على الغير ...
المساعدة منه ، و الاصلاح علينا...
البرلمان القادم لن يكون المؤسسة التي انتظرتها انا شخصيا ... شروط الترشح سوف تجعل منه فضاء المتنفذين لا فضاء المتميزين ...
سوف لن يكون البرلمان قويا ، و هذا يضعف النظام السياسي و يجعل المعارضة الحقيقية خارج القبة البرلمانية ... فيقلق الرئيس ، و تُصَدّر المعارضة ، و يتزعزع النظام ككل ... اتوقع هذا و اتمنى ان تكون المفاجأة مختلفة ...
كما كنت أتمنى ان يكون البرلمان الجديد الفضاء الذي يؤسس لاحزاب جديدة ... كما حصل في تاريخ الديمقراطيات ... حيث يتجمع النواب القريبين في كتل ،و ينشأ عن الكتل تقارب فكري و نظرة موحدة للمجتمع و برامج اقتصادية واضحة متكاملة و تتقلص الايديولوجيات ...
لا ننسى أن الاحزاب هي المؤطرة مستقبلا للديمقراطية ...لكن ليست الاحزاب الحالية ...انما احزاب جديدة ... و هي التي في المستقبل تدفع بأفضل مناضليها للترشح ، و تعد لهم البرامج ، و تساندهم في الحملة ، و تكون المحددة في المواقف البرلمانية و في اختيار الحكومات...
على كل ... ما اضعناه اليوم يمكن تداركه و اصلاحه لاحقا ... و ما نحن عليه الآن افضل مما سبق خلافا لما يعتقد البعض ... اذ لو أبقينا على ما كان ، لكنا الى الان نتخبط دون بصيص امل في الحل ، و لن نغير التشتت و المحاصصات و ضعف الحكومات و الارتباط بالخارج ... و ترذيل الممارسات و الخطاب ...
انا ضد من يرى ان الحل الان في تحريك الشارع و العصيان ... هذا عمل خطير ، عشناه قبيل 2011 ، لا نعرف مصيره ، و يزيد في إطالة المعاناة ... لن نعود الى الفوضى ... فالفوضى لا تكون خلاقة كما يلمح البعض الان ، و لهم فيما حصل في ثورات الخراب افضل دليل ...
الدور الان عند رئيس الجمهورية ... و على الجميع ان يساعد ...
يجب الا يقف الرئيس في نصف الوادي ... عليه ان يستعين بكل القوى و ان يصل بنا إلى شط الأمان...
اذا تباطأ أو توقف و غضب الركاب و انزعج الناس و قلت المؤونه و غاب الامل في قطع الوادى ، سوف نتعثر جميعا و يجرفنا التيار ...
كما تعلمون و يعلم السيد الرئيس ، في علم البحار كما في علم السياسة ، القاعدة هي إلا تعارض التيار مباشرة ... عليك ان تسايره و تحاول قدر الامكان الا تبتعد عن الهدف المنشود ... هكذا فقط لا تغرق ، و تصل إلى الشاطى و لو ليس المكان المنشود عند الانطلاق ..."

كتب الدكتور الصادق شعبان تدوينة جاء فيها ما يلي:
"اراء ...
اقول هذه الاراء و لست معنيا الان شخصيا بالتنفيذ ... فانا دستوري ، قبل 2011 و بعده و دون نهاية ، و لن أشارك ما لم يطلب مني الدستوريون المشاركة ...
اولا ، ارجو الا يسكت الرئيس قيس سعيد عن ادعاءات هؤلاء الذين يفسرون و ينظرون و ينسبون الأفكار اليه ... على الرئيس ان يضع حدا لهذا في اقرب وقت ... فهي تضر به ... و انا اعلم انها ليست اراءه ...او على الاقل اتمنى ذلك ...
كما ارجو الا يستعجل الرئيس مستقبلا في اصدار مراسيم سرعان ما اظهرت انعكاسات خطيرة على الدينامكية السياسية ( شروط انتخابات مجلس النواب المجحفة مثلا ، الشركات الاهلية التي لا نفس اقتصادي لها ، الصلح الجزائي الذي يعيد عدالة انتقالية انتهت منذ 2018 بصريح نص الدستور القديم ... و العدالة الاستثنائية ممنوعة الان ) ...
لكل مجال نواميسه و مختصيه ... الاقتصاد للاقتصاديين و التكنولوجيا للمهندسين ... و السياسة لعلماء السياسة ... و كل مرسوم يجب ان تسبقه دراسة مؤثرات étude d'impact حتى لا نتفاجا بمضاعفات غير متوقعة ... التصويت على الافراد قد يؤدي الى الاثار العكسية ...
لادارة الدول منهج ...يسمى الحوكمة الرشيدة و الأداء الحسن للمرافق العامة ... و السياسي هو من يحمل النظام بصورة ديمقراطية الى اتباع اهدافه ... في توازن متغير متاثر بضغوطات المحيط الداخلي و الخارجي ... هذا هو النموذج الذي كان موضوع اطروحة دكتورا الدولة التي ناقشتها في 1975 و عمري 25 سنة ...
ادعو الرئيس الى تطبيق ما درّسََه في علم السياسة ، و البحث دائما عن التوازن الديناميكي للنظام مع السير نحو الاهداف الاصلية ...
عليه لتحقيق التوازن العمل على كل الاصعدة ،و الحديث الى الشعب ، و سماع ذوي التجربة ، و تشريك المؤسسات كلها رسمية و نقابية و مدنية ، و تعيين الفضل لان ادء الدولة مرتبط بكفاءة المسؤولين، و خصوصا عليه اليوم تقريب رجال الأعمال من كل الأجيال فهم اهم حلقة للمستقبل ...
طريقة البنشمركينغ bunchmarking هي الاساس ... و غوغل يبيّن للرئيس و للمستشارين و للوزراء كل ما يجب اتباعه من منهج ...
على تونس التموقع في المؤشرات المتقدمة في العالم ( حوالي 100 ) و اتباع السياسات الناجحة و الممارسات الحسنة ... مع التطويع و التحكم في مرحلية التنفيذ ... و اتخاذ اجراءات المواكبة ...
مصر تقوم الان بمؤتمر اقتصادي كبير ... فالجبهة السياسية غير كافية ، و الجبهات الأخرى الاقتصادية و الاجتماعية لا تنتظر ..
على الرئيس قيس سعيد ، و هو صديق عزيز ، و عندي فيه الثقة الكاملة، ان يكلف الحكومة بالتعجيل ... و يفتح حوارا واسعا ينتهي باجراءات عملية و أهداف مرقمة ... عليه ان يظهر مباشرة للناس ، في خطب هادئة متفائلة موحدة جامعة ...
صندوق النقد يطلب إعلام الناس و التشريك ، و هو يعلم أن القرارات المسقطة لا تطبق ... لأن الإصلاح الجريئ المؤلم يحتاج الى الإقناع و قبول اكبر عدد من المؤسسات و من النقابات و من الجمعيات و المواطنين او الراي العام ... قرض الصندوق محدود ، لأنه يعلم و نحن نعمل ان الجهد على عاتقنا و يجب ان لا نتعود على الإتكاء على الغير ...
المساعدة منه ، و الاصلاح علينا...
البرلمان القادم لن يكون المؤسسة التي انتظرتها انا شخصيا ... شروط الترشح سوف تجعل منه فضاء المتنفذين لا فضاء المتميزين ...
سوف لن يكون البرلمان قويا ، و هذا يضعف النظام السياسي و يجعل المعارضة الحقيقية خارج القبة البرلمانية ... فيقلق الرئيس ، و تُصَدّر المعارضة ، و يتزعزع النظام ككل ... اتوقع هذا و اتمنى ان تكون المفاجأة مختلفة ...
كما كنت أتمنى ان يكون البرلمان الجديد الفضاء الذي يؤسس لاحزاب جديدة ... كما حصل في تاريخ الديمقراطيات ... حيث يتجمع النواب القريبين في كتل ،و ينشأ عن الكتل تقارب فكري و نظرة موحدة للمجتمع و برامج اقتصادية واضحة متكاملة و تتقلص الايديولوجيات ...
لا ننسى أن الاحزاب هي المؤطرة مستقبلا للديمقراطية ...لكن ليست الاحزاب الحالية ...انما احزاب جديدة ... و هي التي في المستقبل تدفع بأفضل مناضليها للترشح ، و تعد لهم البرامج ، و تساندهم في الحملة ، و تكون المحددة في المواقف البرلمانية و في اختيار الحكومات...
على كل ... ما اضعناه اليوم يمكن تداركه و اصلاحه لاحقا ... و ما نحن عليه الآن افضل مما سبق خلافا لما يعتقد البعض ... اذ لو أبقينا على ما كان ، لكنا الى الان نتخبط دون بصيص امل في الحل ، و لن نغير التشتت و المحاصصات و ضعف الحكومات و الارتباط بالخارج ... و ترذيل الممارسات و الخطاب ...
انا ضد من يرى ان الحل الان في تحريك الشارع و العصيان ... هذا عمل خطير ، عشناه قبيل 2011 ، لا نعرف مصيره ، و يزيد في إطالة المعاناة ... لن نعود الى الفوضى ... فالفوضى لا تكون خلاقة كما يلمح البعض الان ، و لهم فيما حصل في ثورات الخراب افضل دليل ...
الدور الان عند رئيس الجمهورية ... و على الجميع ان يساعد ...
يجب الا يقف الرئيس في نصف الوادي ... عليه ان يستعين بكل القوى و ان يصل بنا إلى شط الأمان...
اذا تباطأ أو توقف و غضب الركاب و انزعج الناس و قلت المؤونه و غاب الامل في قطع الوادى ، سوف نتعثر جميعا و يجرفنا التيار ...
كما تعلمون و يعلم السيد الرئيس ، في علم البحار كما في علم السياسة ، القاعدة هي إلا تعارض التيار مباشرة ... عليك ان تسايره و تحاول قدر الامكان الا تبتعد عن الهدف المنشود ... هكذا فقط لا تغرق ، و تصل إلى الشاطى و لو ليس المكان المنشود عند الانطلاق ..."