التوجه نحو الانتقال الاستراتيجي ومواكبة تغيير النظام الإقليمي والمشاركة في المنظومة الجيوسياسية الصاعدة أم الوقوع في مصيدة الانهيار!

التوجه نحو الانتقال الاستراتيجي ومواكبة تغيير النظام الإقليمي والمشاركة في المنظومة الجيوسياسية الصاعدة أم الوقوع في مصيدة الانهيار!

تاريخ النشر : 20:54 - 2021/07/03

تحذير أول: 
إذا لم ينخرط كل أحرار الشعب التونسي في فرض قواعد الحرب على الوباء بسرعة وفي كل جوانبها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فليعلم الجميع أن هذه الحالة التي على اعتاب ذروة كل المخاطر معا ستطول وتدوم لمدة ثلاثة أشهر كاملة متلاحقة على الأقل وفي حالة قصوى قبل أن تهدأ العاصفة نسبيا وهذا مشكوك فيه حاليا، ولكن العاصفة سوف تتواصل السنة المقبلة وفي هذه الحالة سيجوع اغلب التونسيين وسيفقد عدد كبير رزقه وسيخسر كثيرون ويتشرد ويمرض كثيرون وسينهار كل شيء تماما اذا استمر الحال على ما هو عليه. 
أولا لأن دوائر المال والاقتصاد المعولم تتجهز وفق هذه التقديرات للاستثمار أكثر ما يمكن في هذه المحنة الكبرى على حساب الشعوب الضعيفة للقضاء نهائيا على كل نماذج مقاومة ممكنة وثانيا لأن كل الأسعار ستلتهب في غضون أقل من سنة، من النفط والغاز والزنك والاليمنيوم... إلى القمح والقطن والذرة والسكر والقهوة.. وستصبح الدولة عاجزة عن توفير الأساسيات اذا تواصل هذا العجز وهذا التخريب.
وفي هذه الحالة ستبلغ الجريمة بكل انواعها منتهاها وتبلغ التبعية بما فيها التبعية للصهيونية أقصاها وينتعش الإرهاب من جديد وتفوح روائح وحشية التناحر الدموي والنهب ويتنفس الفساد أكثر وأكثر وتدخل الاغلبية منطق الغابة. 
تحذير ثان:
إذا تواصل هذا العرض الخائب والسطحي الذي يعتقد فيه الناس بأن مشكلة بلدهم في نظامه السياسي والانتخابي فإن البلد سينهار فعلا لانه لن يجد أبدا من ينقذه ولن يجد أي عمق يستند إليه، أولا لأن مشكلة البلاد الحقيقية تتجسد في غياب القيادة السياسية الحكيمة والمقتدرة والحرة والشجاعة والمضحية ذات الرؤية والقدرة على التخطيط والتنفيذ بقوة وباستعداد تام لدفع الكلفة الأقل قبل كلفة الانهيار، لا خزعبلات النظام السياسي والانتخابي الثانوية جدا أمام الأصل.
خلاصة:
على أحرار الشعب التونسي أخيرا أن يرتبوا فهمهم وينظموا مقاومتهم ويستعدوا لتغيير قيادة البلد السياسية بالكامل ويخرجوا من نمطية مجرد الأستاذ والمحامي والمتحيل والمتسيس المزور... إلى النخب الوطنية السيادية المقاومة من رجال اقتصاد وعلوم إنسانية ومهندسين واطباء وخبرات عسكرية ومثقفين ومنتجين وطنيين من مختلف القطاعات وطاقات مناضلة من أبناء الشعب ذات رؤية صالحة للوطن وموثوقة حضاريا لدى الشعب ولم تتلوث يوما، ومن بعد ذلك التعويل على كل تونسي مقتدر وشريف ومكافح أينما كان ومهما كان موقعه للشروع في البناء من جديد ككتلة وطنية شعبية مقاتلة. وعلى هذه النخب ان تقنع جماهير الشعب التونسي المقهور والمغيبة عقولها في الغالب بالدخول في أقرب الأوقات في مرحلة الخيار النهائي وهي مرحلة خيار المقاومة العالمية متعددة الأقطاب وخيار التحرير ومواجهة الاستعمار بكل الطرق إلى جانب كل قوى التحرر في الشرق والجنوب. مع ملاحظة ان المعارك قادمة لا شك وخصوصا في اقليمنا العربي والإسلامي الواسع. وأول القطر يجب أن يكون تكوين رؤية استراتيجية مشتركة تونسية - جزائرية بمواثيق استراتيجية معمقة ورسمية تنطوي على الأمان الاستراتيجي وتكون بمثابة الحدث الجيوستراتيجي الفارق في مستقبل تونس وشعبها بحيث يكون نظام القيادة ومنظومة العلاقات الخارجية واسسها الوطنية الروافع والغاية ولن يتم ذلك الا بقطع الخطوة الأولى وهي الخروج لوحدنا وبقوانا الذاتية من هذه المحنة الكبيرة الوبائية والسياسية.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

من الإنجازات الصحية التي تفتخر بها بلادنا أذكر اليوم المستشفى الجامعي الكبير شارل نيكول الذي يتوا
07:00 - 2025/08/02
هكذا يوافق يوم الأحد: هياكل عظمية غزاوية وخراب هيكل صهيوني، هكذا يوافق يوم الأحد ما يسمى " ذكرى خ
20:15 - 2025/08/01
في زمنٍ يتهاوى فيه كلّ ما تبقّى من القيم، لا بدّ من تسمية الأشياء بأسمائها.
07:00 - 2025/07/31
رغم انني أعرف أغلب شوارع العاصمة التي قدمت اليها وعمري 11 سنة لاجئا من الجنوب (مدنين) لا عفوا (ان
07:00 - 2025/07/31
من خلال مسيرة الأمين السعيدي الأدبية نتبين أن للرواية تقنياتها الخاصة وأسلوبها المتفرد ولغتها الح
22:14 - 2025/07/29
لست أدري كيف ستكون البداية و إلى أي مدى يمكن أن تسعفني بندقيّتي التي لطالما عانقتني متى اشتقت أين
16:58 - 2025/07/29
في جنوب سوريا برز «سيدٌ»جديدٌ يأمُرُ ويُنْهِي، ويسرُقُ الأراضي، ويُقيمُ القواعد العسكرية، إنَه ال
07:00 - 2025/07/28
عندما كنت صغيرا وأبلغ من العمر 11 سنة أول منظمة انخرطت بها الكشافة التونسية بمدينة بن قردان تحت ق
07:00 - 2025/07/27