مكنت الإدارة العامة للسجون والإصلاح، مساء يوم الثلاثاء، الأطفال الجانحين المودعين بمركز إصلاح الأطفال بالمروج من تناول وجبة الإفطار مع عائلاتهم خلال مأدبة إفطار رمضانية بفضاء المركز تبعتها سهرة رمضانية أمنتها فرقة للسلامية والإنشاد الديني.

وتأتي هذه البادرة وفق الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش، مواصلة لتقليد بدأت العمل به الإدارة منذ سنة 2016 وشمل مختلف الوحدات السجنية بكامل تراب الجمهورية وبالخصوص مراكز إصلاح الأطفال من أجل إعطاء الأولوية لاحتياجات هذه الفئة الهشة والمحافظة على التماسك الأسري بينهم وتدعيم الروابط العائلية على نحو يسمح برتق الفجوة التي تحدثها الفترة التي يقضيها الحدث بالمركز بعيدا عن أسرته.
كما تأتي هذه البادرة، وفق نفس المصدر، في إطار تمكين نزلاء هذه المؤسسة الإصلاحية من حق الطفل في معاملة إنسانية عادلة تهيؤه للاندماج في المجتمع، وانسجاما مع المعايير الدولية المتعلقة بالاحتفاظ والإيداع وكذلك مع منطوق دستور الجمهورية الثانية الذي ينص في فصله الثلاثين على أن الدولة تراعي في تنفيذ العقوبات مصلحة الأسرة.
وتمكنت نحو 20 عائلة من مشاركة أبنائها هذه السهرة الرمضانية في فضاء مفتوح تم إعداده للغرض مع وجبة إفطار خاصة جمعت كل جانح بعائلته على طاولة خاصة مع مرافقة موسيقية تنهل من الجو الروحاني الخاص بهذه المناسبة أمنتها فرقة للإنشاد الصوفي والسلامية.

وعبر عدد من الاطفال المودعين بالمركز عن سعادتهم بهذه البادرة، التي جاءت لتخرجهم من فضاء العزلة التي يعيشونها خلال فترة إقامتهم بالمركز وإستعادة لحميمية الأسرة التي تبرز خاصة خلال هذه المناسبات.

من جهته بين مدير مركز إصلاح الأطفال الجانحين بالمروج سمير العلوي، أن المركز يأوي الأطفال المودعين والقاطنين بإقليم تونس الكبرى وولايتي زغوان ونابل، بطاقة استيعاب قصوى في حدود 130 طفلا جانحا يأتون للمركز بناء على بطاقات إيداع ومضامين أحكام صادرة عن قضاة الأطفال ومحاكم التحقيق.
وتنحصر مهمة المركز في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للأطفال إلى جانب النشاط التثقيفي والرياضي وتمكينهم من فرصة للتكوين المهني والتعليم العام تؤمنها إطارات مختصة في هذه المجالات.
ويحتوي المركز على ورشات لصناعة الخشب والألومنيوم والميكانيك والحلاقة وإصلاح العجلات ويتم توجيه الأطفال الوافدين على المركز إلى كل اختصاص بعد القيام بأسبوع متابعة والوقوف على اختياراته وميولاته الذاتية في التكوين.

أما الجانب التعليمي في المركز فيرتكز أساسا على برامج ذات أبعاد قيمية بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية ويتم إعداده من طرف أساتذة جامعيين ومتفقدين بيداغوجيين، ويركز على قيم العمل والمواطنة والقيم الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية فضلا عن أنشطة رياضية وتثقيفية في نوادي وفضاءات مخصصة لذلك بالمركز .

وبحسب الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح تمت برمجة 3 مناسبات خاصة لمآدب الإفطار بالمركز و14 مأدبة إفطار بمختلف المراكز و90 مأدبة إفطار بالوحدات السجنية المختلفة.
ويبلغ عدد المودعين بالسجون والمراكز المنتفعين بمأدبة الإفطار مع عائلاتهم خلال شهر رمضان الحالي حوالي 2500 مودع .