مع الشروق : سيف العقوبات وسرقة ثروات الدّول 

مع الشروق : سيف العقوبات وسرقة ثروات الدّول 

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/12/14

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى سرقة الأموال الروسية تحت مسمّى استخدام الأصول الروسية المجمّدة في بنوك الغرب والتي تقدّر بـ100 مليار دولار. هذه الأصول هي في الحقيقة ثروات روسية ناجمة عن تصدير الغاز لأوروبا و لاستثمارات روسية في الدول الأوروبية. وكحلّ لأزمتهم الاقتصادية يبحث الأوروبيون عن "فتوى" سرقة الأموال الروسية، وهذا ليس جديدا عليهم، فهم عبر التاريخ كانوا لصوص المال الثروات من كل بقاع العالم. 
رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، والممثل الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، قال، إن محاولات الاتحاد الأوروبي الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة تقوض النظام المالي العالمي. وقال دميترييف في تغريدة على موقع «إكس»: «البيروقراطية غير المنتخبة (رئيسة المفوضية الأوروبية) أورسولا فون دير لاين، تحاول سرقة الاحتياطيات السيادية الروسية، مما يقوض النظام المالي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية».
 والحقيقة أنّ الغربيين عموما كثيرا ما عمدوا إلى سلاح العقوبات المالية حتى يستحوذوا على أموال ضخمة مودعة في بنوكهم وقد فعلوا هذا الأمر في مع دول مثل ليبيا و العراق، وسوريا وغيرها من الدول. ورفعوا شعار تجميد الأصول، حتى عودة الديمقراطية، ولكنهم في الواقع لم يرفعوا التجميد و لم يعيدوا الأموال لأصحابها حتى بعد وصولات حكومات جديدة تابعة لخياراتهم. إن تجميد الأصول ليست سوى عملية سرقة موصوفة، وعملية مالية لا يحترفها إلا لصوص المال و الثروات، ولكن يبدو أن الهدف ليس في المتناول، لأن الروس ليسوا الدول العربية وهم لن يفرطوا في أموالهم الضخمة حتى  وإن أدى ذلك إلى نشوب حرب كبرى.  إذ أكد دميترييفأن المسؤولين الأوروبيين سيواجهون عواقب لمحاولاتهم غير القانونية لسرقة الأصول الروسية». 
 الخطوات الأوروبية  كما قلنا ليست جديدة فتاريخ أوروبا الحديث والمعاصر كان مبنيا على نهب ثروات الشعوب الأخرى، ولكن مثل هذه الممارسات ستسرع  توجه الدول نحو نظام مالي عالمي جديد مواز للنظام الذي تقود الولايات المتحدة وأوروبا من خلال نظام سويفت، وعليه فإن التوجه نحو الانفصال المالي، هو لحظة المواجهة الكبرى  بين القوى العالمية، ذلك أن الخروج من سجني الدولار ونظام سويفت هو الضربة القاصمة للنظام العالمي القديم، وكل خطوة تخطوها أوروبا في اتجاه سرقة أموال الشعوب الأخرى بالتجميد ثم الاستنزاف هي خطوة متقدمة في هدم نظام بريتن وودز.  

كمال بالهادي        
 

تعليقات الفيسبوك