مع الشروق : غزة... صمود لا ينكسر

مع الشروق : غزة... صمود لا ينكسر

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/11

مع نهاية  الأسبوع، لم تهدأ الضمائر في فلسطين ولا في كل قلب عربي ينبض بالكرامة ، فالكيان الغاصب، وبكل صفاقة الغزاة، يعلن خطته لاحتلال غزة لتعود "رمز العزة" اليوم التي قاومت الحصار والقصف والجوع لتواجه عدوا يظن أن إرادة الشعوب تُكسر بالدبابات.
قرار قادة الكيان الظالم ليس سوى ورقة صفراء من دفتر استعمار قديم..هم يعتقدون أن إعادة رسم الخريطة على مقاسهم ممكنة في زمن صار فيه صوت المظلوم أقوى من هدير المدفع، وصورة الضحية أعمق أثراً من الرصاصة. إنهم يخططون لوضع غزة تحت إدارة لا تمثلها، وكأنهم يمنّون على أهلها بـ"حكم بديل"، متناسين أن غزة لا تحكم إلا بأهلها، وأن السيادة ليست هبة من محتل.
الردود الدولية، رغم ما تحمله من شجب، تبقى حبراً على ورق ما لم تتحول إلى فعل رادع ، فقد وقعت دول مثل ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، نيوزيلندا، وكندا بياناً مشتركاً تدين فيه خطة الاحتلال وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار. لكن السؤال يبقى: هل هذه البيانات أكثر من مجرد كلمات تُقال للظهور بموقف إنساني؟ هل ستتجاوز هذه الدول مصالحها السياسية والاقتصادية لتقف فعلاً في وجه الكيان الظالم؟
الغزاويون الذين فقدوا الثقة في العرب و المجتمع الدولي  يشككون في صدق هذه التصريحات والبيانات، خاصة وأن بعض هذه الدول لا تزال تصدر أسلحة وتدعم سياسات الكيان الغاصب .. فغزة لا تحتاج إلى بيانات تضامن باردة، بل إلى أفعال حقيقية تكسر الحصار وتوقف آلة القتل.
أما الأنظمة العربية، فصمتها عار لا يغسله ماء البحر ولا دموع الخطب... فكيف تُقبل المفاوضات والموائد، بينما ينهش المحتل لحم مدينة كاملة؟ كيف ينام من يملك النفط والسلاح، وجاره يحترق أمامه؟.. غزة اليوم امتحان مفتوح للضمير العربي،  غالدفاع عن غزة ليس خياراً، بل فرض عين على كل حرّ، في أي مكان على هذه الأرض.
الكيان الغاصب يراهن على إنهاك الناس، على دفعهم للاستسلام عبر إطالة زمن المأساة. لكنه ينسى أن غزة تعلّمت منذ زمن أن تتنفس تحت الركام، وأن تزرع الأمل في تربة مبللة بالدم. كل حجر يهدم اليوم، سيُبنى غداً بيد طفل يكبر على حكاية الصمود.. وكل أم تبكي اليوم، ستعلّم أبناءها غداً أن البكاء ليس ضعفاً، بل وقوداً للمقاومة.
إن ما يجري ليس مجرد معركة حدود أو نزاع سياسي، بل محاولة لقتل الروح.. والروح إذا قُتلت، ماتت الأمة. لهذا، فإن الدفاع عن غزة ليس خياراً، بل واحب على كل عربي مسلم،  وكل من يتقاعس عن هذا الواجب اليوم سيسجل التاريخ اسمه في خانة المتفرجين على المجزرة والتجويع والاحتلال الظالم..
لكن الثابت ان الاحتلال، مهما امتد، لا يملك أن يطفئ نور مدينة اسمها غزة، لأن النور فيها يخرج من قلوب لا تعرف الانكسار، ومن وجوه أطفال تحدق في السماء، كأنها تقول: نحن هنا، وسنبقى...
راشد شعور
 

تعليقات الفيسبوك