دخلت قرارات الولايات المتحدة بفرض رسوم نسبتها 25% على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء، ما أشعل جولة جديدة من التصعيد في الحرب التجارية بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
وفي تصريح الخميس من الجانب الفرنسي أكدت وزيرة الزراعة آن جينيفارد أن "بلادها والاتحاد الأوروبي لا يريدان حربا تجارية مع الولايات المتحدة، التي بادر بها الرئيس ترامب.
مع ذلك، فإنهما سيتفاعلان بحزم لحماية مصالح شركاتهما في مواجهة التدابير التعسفية التي تتعارض مع القانون الدولي.

الاتحاد الأوروبي يرد بالمثل

هذا الحزم الذي تحدثت عنه باريس جاء في رد سريع ومماثل كانت قد أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قائلة: إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ فرض رسوم جمركية "قوية لكن متناسبة" على حزمة من الواردات الأميركية اعتبارا من الأول من أفريل المقبل.

ففي بيان رسمي، عبّر الاتحاد الأوروبي عن "أسفه العميق" للرسوم التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤكداً أن هذه الرسوم "تضر بالأعمال التجارية وتؤثر بشكل أكبر على المستهلكين".

مرحلتان من الرسوم

وستطبق الدول الأوروبية الردود على الرسوم الجمركية الأميركية على مرحلتين. في المرحلة الأولى، اعتبارا من 1 أبريل، ستُفرض رسوم جديدة على مجموعة متنوعة من المنتجات الأمريكية تشمل الأنسجة والملابس والجلود والمشروبات الكحولية والدراجات النارية وبعض المنتجات الصناعية.

وفي المرحلة الثانية، التي ستبدأ في منتصف أبريل، ستشمل الإجراءات الجديدة منتجات الألبان والدواجن واللحوم والمأكولات البحرية إضافة إلى المواد الصناعية مثل الصلب والألومنيوم وغيرها.

وتُقدر قيمة التعريفات الجمركية التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي على المنتجات الأمريكية ب 26 مليار يورو في خطوة انتقامية ضد تصاعد التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في الفترة الأخيرة.

ومن المقرر أن تعود المفوضية الأوروبية إلى تطبيق تدابير مضادة سبق أن تم اتخاذها بين عامي 2018 و2020 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وهو ما يعكس عودة السياسة التجارية الأوروبية المتشددة تجاه الرسوم الأميركية.

الرد الأمريكي المحتمل

استنكر الرئيس الأمريكي هذه الخطوة الأوروبية الجديدة، مشيرا إلى أنه سيرد على الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضها الاتحاد الأوروبي. وبينما لم يوضح ترامب كيف سيكون موقفه من ذلك، إلا أنه أكد في تصريح صحفي من البيت الأبيض "بالطبع سأرد" عندما سئل عن الخطوات التالية التي سيتخذها.

فيما خصص ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على الشمبانيا والنبيذ الفرنسي وذلك بعد إعلان الاتحاد الأوروبي بفرض نسبة 50% على الويسكي الأمريكي.

كما أضافت رئيسة المفوضية الأوروبية أن "وظائف كثيرة باتت على المحك، وأن الأسعار سترتفع في كل من أوروبا والولايات المتحدة"، وهو ما يشير إلى تداعيات اقتصادية سلبية قد تتزايد مع مرور الوقت.
 

الفرصة للحوار والتفاوض

وعلى الرغم من التصعيد الحاصل أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للتفاوض مع الإدارة الأميركية لإيجاد حل تفاوضي لهذا النزاع. وأشار البيان إلى أن "الإجراءات المضادة قد يتم التراجع عنها في أي وقت إذا تم التوصل إلى حل تفاوضي يرضي جميع الأطراف"، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى تسوية في المستقبل. ويرى مراقبون أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي أحد أخطر التحديات الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة. فبينما تسعى الدول الكبرى إلى حماية صناعاتها المحلية من خلال فرض الرسوم الجمركية، فإن ذلك سيؤدي إلى تزايد التوترات التجارية وارتفاع الأسعار، مما يؤثر على الشركات والمستهلكين في الجانبين.