أعلن السفير السوداني بالإنابة لدى إيران، خالد إبراهيم الشيخ، أن وزير الخارجية في حكومة بورتسودان يعتزم زيارة إيران الشهر المقبل، مشيرًا إلى أن إيران تُعد بلدًا قويًا وأن النهج الدبلوماسي للرئيس إبراهيم زرشكيان يفتح المجال لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. 
تأتي هذه التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي السوداني لوكالة  الأنباء الإيرانية "إرنا"  في توقيت حساس مع تصاعد المعارك بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفرض عقوبات أمريكية على الجيش بسبب الانتهاكات التي ارتكبها والميليشيات التابعة له بحق المدنيين لا سيما بولاية الجزيرة.

وتتزامن الزيارة المرتقبة مع تقارير تفيد بتورط الجيش السوداني في صفقات تسليح مع إيران، تضمنت طائرات مسيرة مثل “مهاجر-6”، والتي أكدت قوات الدعم السريع إسقاط بعضها.
 وكشفت وكالة بلومبرغ أن الجيش السوداني تلقى شحنات أسلحة إيرانية عبر شرق السودان، ما أثار مخاوف من تحول الصراع السوداني إلى نزاع إقليمي أوسع.
وأشار أيوب نهار، مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى أن الجيش السوداني يسعى لتعزيز قدراته القتالية باستخدام الأسلحة الإيرانية، محذرًا من التدخل الإيراني الذي يهدف إلى التحكم في القرار السياسي واستغلال موارد البلاد.

ومع تصاعد الضغط الدولي والعقوبات الأمريكية المفروضة على الجيش السوداني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، يبدو أن البرهان يحاول توظيف ورقة إيران لتعزيز موقفه العسكري والسياسي. 
وقال  معهد روبرت لانسينغ لدراسات التهديدات العالمية والديمقراطيات في تقرير له إن فشل محاولات البرهان السابقة للحصول على اعتراف و دعم غربي، دفعه للتوجه نحو طهران، التي تسعى بدورها لاستغلال موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر. 
وبحسب المعهد، عرضت إيران دعمًا عسكريًا مقابل إنشاء قاعدة بحرية على الساحل السوداني.
وفي تصريح سابق لوكالة الأنباء الإيرانية إرنا، نفى الطرفان وجود نوايا لإنشاء قاعدة بحرية، إلا أن التقارير تشير إلى تحركات مكثفة على الأرض، بما في ذلك استئجار السفارة الإيرانية لعشرات الشقق في بورتسودان بحسب تقرير لبلومبرغ، ما يلقي الضوء على الاهتمام الإيراني بهذه المنطقة.

ويثير التقارب السوداني-الإيراني قلقًا إقليميًا ودوليًا، خاصةً مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر. 
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التعاون إلى تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة مع هجمات الحوثيين، الحلفاء الإقليميين لطهران. 
كما أن منح إيران موطئ قدم على البحر الأحمر قد يغير موازين القوى في هذا الممر المائي الحيوي.
في الداخل، يعكس توجه البرهان نحو إيران تدهور علاقاته مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية مثل “إيغاد”، ما يعزز الخيار العسكري على حساب الحلول السلمية. 
ويأتي هذا في وقت تحقق فيه قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية ملموسة، الأمر الذي يزيد من الضغوط على الجيش.
ويحذر خبراء من أن الدعم الإيراني للجيش السوداني قد يؤدي إلى تعقيد الصراع الداخلي وتحويله إلى حرب بالوكالة، كما قد يعمق الانقسامات السياسية والاجتماعية.