قتل 70 إمرأة... جاري ريدجواي، القاتل المتسلسل الأشد فتكًا في تاريخ أمريكا!
تاريخ النشر : 14:10 - 2024/08/29
الضباب يزحف ببطء على ضفاف نهر غرين في سياتل على تخوم واشنطن. في هذا المشهد الكئيب، تتراقص ظلال الأشجار مع نسمات الليل الباردة، وكأنها تخفي أسرارًا مظلمة بين أغصانها. هنا، في هذه البقعة المنسية من العالم، بدأت حكاية رعب حقيقية، قصة قاتل متسلسل ظل يطارد الشوارع لعقود، يترك وراءه آثارًا من الألم والدماء.
غاري ليون ريدجواي، رجل عادي في الظاهر. عامل في مصنع الطائرات، وأب وجار هادئ. لكن خلف هذه الواجهة العادية، كان يختبئ وحش ظل يتربص بضحاياه في الظلام، ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض. لسنوات، كانت شوارع منطقة سياتل تاكوما مسرحًا لسلسلة من جرائم القتل الغامضة. النساء، معظمهن من العاملات في مجال الجنس، كن يختفين بشكل غامض، ليتم العثور على جثثهن لاحقًا في أماكن نائية، غالبًا بالقرب من نهر غرين.
كانت الشرطة حائرة، والمجتمع في حالة من الذعر. في كل مرة كانت تُكتشف فيها جثة جديدة، كان الخوف يزداد. كان الناس يتساءلون: من سيكون التالي؟ متى سيضرب القاتل مرة أخرى؟ وفي كل مرة، كان غاري ريدجواي يعود إلى حياته العادية، يذهب إلى عمله، يعتني بابنه، يحضر اجتماعات الكنيسة.
كان قناعه مثاليًا، لدرجة أن أحدًا لم يشك فيه لسنوات طويلة. في إحدى الليالي المظلمة، سيارة تسير ببطء في شوارع سياتل الخلفية. داخل السيارة، يجلس غاري، عيناه تمسحان الشوارع بحثًا عن فريسته القادمة. يتوقف بجانب امرأة شابة، يبتسم لها بلطف ويسألها إن كانت تريد أن يوصلها في طريقه. تتردد المرأة للحظة، ثم تقرر الركوب.
لا تعلم أنها قد اتخذت للتو القرار الأخير في حياتها. بينما تنطلق السيارة في الليل الحالك، وجه غاري في المرآة عيناه تلمعان بشكل غريب، ابتسامته تتحول ببطء إلى تكشيرة مخيفة. المرأة، التي كانت تنظر من النافذة، تلتفت فجأة وترى التغيير في ملامحه. تدرك في تلك اللحظة أنها في خطر قاتل، لكن الأوان قد فات.
مع مرور السنين، ازداد عدد الضحايا. كانت الشرطة تجمع الأدلة، تحلل مسارح الجرائم، تجري المقابلات. لكن القاتل كان ذكيًا، حذرًا. كان يترك القليل من الأدلة وراءه، ويغير أنماطه باستمرار ليضلل المحققين. في قسم الشرطة الجدران مغطاة بصور الضحايا وخرائط تظهر أماكن العثور على الجثث، وخيوط تربط بين النقاط في محاولة لفهم نمط القاتل. المحققون منهكون، محبطون. يشعرون أن القاتل يتلاعب بهم، يسخر من جهودهم.
في منزله، يجلس غاري في غرفة المعيشة مع عائلته، يشاهدون نشرة الأخبار. يظهر تقرير عن آخر ضحايا "قاتل نهر غرين". غاري يبدو هادئًا، متعاطفًا حتى. يعلق على الأخبار قائلاً: "يا له من أمر فظيع.
آمل أن يقبضوا على هذا المجرم قريبًا." زوجته تهز رأسها موافقة، غير مدركة أن الوحش الذي يبحث عنه الجميع يجلس بجانبها على الأريكة. مع تقدم التكنولوجيا، بدأت الشرطة في استخدام تقنيات جديدة في التحقيق. تحليل الحمض النووي كان أحد هذه التقنيات.
وفي عام 2001، حدث اختراق كبير في القضية. تم ربط الحمض النووي المأخوذ من مسارح الجرائم بغاري ريدجواي.
كان في سيارته، متوجهًا إلى العمل كالمعتاد. فجأة، أحاطت به سيارات الشرطة من كل جانب. اللحظة التي طال انتظارها أخيرًا قد حانت. القناع الذي ارتداه لعقود قد سقط أخيرًا. في قاعة المحكمة، يقف غاري ريدجواي، الرجل الذي أرعب منطقة بأكملها لعقود. يبدو صغيرًا، عاديًا، بعيدًا كل البعد عن الصورة الذهنية للوحش الذي تخيله الجميع. يعترف بارتكاب 48 جريمة قتل، لكن المحققين يعتقدون أن العدد الحقيقي قد يتجاوز الـ 70. في وجوه الحاضرين في قاعة المحكمة. ترى الصدمة والغضب والحزن. أقارب الضحايا، دموعهم تنهمر بصمت وهم يستمعون إلى تفاصيل الجرائم البشعة. المحققون الذين أمضوا سنوات في مطاردة هذا الشبح، وجوههم تعكس مزيجًا من الارتياح والإرهاق.
في النهاية، يُحكم على غاري ريدجواي بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط. على ضفاف نهر غرين. الضباب لا يزال يلف المكان، لكن هناك شعور مختلف في الهواء.
شعور بأن شبحًا قد تم طرده أخيرًا. ومع ذلك، تبقى ذكرى الضحايا حاضرة، أرواحهم ترفرف مع نسمات الليل، تذكيرًا دائمًا بالشر الذي يمكن أن يختبئ في أكثر الأماكن عادية. قصة غاري ريدجواي هي تذكير مروع بأن الوحوش الحقيقية لا تعيش تحت الأسرّة أو في الخزانات. إنهم يعيشون بيننا، يتنكرون في هيئة جيران لطفاء، زملاء عمل عاديين، أو حتى أفراد أسرة وفي أكثر الأماكن التي تبدو آمنة. انتهت قصة غاري ريدجواي، تاركة أسئلة كثيرة معلقة. كيف يمكن لشخص أن يعيش حياة مزدوجة لهذه المدة الطويلة دون أن يتم كشفه؟ ما الذي يدفع إنسانًا إلى ارتكاب مثل هذه الفظائع؟ وهل يمكننا حقًا أن نعرف أي شخص معرفة كاملة؟ في النهاية، تبقى قصة "قاتل نهر غرين" تذكيرًا مخيفًا بأن الواقع يمكن أن يكون أكثر رعبًا من أي فيلم، وأن الوحوش الحقيقية لا تحتاج إلى أنياب أو مخالب. أحيانًا، كل ما تحتاجه هو ابتسامة لطيفة وواجهة اجتماعية عادية تختفي خلفها.

الضباب يزحف ببطء على ضفاف نهر غرين في سياتل على تخوم واشنطن. في هذا المشهد الكئيب، تتراقص ظلال الأشجار مع نسمات الليل الباردة، وكأنها تخفي أسرارًا مظلمة بين أغصانها. هنا، في هذه البقعة المنسية من العالم، بدأت حكاية رعب حقيقية، قصة قاتل متسلسل ظل يطارد الشوارع لعقود، يترك وراءه آثارًا من الألم والدماء.
غاري ليون ريدجواي، رجل عادي في الظاهر. عامل في مصنع الطائرات، وأب وجار هادئ. لكن خلف هذه الواجهة العادية، كان يختبئ وحش ظل يتربص بضحاياه في الظلام، ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض. لسنوات، كانت شوارع منطقة سياتل تاكوما مسرحًا لسلسلة من جرائم القتل الغامضة. النساء، معظمهن من العاملات في مجال الجنس، كن يختفين بشكل غامض، ليتم العثور على جثثهن لاحقًا في أماكن نائية، غالبًا بالقرب من نهر غرين.
كانت الشرطة حائرة، والمجتمع في حالة من الذعر. في كل مرة كانت تُكتشف فيها جثة جديدة، كان الخوف يزداد. كان الناس يتساءلون: من سيكون التالي؟ متى سيضرب القاتل مرة أخرى؟ وفي كل مرة، كان غاري ريدجواي يعود إلى حياته العادية، يذهب إلى عمله، يعتني بابنه، يحضر اجتماعات الكنيسة.
كان قناعه مثاليًا، لدرجة أن أحدًا لم يشك فيه لسنوات طويلة. في إحدى الليالي المظلمة، سيارة تسير ببطء في شوارع سياتل الخلفية. داخل السيارة، يجلس غاري، عيناه تمسحان الشوارع بحثًا عن فريسته القادمة. يتوقف بجانب امرأة شابة، يبتسم لها بلطف ويسألها إن كانت تريد أن يوصلها في طريقه. تتردد المرأة للحظة، ثم تقرر الركوب.
لا تعلم أنها قد اتخذت للتو القرار الأخير في حياتها. بينما تنطلق السيارة في الليل الحالك، وجه غاري في المرآة عيناه تلمعان بشكل غريب، ابتسامته تتحول ببطء إلى تكشيرة مخيفة. المرأة، التي كانت تنظر من النافذة، تلتفت فجأة وترى التغيير في ملامحه. تدرك في تلك اللحظة أنها في خطر قاتل، لكن الأوان قد فات.
مع مرور السنين، ازداد عدد الضحايا. كانت الشرطة تجمع الأدلة، تحلل مسارح الجرائم، تجري المقابلات. لكن القاتل كان ذكيًا، حذرًا. كان يترك القليل من الأدلة وراءه، ويغير أنماطه باستمرار ليضلل المحققين. في قسم الشرطة الجدران مغطاة بصور الضحايا وخرائط تظهر أماكن العثور على الجثث، وخيوط تربط بين النقاط في محاولة لفهم نمط القاتل. المحققون منهكون، محبطون. يشعرون أن القاتل يتلاعب بهم، يسخر من جهودهم.
في منزله، يجلس غاري في غرفة المعيشة مع عائلته، يشاهدون نشرة الأخبار. يظهر تقرير عن آخر ضحايا "قاتل نهر غرين". غاري يبدو هادئًا، متعاطفًا حتى. يعلق على الأخبار قائلاً: "يا له من أمر فظيع.
آمل أن يقبضوا على هذا المجرم قريبًا." زوجته تهز رأسها موافقة، غير مدركة أن الوحش الذي يبحث عنه الجميع يجلس بجانبها على الأريكة. مع تقدم التكنولوجيا، بدأت الشرطة في استخدام تقنيات جديدة في التحقيق. تحليل الحمض النووي كان أحد هذه التقنيات.
وفي عام 2001، حدث اختراق كبير في القضية. تم ربط الحمض النووي المأخوذ من مسارح الجرائم بغاري ريدجواي.
كان في سيارته، متوجهًا إلى العمل كالمعتاد. فجأة، أحاطت به سيارات الشرطة من كل جانب. اللحظة التي طال انتظارها أخيرًا قد حانت. القناع الذي ارتداه لعقود قد سقط أخيرًا. في قاعة المحكمة، يقف غاري ريدجواي، الرجل الذي أرعب منطقة بأكملها لعقود. يبدو صغيرًا، عاديًا، بعيدًا كل البعد عن الصورة الذهنية للوحش الذي تخيله الجميع. يعترف بارتكاب 48 جريمة قتل، لكن المحققين يعتقدون أن العدد الحقيقي قد يتجاوز الـ 70. في وجوه الحاضرين في قاعة المحكمة. ترى الصدمة والغضب والحزن. أقارب الضحايا، دموعهم تنهمر بصمت وهم يستمعون إلى تفاصيل الجرائم البشعة. المحققون الذين أمضوا سنوات في مطاردة هذا الشبح، وجوههم تعكس مزيجًا من الارتياح والإرهاق.
في النهاية، يُحكم على غاري ريدجواي بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط. على ضفاف نهر غرين. الضباب لا يزال يلف المكان، لكن هناك شعور مختلف في الهواء.
شعور بأن شبحًا قد تم طرده أخيرًا. ومع ذلك، تبقى ذكرى الضحايا حاضرة، أرواحهم ترفرف مع نسمات الليل، تذكيرًا دائمًا بالشر الذي يمكن أن يختبئ في أكثر الأماكن عادية. قصة غاري ريدجواي هي تذكير مروع بأن الوحوش الحقيقية لا تعيش تحت الأسرّة أو في الخزانات. إنهم يعيشون بيننا، يتنكرون في هيئة جيران لطفاء، زملاء عمل عاديين، أو حتى أفراد أسرة وفي أكثر الأماكن التي تبدو آمنة. انتهت قصة غاري ريدجواي، تاركة أسئلة كثيرة معلقة. كيف يمكن لشخص أن يعيش حياة مزدوجة لهذه المدة الطويلة دون أن يتم كشفه؟ ما الذي يدفع إنسانًا إلى ارتكاب مثل هذه الفظائع؟ وهل يمكننا حقًا أن نعرف أي شخص معرفة كاملة؟ في النهاية، تبقى قصة "قاتل نهر غرين" تذكيرًا مخيفًا بأن الواقع يمكن أن يكون أكثر رعبًا من أي فيلم، وأن الوحوش الحقيقية لا تحتاج إلى أنياب أو مخالب. أحيانًا، كل ما تحتاجه هو ابتسامة لطيفة وواجهة اجتماعية عادية تختفي خلفها.