مع الشروق .. صمتا... إنّهم يبيدون حتى فرق الإغاثة !

مع الشروق .. صمتا... إنّهم يبيدون حتى فرق الإغاثة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/03

يتأكد العالم كل يوم وكل ليلة أن تعطّش الصهاينة إلى الدم الفلسطيني لا حدّ له. فمنذ 6 أشهر والصهاينة يشربون الدم الفلسطيني، ومع ذلك يبدون رغبة مرضية في طلب المزيد..
قصف، قنابل، صواريخ، طائرات، دبابات، جرافات، مجرمون بزي جنود.. أساطيل تحيط بفلسطين المحتلة من كل جانب، مقاتلات وطائرات استطلاع تجوب سماء المنطقة ليل نهار، أقمار صناعية ترصد حتى دبيب النملة على أرض غزة.. هذا ملخّص المشهد الفلسطيني في غزة الصابرة والمناضلة منذ حوالي 6 أشهر.. ورغم عشرات آلاف الشهداء والمصابين ومئات آلاف المشردين.. ورغم مآسي الجوع والعطش والبرد والعراء.. رغم كل هذا فإن الصهاينة لم يرووا حتى الآن ظمأهم للدم الفلسطيني.. ولم يشبعوا من التلذّذ بمعاناة أكثر من مليوني بشر تتقاذفهم آلة الحرب الصهيونية بين مختلف مدن وبلدات قطاع غزة وتتهاطل عليهم القنابل والقذائف والصواريخ بلا توقّف.
ويبدو أن الصهاينة المجبولين على تقتيل وتعذيب وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني في سياق سعيهم المحموم لابتلاع كل فلسطين تمهيدا للانطلاق في تنفيذ مشروع ما يسمى إسرائيل الكبرى، يبدو أنهم لم يستطيعوا التخلّص من هذه العقدة.. لنجدهم يمعنون في قطع أسباب الحياة عنهم حتى يضيقوا هامش الخيارات أمامهم إلى أحد خيارين: اما الموت جوعا وعطشا وبردا إن لم يقتلوا بالصواريخ والقنابل، وإما الهجرة إلى صحراء سيناء المصرية حتى تستكمل عملية تهجير سكان القطاع وهي أصلا هدف العدوان منذ بدايته وحتى قبل بدايته.. لأن العدوان كان مخططا له أمريكيا وصهيونيا بغية إخلاء  القطاع من سكانه الفلسطينيين لتوظيفه في المشروع الأمريكي ـ الصهيوني الكبير ممثلا في طريق الهند ـ أوروبا ـ الذي سيمر عبر شواطئ وأراضي غزّة والذي تخطط من خلاله الادارة الأمريكية، لاحتواء مشروع طريق الحرير الصيني.. وهو المشروع الذي كان سوف يباشر بتنفيذه بعد أيام من انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر والذي استبقت به المقاومة المشروع الأمريكي ـ الصهيوني الكبير اثر معلومات مؤكدة حصلت عليها من مخابرات دولة كبرى زوّدت فصائل ومحور المقاومة بتفاصيل ـ المشروع ـ المؤامرة الذي كان سيستهدف القطاع بصرف النظر عن هجوم المقاومة يوم السابع من أكتوبر..
لماذا نقول أن الصهاينة والأمريكيين مصرون على قطع أسباب الحياة أمام أبناء القطاع لدفعهم دفعا نحو الهجرة الجماعية؟ الشواهد على هذه الحقيقة كثيرة وفي مقدمتها تواصل الحصار الخانق الذي يحرم مئات آلاف البشر من الغذاء والدواء والماء.. يأتي كذلك تواصل القصف الوحشي للمدنيين بغية إبادة البعض ودفع البقية إلى الهروب خارج القطاع طلبا للنجاة.. لم يكتف الصهاينة بهذه الفظاعات بل أنهم باتوا لا يتردّدون في قصف فرق العون والإغاثة حتى الغربية منها.. مثلما حدث أول أمس عندما تمّ اغتيال 7 من موظفي مؤسسة «المطبخ المركزي العالمي» الخيرية الذين يتولون اعداد وتقديم وجبات طازجة للنازحين في غزة.. ورغم أن فرق الاغاثة والعمل الانساني محمية نظريا بالقانون الدولي وبالتشريعات الدولية السارية المنظمة لعمل هذه الجمعيات زمن الحروب، رغم كل هذا فإن الصهاينة لا يتردّدون في قصف وقتل هذه الفرق لاجبارها على التوقف نهائيا عن أداء مهامها الانسانية حتى يفسح المجال للسفاحين الصهاينة لاستكمال  تنفيذ مخططاتهم القذرة.. فأين أمريكا الوصية على حقوق الإنسان في العالم؟ وأين دروسها التي عادة ما تتطوّع لإعطائها لباقي الدول غير عابئة في أحيان كثيرة بمقتضيات حرمة وسيادة الدول ومبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؟ وأين الشرعية الدولية التي دمّرت أمريكا دولا وشردت شعوبا وأعدمت قيادات باسمها؟ وأين الغرب «الوصي» على قيم الديمقراطية وحقوق الانسان والصهاينة يمعنون في القتل والتشريد؟ وحتى عندما تتدخّل فرق اغاثة أوروبية فإن مصيرها يكون القصف والقتل حتى تتواصل الجريمة في صمت؟
فمتى تستيقظ ضمائر المسؤولين في الغرب؟ وكم يجب أن يباد من أبناء فلسطين ومن عناصر الاغاثة الدولية قبل أن تصحو هذه الضمائر وتنطلق الألسن؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك