مع الشروق ..غزّة بند رئيس في صفقة القرن

مع الشروق ..غزّة بند رئيس في صفقة القرن

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/17

يرتبط حدث السابع من اكتوبر بشكل مباشر بخطة "صفقة القرن" التي أطلقها الرئيس السابق بحضور نتنياهو. ذلك أن الكثير  من الأهداف التي تعلنها حكومة الاحتلال عن هزيمة حماس  و نزع سلاح المقاومة في غزة  وتقديم هيئة مدنية لإدارة القطاع ليست سوى بنود أساسية في صفقة ترامب- نتنياهو ومن والاهم من عرب التطبيع. 
فقد طالبت الصفقة، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ "تفكيك" سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإعلانه منطقة منزوعة السلاح. كما أكد نتنياهو، خلال كلمته في المؤتمر الذي عقب إعلان الصفقة في عام  2020، على ضرورة "إخلاء قطاع غزة من السلاح". كما تشترط صفقة القرن المزعومة، تجريد قطاع غزة بالكامل من السلاح، قبل تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها الواردة بالخطة، وقبل إحداث أي "تحسينات كبيرة لحياة السكان في القطاع". وجاء في المقترحات أيضا "ستنفذ إسرائيل التزاماتها بحسب الاتفاق فقط في حال: سيطرة السلطة الفلسطينية أو أي هيئة وطنية أو دولية أخرى مقبولة لدى دولة إسرائيل بالكامل، ونزع سلاح حماس، والجهاد الإسلامي، وبقية المنظمات في غزة، وتكون غزة منزوعة السلاح".  ولعل الخطوات التي تنفذها واشنطن و تل أبيب في قطاع غزة   هي تنفيذ حرفي  لكل بنود صفقة القرن،  ما يعني أن الإدارة الأمريكية الديمقراطية  تنفذ المشروع الجمهوري  الذي هو في الأساس مشروع اللوبي اليهودي في أمريكا و الذي يعتبر صانع الرؤساء في الولايات المتحدة. و تتحدث الصفقة ايضا عن الضفة الغربية في تلازم مباشر مع ما يحدث في القطاع، إذ تتحدث الخطة عن استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية. وكل تفاصيل هذه الخطة يجري تنفيذها منذ سنوات عندما بدأت الكثير من الدول العربية تعلن صراحة عن أن القضية الفلسطينية باتت عبئا و ذهبت في خيار التطبيع مع إسقاط المبادرة العربية التي تحدثت عن الأرض مقابل السلام. وكان واضحا قبل السابع من أكتوبر  أن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية، وإنما صارت عبئاً تباشر معظم الأنظمة نفض يدها منها لمصلحة تحالفات وتنسيق علني أو ضمني مع إسرائيل، في مواجهة "الخطر الإيراني"!!. و لعل ظهور نتنياهو وهو يحمل خريطة الشرق الأوسط الجديد  في نهاية شهر سبتمبر  الماضي و قد حذف منها الوجود الفلسطيني ، وقبل نحو أسبوعين من انطلاق الأحداث في غزة، إلاّ دليل على أنّ المخطط الذي يجري تنفيذه هو جزء لا يتجزّأ من صفقة القرن، التي بدأها ترامب و ربما سيشرف على كتابة خاتمتها، أما العرب ليس أمامهم الا الذهاب كالخرفان إلى معبد الهيكل لتقديم فروض الطاعة و الولاء رداؤهم الخزي و العار و التآمر . 
كمال بالهادي

تعليقات الفيسبوك