مع الشروق .. عشائر غزّة تسقط المخطط الصهيوني وتتمسّك بخيار المقاومة

مع الشروق .. عشائر غزّة تسقط المخطط الصهيوني وتتمسّك بخيار المقاومة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/16

يبدو ان جميع الخطط العسكرية والسياسية التي وضعها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال العدوان على غزّة قد باءت بالفشل ، فجيشه المتّهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وسرقة ممتلكات الغزاويين لم يحقق أيّا من أهداف الحملة العسكرية ، سوى اغتيال النساء والاطفال وتدمير البنية التحتية ، ناهيك عن تعرضه لخسائر فادحة في الارواح والعتاد خاصة في منطقة خان يونس أحد أبرز معاقل المقاومة التي تحوّلت خلال هذه الفترة الى عش دبابير ارعب جنود الاحتلال وجعلهم غير قادرين على استيعاب ما يحدث وعاجزين عن ادارة المعارك.
هذا الفشل العسكري والاستخباراتي الصهيوني في قطاع غزة رافقه فشل ذريع آخر تمثل في سقوط رهان نتنياهو على تركيع أهل غزة عبر سياسة التجويع ، فالأخير وضع ضمن بنك أهدافه حصار القطاع لتجويع أهله واجبارهم على الرضوخ والاستسلام لشروط الصهاينة وتحميل المقاومة مسؤولية الحرب وضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية.
لكن هذا الرهان الصهيوني على كسر الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر تجويعهم قد منيّ بالفشل لأن الشعب الفلسطيني لم يرضخ للاحتلال واختار الشهادة على الاستسلام لشروط هذا العدو الغاشم. فأهل غزّة تمسّكوا بمقاومتهم ورفضوا الانصياع إلى شروط  الاحتلال وتشبثوا بأرضهم واجهضوا مخطط التهجير الطوعي والقسري من خلال صمودهم الاسطوري وإيمانهم بعدالة قضيّتهم.
وآخر صفعة تلقاها رئيس الوزراء الصهيوني في غزّة هو انهيار تصوره لما بات يعرف بـ"اليوم التالي للحرب"خاصة في ملف التعاون مع عشائر غزّة لإدارة الشؤون المدنية ، فهدف نتنياهو كان يتمثل في استبدال حكومة فصائل المقاومة في غزّة بوجهاء من العشائر لإدارة حياة الناس لفترة انتقالية أو غير محددة، بينما يحتفظ الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة الأمنية والعسكرية ، لكن رد العشائر كان واضحا وصادما للعدو. فالعشائر في غزّة رفضت رفضا قاطعا التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي رغم التهديدات التي وصلت للعائلات بأن التعامل معهم سيكون وفق الحل العسكري.
موقف عشائر غزّة أربك كل حسابات الاحتلال والامريكان الذين راهنوا على خلق أجسام غربية داخل القطاع لتنفيذ اجندات سياسية وأمنية تهدف الى إضعاف المقاومة وتهميش دورها. هذا الموقف العشائري كان محل إشادة كبرى من قبل فصائل المقاومة حيث رحبت حركة حماس "بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزّة، الذي رفض بِحَسم، التجاوُب مع المخططات الخبيثة للاحتلال" واعتبرت أن هذا الموقف الأصيل لعائلات وعشائر غزّة، يثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية، والدور المحوري الوطني الذي تلعبه العائلات والعشائر، كصمام أمان للجبهة الداخلية، وحماية ظهر أبنائهم الميامين في المقاومة".
مشروع التعويل على العشائر في غزة الرامي الى زرع الفتنة والقضاء على المقاومة سيفشل كما اخفقت المخططات الأمريكية القائمة على تجنيد العشائر في سوريا والعراق وأفغانستان لاستغلال تلك الاجسام  في إسقاط الانظمة الحاكمة ونشر الفوضى وخدمة المصالح الامريكية وتحويل تلك الدول الى ساحات للصراع والإرهاب.
ناجح بن جدو 

تعليقات الفيسبوك