مع الشروق .. الميناء البحري... والطبخة الأمريكية الجديدة

مع الشروق .. الميناء البحري... والطبخة الأمريكية الجديدة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/09

لم تتوقف الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة عن تقديم كل اشكال الدعم للكيان المحتل لمواصلة حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني ، فتارة يكون الدعم عسكريا بإبرام اكثر من مائة صفقة سلاح ، وتارة اخرى يكون سياسيا ودبلوماسيا من خلال رفع الفيتو واعتراض كل القرارات الدولية الرامية الى وقف الحرب وكان آخرها احباط القرار الجزائري الداعي الى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات للقطاع المنكوب.
لكن المستجد في هذا الدعم الامريكي السخي للكيان الصهيوني هو طرح الرئيس جو بايدن لمشروع يخدم جوهر الحرب الصهيونية يتمثل في تشييد ميناء بحري داخل القطاع وهي خطوة أثارت عديد التساؤلات والتكهنات حول أهدافه الخفية . ورغم التسويق الامريكي بأن أهداف هذا المشروع انسانية بحتة و ستمكن السفن القادمة من أوروبا من ايصال المساعدات الى المدنيين ، الا ان العارفين بخفايا هذه الطبخة الجديدة يؤكدون ان هذا الميناء سيكون منطلقا لتهجير الفلسطينيين الى أوروبا وبقية اصقاع العالم وهو ما يتماشى مع الرؤية الصهيونية التي وضعت مخطط التهجير ضمن أبرز أهدافها منذ بداية الحرب .
كما ان هذا الميناء الامريكي المزعوم في غزة سيقام على مساحة تفوق 6 كيلومترات وسيكون تحت سيطرة اسرائيلية وهو ما يعني ان الكيان الاسرائيلي سيكون قادرا على التحكم في شواطئ غزة ويرسخ احتلال أجزاء كبيرة من القطاع . الخطورة في هذا المشروع تكمن أيضا في الاطماع الامريكية والصهيونية في السيطرة على الغاز في غزة لان حسابات واشنطن تتجاوز مصالح الاحتلال في هذا السياق .
وما يدفع الفلسطينيين الى التشكيك اكثر في جدوى هذا الميناء الامريكي هو مسارعة الكيان الصهيوني وبريطانيا الى مباركة هذا المشروع المريب الذي يتزامن مع تصاعد الدعم الامريكي والبريطاني للاحتلال ، ويتزامن ايضا مع انهيار مفاوضات اطلاق النار بسبب تعنت رئيس وزراء الاحتلال .
فالولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأبرز للعدوان على غزة لا يمكن ان تطلق مشروعا لخدمة اهالي القطاع لان كل تحركاتها ومشاريعها تصب في صالح حليفتها في المنطقة والتي قال بايدن عنها ذات يوم : لو لم تكن اسرائيل موجودة في المنطقة لاخترعناها " .  
فالمخطط الامريكي الجديد يقوم في المجمل على محاولة تنفيذ عملية تهجير بحرية للغزاويين بعد ان فشلت محاولات التهجير البري بعد رفض مصر فتح حدودها و توطين اهالي غزة في سيناء رغم التهديدات الاسرائيلية والاغراءات الامريكية والغربية لتنفيذ هذا المخطط . فلو كانت أمريكا صادقة في نوايا ادخال المساعدات الى غزة لضغطت على القيادة الصهيونية لفتح المعابر البرية فورا عوض إسقاط المساعدات عبر الجو في حركة استعراضية مكلفة تسببت في استشهاد عدد من المواطنين نتيجة سقوط المساعدات على رؤوسهم بعد ان تجمعوا للحصول على وجبة غذاء بسبب تفشي المجاعة في القطاع جراء الحصار الخانق .
الخطة الامريكية الجديدة تأتي في اطار الدعم المطلق للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة و لا يمكن ان يكتب لها النجاح لأن اهالي غزة الصامدين باتوا على علم بكل تفاصيل ما يحاك ضدهم وسيفشلون كل تلك المشاريع ، ومثلما أسقطوا مشروع التهجير البري الى مصر ، فإنهم سيحبطون مشروع التهجير البحري الذي ترعاه واشنطن .
ناجح بن جدو
 

تعليقات الفيسبوك