مع الشروق .. بين نتنياهو وبايدن... مجرّد مناورات

مع الشروق .. بين نتنياهو وبايدن... مجرّد مناورات

تاريخ النشر : 08:09 - 2024/02/15

تتسرب بين الحين والآخر بعض الأحاديث الإعلامية التي لا يعلم صدقيتها حول تبرّم أمريكي من سلوك نتنياهو في طريقة إدارته للعدوان الغاشم الذي يشنه الصهاينة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب وكأن في الأمر عودة للرشد أو صحوة ضمير من واشنطن التي لم يكن الصهاينة ليمعنوا في القتل والتدمير وممارسة هذه الجرائم التي لا يتقبّلها الضمير الإنساني لولا الدعم غير المحدود الذي تقدّمه إدارة جو بايدن للطغمة الحاكمة في الكيان الصهيوني.
تسريبات بعض وسائل الإعلام لوصف بايدن لنتنياهو في جلسات مضيّقة بالأحمق أو تصريحه منذ أيام حول تجاوز إسرائيل للحد في إدارة الحرب في غزة قد تفسّره بعض القراءات بانزعاج أمريكي من السلوك العدواني والصلف الصهيوني وببداية تغير في المواقف ولكن النظرة المتعمقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة لا تتجاوز مجرد خلافات تكتيكية لا تمسّ مطلقا جوهر العلاقات الثنائية لأن الولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة وذراعها الطولى في المنطقة لمنع أيّة نهضة عربية وإدامة الفوضى .
فالولايات المتحدة لا تتحرك إلا وفق منطق موغل في البراغماتية تقدّم من خلاله مصلحتها على كل تلك الشعارات والمبادئ التي نتمسّك بها نحن العرب أو الأمم المستضعفة في الحديث عن القانون الدولي وحقوق الإنسان في مفهومها الشامل والعدل في حين أن واشنطن لا تلتفت إلى القضايا الكبرى إلا بالقدر الذي يخدم مصالحها .
وبالتالي فطالما مازالت الأمة العربية على حالتها تلك من الخنوع والمسكنة والصمت الذي يقارب التواطؤ فإن الكيان المحتل سيمضي قدما في إجرامه وإرهابه الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني والأخطر في مخططه الأكبر في ابتلاع الدول العربية ضمن ما يسمونه زورا وبهتانا بمشروع إسرائيل الكبرى وستكون حينها الطامة الكبرى حين يجد العرب أنفسهم مجرد سطر من تاريخ غابر ولّى دون رجعة.
فما تمارسه إدارة بايدن مؤخرا من ضغوط في حدّها الأدنى على نتنياهو أو تلك الرحلات المكوكية لوزير الخارجية انتوني بلينكن لمحاولة التوصل إلى هدن إنسانية ليست في المحصلة سوى تحركات لخدمة المصلحة الأمريكية أولا لأن توسيع الحرب واشتعال الشرق الأوسط نتيجة تصاعد جرائم الكيان الغاصب سيضرّ إضرارا غير مسبوق بمصالح واشنطن في المنطقة وسيقضي على ما تبقى من حظوظ لجو بايدن كمرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة الذي تكاثرت عليه وعلى داعمي إسرائيل الضغوط من الشارع الأمريكي والغربي وبالتالي فلا يمكن لأي جهود تبذل حاليا أو تصريحات منتقدة لتل أبيب إلا أن تصب في خانة المناورات وتبادل الأدوار ولا يمكن أن تحسب على صحوة الضمائر أو تحرك الدوافع الإنسانية.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك