مع .. رفح ومخطّط التّهجير
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/02/11
صادق جيش الاحتلال الصهيوني على خطة عسكرية لاجتياح منطقة رفح الفلسطينية، التي يحتمي فيها حوالي 1.3 مليون فلسطيني و على مساحة لا تتجاوز 63 كيلومترا مربعا أي نحو خٌمس مساحة قطاع غزة. و يبدو أنّ الخلافات بين قادة الاحتلال لم تنجح في رفض المصادقة على هذه الخطة العسكرية التي تعني آليا دفع السكان إلى اللجوء إلى الأراضي المصرية هربا من قصف الكيان المحتل. في وقت ترفض فيه مصر رفضا قاطعا أن تكون أراضيها مخيمات لجوء و كررت في أكثر من مرة أنّ استباحة أراضيها من أي طرف هو خط أحمر.
هذه الخطوة العدوانية الجديدة، هي في واقع الأمر استكمال لمشروع التهجير الذي تم الإعلان عنه منذ بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة، بل إن أطماع الحكومة المتطرفة في إسرائيل هي قديمة، إذ تم الإعلان في أكثر من مرة عن نوايا صهيونية حقيقية في الاستحواذ على جزء من سيناء من أجل جعله وطنا بديلا للفلسطينيين. و بالرغم من أنّ مصر و قطر تلعبان منذ بدء العدوان دور العرّاب و الوساطة خدمة للصهاينة إلاّ أن الأخيرين قالوا أكثر من مرة إن مصر وقطر لن يكون لهما دور بعد نهاية الحرب، وأنّ مصر على وجه الخصوص لن يكون لها أي دور في مستقبل فلسطين. حكومة نتنياهو هي حكومة معادية لفلسطين و لمصر و لكل الدول العربية، وهي تسعى جاهدة من خلال كسر شوكة المقاومة في غزة إلى كسر شوكة كل نفس مقاوم في كل المنطقة العربية، و هي تريد إخضاع كل الدول العربية بعد الانتهاء من غزة إلى سلطة دولة يهودا، وهذه نوايا معلن عنها ووضعت لها الخطط..
مصر الآن ستكون أمام اختبار حقيقي، فشعار " مش حنحارب" الذي رفع منذ اتفاقية كامب دافيد في العام1979، قد لا يصمد في هذه المرة لأنّ نتنياهو قال منذ أسابيع قليلة نريد السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع مصر ، بمعنى أنّه سيخرق الاتفاقية التي ضمن بها الاحتلال تحييد مصر عن أي صراع صهيوني عربي. و السؤال الذي يطرح هنا ، كيف ستتصرف مصر و هي ترى الصهاينة يلقون باتفاقية "التطبيع" في سلة المهملات؟ وهل سيصمت الجيش المصري عن هذا التحدي الجديد الذي يشكّل تهديدا مباشرا له، لأنّ إسرائيل ستتجاوز كل الخطوط التي منعت أي احتكاك مع الجيش المصري؟ وكيف سيتصرف الجيش المصري مع قوافل اللاجئين التي ستضطر إلى عبور الحدود؟ فهل سيقصفها هو الآخر وهذا أمر مستبعد أم أنه سيسمح لها بالدخول وهنا سيقع في المصيدة الصهيونية بحيث تكون مصر شريكة في مخطّط التّهجير؟ الذين يقولون إن إسرائيل تلعب بالنار، هم يعرفون أنه لا فقط تلعب بالنار بل هي أحرقت كل شيء و هي مستعدة كذلك لحرق أي شيء في المستقبل، فعن أي هدنة يتحدثون؟ و عن أي سلام يبحثون مع محتل لا يرى في العرب إلاّ أناسا هم أدنى مرتبة من الإنسانية؟
كمال بالهادي
صادق جيش الاحتلال الصهيوني على خطة عسكرية لاجتياح منطقة رفح الفلسطينية، التي يحتمي فيها حوالي 1.3 مليون فلسطيني و على مساحة لا تتجاوز 63 كيلومترا مربعا أي نحو خٌمس مساحة قطاع غزة. و يبدو أنّ الخلافات بين قادة الاحتلال لم تنجح في رفض المصادقة على هذه الخطة العسكرية التي تعني آليا دفع السكان إلى اللجوء إلى الأراضي المصرية هربا من قصف الكيان المحتل. في وقت ترفض فيه مصر رفضا قاطعا أن تكون أراضيها مخيمات لجوء و كررت في أكثر من مرة أنّ استباحة أراضيها من أي طرف هو خط أحمر.
هذه الخطوة العدوانية الجديدة، هي في واقع الأمر استكمال لمشروع التهجير الذي تم الإعلان عنه منذ بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة، بل إن أطماع الحكومة المتطرفة في إسرائيل هي قديمة، إذ تم الإعلان في أكثر من مرة عن نوايا صهيونية حقيقية في الاستحواذ على جزء من سيناء من أجل جعله وطنا بديلا للفلسطينيين. و بالرغم من أنّ مصر و قطر تلعبان منذ بدء العدوان دور العرّاب و الوساطة خدمة للصهاينة إلاّ أن الأخيرين قالوا أكثر من مرة إن مصر وقطر لن يكون لهما دور بعد نهاية الحرب، وأنّ مصر على وجه الخصوص لن يكون لها أي دور في مستقبل فلسطين. حكومة نتنياهو هي حكومة معادية لفلسطين و لمصر و لكل الدول العربية، وهي تسعى جاهدة من خلال كسر شوكة المقاومة في غزة إلى كسر شوكة كل نفس مقاوم في كل المنطقة العربية، و هي تريد إخضاع كل الدول العربية بعد الانتهاء من غزة إلى سلطة دولة يهودا، وهذه نوايا معلن عنها ووضعت لها الخطط..
مصر الآن ستكون أمام اختبار حقيقي، فشعار " مش حنحارب" الذي رفع منذ اتفاقية كامب دافيد في العام1979، قد لا يصمد في هذه المرة لأنّ نتنياهو قال منذ أسابيع قليلة نريد السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع مصر ، بمعنى أنّه سيخرق الاتفاقية التي ضمن بها الاحتلال تحييد مصر عن أي صراع صهيوني عربي. و السؤال الذي يطرح هنا ، كيف ستتصرف مصر و هي ترى الصهاينة يلقون باتفاقية "التطبيع" في سلة المهملات؟ وهل سيصمت الجيش المصري عن هذا التحدي الجديد الذي يشكّل تهديدا مباشرا له، لأنّ إسرائيل ستتجاوز كل الخطوط التي منعت أي احتكاك مع الجيش المصري؟ وكيف سيتصرف الجيش المصري مع قوافل اللاجئين التي ستضطر إلى عبور الحدود؟ فهل سيقصفها هو الآخر وهذا أمر مستبعد أم أنه سيسمح لها بالدخول وهنا سيقع في المصيدة الصهيونية بحيث تكون مصر شريكة في مخطّط التّهجير؟ الذين يقولون إن إسرائيل تلعب بالنار، هم يعرفون أنه لا فقط تلعب بالنار بل هي أحرقت كل شيء و هي مستعدة كذلك لحرق أي شيء في المستقبل، فعن أي هدنة يتحدثون؟ و عن أي سلام يبحثون مع محتل لا يرى في العرب إلاّ أناسا هم أدنى مرتبة من الإنسانية؟
كمال بالهادي
