مع الشروق .. هدنة بشروط المقاومة

مع الشروق .. هدنة بشروط المقاومة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/02/05

مع احتلال عاجز على تحقيق أهدافه الدنيا الخسيسة، ومقاومة مقتدرة حذرة ، تصاعد الحديث في هذه الفترة عن إمكانية إبرام اتفاق جديد بين حركة حماس والكيان الصهيوني من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للرهائن والمحتجزين.
المتفاوضون وبوساطة، يقتربون في هذه الفترة من التوصل إلى اتفاق يعلق فيه الكيان  عدوانه الوحشي على غزة مدة شهرين مقابل الإفراج عن الرهائن والسجناء لدى حماس ..اتفاق قد يتم  إبرامه خلال الأسبوعين المقبلين مع "نتانياهو" المهزوم المأزوم ، ومقاومة تملي بصواريخها وبسالة مقاوميها وصبر شعبها بشروطها في امتحان مع جيش يرافقهم كابوس الخوف في كل أزقة غزة الأبية ..
المقاومة الفلسطينية التي تمثل اليد العليا في هذه الهدنة أفشلت كل مشاريع الكيان في التقتيل والتجويع والردم والهدم، وأسقطت صورة إعلامية أراد الكيان تسويقها ، لكنه فشل مع شعوب تحركت في كل العالم بل في داخل الكيان  وقلب واشنطن تطالب بوقف إطلاق النار .. صورة حجبها رهائن أطلقت سراحهم حماس  فكشفوا حقيقة الكيان المهزوم.
المقاومة المتحكمة الآن في مصير هذه الهدنة ، تفرض وقفاً كاملاً لإطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب جيش المحتل منه، مع تبييض سجون الكيان من المعتقلين الفلسطينيين، لكنها في المقابل تتخوف من أن تخسر أهم أوراقها بإطلاق سراح المحتجزين ..
فحماس ودون شك تريد إنهاء التقتيل والدمار والتجويع ، وتحرص على رفع الحصار وإعادة الإعمار وانسحاب جيش الكيان الغاشم  بشكل كامل من قطاع غزة ، لكنها مع ذلك لن تبرم صفقة مغشوشة مع كيان منهزم خسر آلاف الجنود بين قتلى ومصابين لم تعرف لعددهم مثيلا من قبل ..
ومن ناحيته ،  الكيان حريص على إتمام هذه الهدنة رغم المخاتلة ، وحلفاؤه وخاصة أمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية الداعمة للكيان أكثر حرصا على إتمام تفاصيلها وبأسرع وقت مع مقاومة تراكم الانتصارات وتفرض استقلالا لفلسطين الأبية وعاصمتها القدس.
هذه المقاومة التي كتبت صفحة نقية في كتب الإنتصارات العربية المسلمة ، لن تسقط في فخ  كيان غادر يحرص على الحصول على جميع أسراه ، لكنه في المقابل لم يوافق بشكل صريح على تبييض السجون من المعتقلين الفلسطينيين ..
حماس المنتصرة في هذه الحرب بكل مقاييس ، عليها ان تنتبه - وهي المنتبهة -  إلى أنه لا هدنة ولا اتفاق مع من جبل على الغدر واحترف الخيانة  " أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون " .
حماس أو اليد العليا في هذه الهدنة ، عليها أن تبرم هذا الاتفاق بحروف النصر، فهي المتحكمة في أوراق الهدنة ، ومن بين بواسل مقاومتها يلوح الانتصار مصداقا لقوله تعالى " ألا ان نصر الله قريب " ..  
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك