مع الشروق .. الهدف «حماس» والغاية محو فلسطين

مع الشروق .. الهدف «حماس» والغاية محو فلسطين

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/26

واهم من يعتقد أن الكيان الصهيوني مشكلته «حماس» أو باقي حركات المقاومة الرافعة للبندقية منها، أو أن مشكلته قطاع غزّة الذي يريد احتلاله مجدّدا عبر حرب إبادة تدميرية غير مسبوقة.
هناك أمران أساسيان عند الحديث عن الكيان الصهيوني في المنطقة وفي علاقته بالقضية الفلسطينية بالذات، الأول أنّه كيان لا يعترف بالسلام أبدا وإنما بالقتل والتدمير والتهجير والتفتيت، والثاني أنّه لم يفكّر يوما في إقامة دولة فلسطينية وإنما «دولة يهودية» من النيل الى الفرات وباقي الأمور من تطبيع وسلام في المنطقة هي مجرّد تخاريف وهلوسات.
قبل الحرب الجارية الآن بأشهر قليلة، قال الحاخام اليهودي المتطرف، أليعازر ميلاميد؛ إن حدود الكيان الصهيوني يجب أن تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق.
الحاخام المتطرف قال مضيفا وقتها، إنه «بعد أن يتكاثر شعب الكيان الصهيوني المحتل ويصبح أقوى جسديا وروحيا سيغادر الأعداء، ومن المحتمل أن يكون هناك البعض منهم الذين سينضمّون إلينا، ومن ثم يتحوّلون من الأعداء إلى العشاق. ومن المحتمل أن يكون هناك من سيقاتل ويهزم، وسيكون هناك من    يفضل الهجرة إلى دولة أخرى».
هذه هي السردية الاسرائيلية الحقيقية عن التواجد في الشرق الأوسط، إما بقتل الآخر «العدو» أو عبر التطبيع «العشاق» أو التهجير كما يحصل الآن في حرب الإبادة في قطاع غزة.
ويبدو الهدف بالنسبة للكيان الصهيوني الآن أبعد من تحييد «حماس» والمقاومة في قطاع غزة، وإنّما إعادة احتلالها حيث تعتقد حكومة نتنياهو المتطرّفة أنّه الحل الوحيد الجذري مع المقاومة هناك.
ولأن سياسة الكيان المحتل منذ تأسيسه هي القضم التدريجي، ولأن مشكلتها ليست مع «حماس» فحسب، بل مع الفلسطينيين جميعاً، والزمن مناسب، ستذهب هذه الحكومة إلى أقصى أهدافها، وستعمل جاهدةً على رفع مستوى الصدام في الضفة الغربية، إلى درجة تبرّر احتلالها من جديد.
فحكومة الاحتلال الحالية رفعت يدها عن السلطة الفلسطينية القائمة وبدعم أمريكي، تدفع تجاه إدخال تغييرات واسعة عليها في القيادة، أو بمعنى صهيوني أدق في الطاعة، حيث تضغط إدارة بايدن على محمود عباس من أجل إدارة غزة ما بعد الحرب وهو ما يرفضه.
بضرب أهلية السلطة الفلسطينية الحالية، يسعى الكيان الصهيوني وإدارته الحالية إلى الانتصار على الماضي من خلال تدمير اتفاقات «أوسلو»، حيث بذلك لا يرى الاحتلال أن الفلسطينيين يستطيعون حكم أنفسهم، بل يجب أن يُحكموا.
ولهذا الهدف تحديدا لم ولن يرى مقترح «حل الدولتين» النور أبدا، بل إن مجرّد ذكره يثير جنون الصهاينة وحاخاماتهم وكيانهم العميق، حتى أنهم يستهزؤون من الحديث عن «حل الدولتين» في وقت تسير فيه الخطط على قدم وساق من أجل «دولة يهودية من النيل إلى الفرات».
ومن يقف اليوم متفرّجا على استفراد الاحتلال بغزة والفلسطينيين ويحذّر ويرسم خطوطا حمراء واهية، فليعلم أن دوره آت لا محالة وعندها فلتنفعه اتفاقيات السلام والخطوط الحمراء والأيام بيننا.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك