مع الشروق ... قمة «لا سمح الله»...

مع الشروق ... قمة «لا سمح الله»...

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/11/12

أخيرا اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في المملكة العربية السعودية في ما سمّيت بالقمّة الاستثنائية لتناول العدوان على غزة. و برغم أن المملكة جمعت القمتين العربية و الاسلامية نظرا للظروف الاستثنائية إلاّ أن كلمات القادة الذين حضروا لم تخرج عن نطاق المنتظر من مواقف الدول العربية و الإسلامية التي يزيد تعداد سكانها عن  المليار عربي و مسلم. فقادة هذه الدول قالوا في كلماتهم "الصاخبة" مواقف هزيلة جدا لم تتعدّ وصف ما يجري و تكرار رفضهم للعدوان  بل إن بعضهم تمادى في وصف الكارثة وكأنه في حصة تعبير إنشائي. أما رئيس السلطة فإنه طالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني و لا نعلم لمن يوجه طلبه و العالم كله يشاهد المذبحة و يروج صورها و لكنه يعجز عن اتخاذ اي قرار لردع العدوان. 
زعماء العرب و المسلمين الذين حضروا القمة طالبوا بوقف فوري  للعدوان و لكنهم لم يقولوا لنا ماذا سيفعلون إن لم يوقف الاحتلال عدوانه فهل سيتدخلون عسكريا "لا سمح الله" من أجل ردع من ينفذون جريمة الحرب في كل فلسطين؟ 
إن قادة المليار نسمة هم أعجز من أن يدخلوا قارورة ماء واحدة إلى قطاع غزة دون إذن المحتل الغاشم و هؤلاء برغم كل ما يمتلكون من أوراق قوة عسكرية و مالية لا يجرؤون على اتخاذ أي خطوة تغضب هذا المحتل أو تمنعه من وقف عدوانه. وحتى محور "المقاومة" فيبدو أنه دخل بيت الطاعة فالرئيس الإيراني الذي حضر قمة الرياض حمل معه خطابا مهادنا لم يتجاوز فيه المطالبة بوقف إطلاق النار قائلا "الأولوية القصوى الآن وقف إطلاق النار في قطاع غزة". أما  زعيم حزب الله حسن نصر الله فإنه خطب في ذات الوقت الذي كانت فيه قمة الرياض منعقدة إلاّ أنّ خطابه كان أكثر استسلاما و انهزامية من مواقف قمة "لا سمح الله". فهو على سبيل المثال اعترف بتطور العدوان  على غزة وهو الشرط الذي كان وضعه لتغيير استراتيجية مشاركة الحزب في حرب واسعة على العدو الصهيوني إلاّ أنّ موقفه كان مثل سابقه وهذا يعني أن موقفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي و نصرالله صارا لا يتجاوزان سقف "لا سمح الله". 
إنّ هذه القمم صارت أعجز من أن تنطق بكلمة حقّ واحدة وهي أعجز من أن تتخذ موقفا مقاوما مهما كان شكل المقاومة. الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد أنّ هذه الأنظمة العربية و الإسلامية  هي أنظمة عمالة و خنوع للمستعمر يأتمرون بأمره و ينفذون ما يطلبه منهم دون أي تردد وكل خطبهم ليست سوى هراء لأن العدوّ كان يذبّح الفلسطينيين وقت كان ممثلو المليار مسلم مجتمعين في الرياض. هؤلاء لا يصح فيهم إلاّ قول الشاعر مظفر النواب "رشاشك يعقد قمته منفردا ونعالك في قمتهم" . 
كمال بالهادي

تعليقات الفيسبوك