أعلن مرصد كوبرنيكوس المناخي الأوروبي أن فصل الصيف الماضي هو الأكثر سخونة مقارنة بنظرائه منذ عام 2016. المرصد حذر من ارتفاع كبير بمعدلات حرارة الكرة الأرضية، واعتبر أنه بالمقارنة مع درجات الحرارة التي تم تحليلها منذ 120 ألف عام، يظهر أن هذا الصيف هو الأكثر سخونة.
إعلان صادم جاء من قبل مرصد مرصد كوبرنيكوس الأوروبي المتخصص بالمناخ اليوم الأربعاء، قال فيه إن فصل الصيف الماضي (من جوان إلى أوت) شهد أعلى متوسط لدرجات الحرارة العالمية تم قياسه على الإطلاق، مرجحا أن يكون 2023 أكثر الأعوام سخونة في التاريخ.

وقال المرصد "كان موسم حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس 2023"، الذي يتوافق مع فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي حيث تعيش الغالبية العظمى من سكان العالم، "الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 16,77 درجة مئوية"، بزيادة مقدارها 0,66 درجة عن متوسط الفترة نفسها المسجلة بين الأعوام 1991-2020، والتي شهدت ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري.

وسجل شهر تموز/يوليو 2023 الحرارة الأعلى ضمن الموسم، واعتبر الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفق كوبرنيكوس.

وعلى مدى الأشهر الثمانية الأولى من العام، كان متوسط درجة الحرارة العالمية أقل "0,01 درجة مئوية فقط مما سُجل في عام 2016، العام الذي كان يعتبر الأكثر سخونة على الإطلاق".

ولكن هذا الرقم القياسي ليس منيعًا نظراً للتوقعات الموسمية وعودة ظاهرة "إل نينيو" المناخية في منطقة المحيط الهادئ، المرادفة لمزيد من الاحتباس الحراري.

الصيف الأكثر سخونة منذ 120 ألف سنة

ونقلت فرانس برس عن سامانثا بورغس، نائبة رئيس قسم تغير المناخ في المرصد قولها "بالنظر إلى الحرارة الزائدة على سطح المحيطات، فمن المرجح أن يكون عام 2023 هو العام الأكثر سخونة... الذي عرفته البشرية".

تعود قاعدة بيانات كوبرنيكوس إلى عام 1940، ولكن يمكن مقارنتها بالمناخات التي سادت خلال آلاف السنين الماضية وتم التوصل إليها بتحليل الحلقات الداخلية للأشجار أو العينات الجليدية، وتجميعها في أحدث تقرير صادر عن فريق خبراء المناخ التابع للأمم المتحدة.

وعلى هذا الأساس، قالت بورغس إن "الأشهر الثلاثة التي شهدناها للتو هي الأكثر سخونة منذ حوالي 120 ألف عام، أي منذ بداية تاريخ البشرية".

ضربت موجات الحر والجفاف والفيضانات والحرائق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية خلال هذه الفترة، بأحجام هائلة وغير مسبوقة في كثير من الأحيان، وترتب عليها خسائر في الأرواح وأضرار على الاقتصادات والبيئة.

ولم يسلم من هذه الظواهر العنيفة نصف الكرة الجنوبي حيث حُطم الكثير من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في منتصف الشتاء الجنوبي.

الآثار الكارثية انتقلت للمحيطات والبحار

الآثار المدمرة لا تقف عند هذا الحد، فارتفاع درجة حرارة البحار حول العالم، التي ما زالت تمتص 90% من الحرارة الزائدة الناجمة عن النشاط البشري منذ العصر الصناعي، ينبئ بآثار كارثية. فمنذ نيسان/أبريل الماضي، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح البحار والمحيطات إلى مستويات غير مسبوقة "تجاوزت المستوى القياسي السابق المسجل في 2016"، وفقا لكوبيرنيكوس.

من جهتها، تؤكد سامانثا بورغس أن "احترار المحيطات يؤدي إلى ارتفاع حرارة الغلاف الجوي وزيادة الرطوبة، وبالتالي هطول أمطار أكثر كثافة وارتفاع في طاقة الأعاصير المدارية". وتورد أيضا أن لهذا أثر على التنوع البيولوجي ويؤدي إلى "تناقص العناصر الغذائية في المحيط ... وكذلك الأوكسجين"، ما يهدد بقاء الحيوانات والنباتات.

وتقول "ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع حتى نغلق صنبور الانبعاثات" الناتجة بشكل أساسي عن احتراق الفحم والنفط والغاز.