مع الشروق .. بريكس تستعرض عضلاتها !

مع الشروق .. بريكس تستعرض عضلاتها !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/03

لم ينجح التجمع الأوروبي الكبير الذي أقيم أول أمس الخميس 01 جوان 2023 في العاصمة المولدوفية كيشيناو في اختطاف الاضواء من اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة «بريكس» الذي انتظم في نفس اليوم في  كيب   تاون  في جنوب  أفريقيا.
ويحرص الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في فيفري من العام الماضي ، على التصدي لهذه التكتل الدولي الصاعد خصوصا وانه يضم بين اعضائه حليفين استراتيجيين هما الصين وروسيا اللذين يرى فيهما الغرب تهديدا لمصالحه في العالم وتحديا لمعركته في الحرب الروسية الاوكرانية … 
وتعود نشأة مجموعة بريكس التي تضم دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا ، الى سنة 2009 تاريخ انعقاد أول قمة للمجموعة في روسيا والاعلان من خلالها عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية مناهض لما يعرف بالنظام العالمي الجديد الذي اعلن عنه الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش في 1990 ، وهو نظام آحادي القطبية تهيمن فيه الولايات المتحدة وتفرض نفوذها على العالم … 
وامام تزايد الازمات والصراعات في العالم منذ اعلان الهيمنة الامريكية والغربية على غرار احداث ما عرف بـ«الربيع العربي» وتداعياته ، وازمة كورونا الاخيرة، و الحرب الروسية الاوكرانية، وجدت مجموعة بريكس نفسها مضطرة للدفاع عن مصالحها و عن مصالح حلفائها ، وهو ما جعل الغرب يحسب لها الف حساب و خصوصا بعد ان اتخذت دول المجموعة موقف الحياد و عدم الادانة في الحرب الروسية الاوكرانية … 
و قد نجحت المجموعة في ان تلفت اليها انتباه كل دول العالم تقريبا رغم حداثة نشأتها ، و خصوصا بعد بعث بنك التنمية الجديد على شاكلة صندوق النقد الدولي … و تسعى أكثر من عشر دول الآن ، على غرار المملكة العربية السعودية والأرجنتين والإمارات والجزائر ومصر والبحرين وإندونيسيا الى الانضمام الى المجموعة … 
ورغم محاولة الغرب التشويش على اجتماع مجموعة دول بريكس في جنوب افريقيا سواء من اجل التحريض على روسيا او التقليل من شأن المجموعة ، وذلك بدعوة أكبر عدد من القادة الأوروبيين و استقطاب أكبر وسائل الاعلام المؤثرة في العالم ، تمسكت دول المجموعة بمواقفها الثابتة ، وهي الدعوة الى إعادة توازن النظام العالمي وإرساء نظام متعدد الاقطاب وحل الصراع الروسي الاوكراني بالحوار والتفاوض … كما شددت دول المجموعة على التنفيذ الكامل لصفقة الحبوب بما في ذلك تصدير المنتجات الروسية … ونظرت دول المجموعة كذلك في مطالب الدول الراغبة في الانضمام الى المجموعة على غرار المملكة العربية السعودية …
واذا كان اجتماع "الاسرة الاوروبية" في مولدوفا هو رسالة موجهة الى روسيا مفادها ان "اوكرانيا ليست وحدها"، فإن اجتماع دول بريكس في جنوب افريقيا لا يخلو بدوره من رسائل مشفرة موجهة الى الغرب من بنها ان "روسيا ليست وحدها" ايضا … وفي هذه الرسالة استعراض واضح للعضلات من قبل بريكس ضد الغرب …
محسن عبد الرحمان 
 

تعليقات الفيسبوك