مع الشروق.. قصّة وطن تمزّقه الخلافات !

مع الشروق.. قصّة وطن تمزّقه الخلافات !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/02/20

المطلوب اليوم وأكثر من أي وقت مضى التهدئة ..فتونس لا تتحمل إشعال النار والنفخ فيها لمزيد تأجيج الأوضاع ..موقوفون بالجملة بتهم خطيرة تهم أمن البلاد ..اتحاد للشغل يتحرك في كل الجهات ، الرئيس قيس سعيد يتوعد ما سماهم بالمتآمرين والمضاربين بقوت الشعب، ومعارضوه ينادون بإسقاطه ..والمواطن يعاني الويلات من ارتفاع الأسعار وندرة المواد الإستهلاكية الأساسية ..
هذا هو وضعنا اليوم ، الدخان يتصاعد في كل أرجاء البلاد ، والنافخون في الرماد لإشعال ألسنة اللهب لتأجيج الأوضاع كثيرون ، وصوت الحكمة غائب ، ولسان التهدئة ابتلعته الخلافات والاختلافات في الرؤى والتقييمات التي تتعمق في كل صباح يوم جديد ..
   الوضع مشتعل والنيران من تحت الرماد تتأجج ، والخوف من تأتي أسنة اللهب على الأخضر واليابس في تونس الخضراء التي لم تعد تتحمل ، فبين خلجانها وهضابها وجبالها وسفوحها لا تقدر إلا على الاستماع إلى صوت العقل الذي اصطدم بجدار الخلافات والاختلافات ..
اقتصاديا وماليا واجتماعيا ، الوضع دقيق جدا ، والصورة الحقيقية يمكن مشاهدتها بنقاء ووضوح في الدكاكين والفضاءات التجارية ومحلات القصابين والخضر والدجاج : مواطنون عاجزون على اقتناء حاجياتهم الأساسية ، يحسبون دراهمهم وأوراقهم النقدية أكثر من مرة قبل ، فما في الجيب قد لا يسمح للتقدم  بـ " طلبية " شراء  لا تملأ جزء صغيرا من " القفاف"  الهزيلة النحيلة ..
طوابير طويلة مكتظة بالمواطنين داخل الفضاءات التجارية وأمامها في الشوارع والطرقات بحثا عن لتر من الزيت المدعم أو الحليب أو بعض السكر والأرز والقهوة ..هرج ومرج ..تدافع بالمناكب وخصومات مع حريف يريد " الترسكية " وسرقة مكان غير مكانه في الصف ، أو مع تاجر يقسم بأغلظ الأيمان أن رفوف "عطريته " خالية من هذه المواد الاستهلاكية ، أو"عطار" محتكر يخفي سلعه لحريف وفيّ أو مستهلك يقبل الانخراط في المضاربة أو يضطر إليها ..
قدرة المواطن الاستهلاكية تدهورت وتراجعت مع تراجع صلابة أعصابه لتحمل الصفوف والاكتظاظ والتدافع ، وحياتنا أصبحت صعبة مرهقة مملة متعبة في بلدي تونس التي قيل أنها سميت كذلك لأنها تؤنس ..
قيل أنها كانت تؤنس ، لكنها اليوم غير ذلك ، بتهافت " السياسيين " على الكراسي ، وشراهة المحتكرين والمضاربين على جمع المال على حساب " الفقراء والمساكين " الذين بات بعضهم لا يقدر على شراء أجنحة الدجاج ورقبتها الداكنة الملتوية ..
أنقل الصورة بالكلمات لمن لا يعرف لشظف العيش معنى إلا من بين الصور العابرة في الشاشات ، وبين الكلمات التائهة في الجرائد وصفحات التواصل الأجتماعي والمجلات ، ولا أنقلها لقارئ عاشها ويعيشها فمن بين شفاه كل واحد منكم  قد نكتب حقيقة المعاناة ، فكلكم اليوم رواية وحدث وقصة حب لوطن تمزقه الخلافات ..
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك