مع الشروق .. تصعيد في ربع الساعة الأخير
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/01/07
من يتوقع أن تكون الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل التي من المنتظر أن تنعقد قبل نهاية الأسبوع القادم، ساخنة جدا وقد تحدّد مستقبل العلاقة مع السلطة التنفيذية ، سواء في اتجاه حوار يكسِّر الجمود وينهي حالة القطيعة، أو الاتجاه الى رفع منسوب التصعيد وصولا الى مواجهة قوية بين الطرفين سيكون الرابح فيها خاسرا على كل الواجهات.
الهيئة الإدارية ستتناول كل ما يجري في البلاد ، وقد تحدد موعد الاضراب العام الذي سيتوج سلسلة من الإضرابات في قطاعات عديدة مثل النقل ، برّا وبحرا وجوّا ، والكهرباء والغاز ، والمياه ، والتعليم العالي .... اضافة الى قطاعات أخرى من الوظيفة العمومية .
الهيئة الإدارية قد تنظر أيضا في مبادرة الإنقاذ الوطني التي يقودها اتحاد الشغل بمعيّة عمادة المحامين ورابطة الانسان، والتي قد تلتحق بها منظمة الاعراف اذا وافقت على أرضيتها أو أفكارها الاولى .
هذه المبادرة ستقدم خارطة طريق شاملة تهم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وستعرض على رئيس الجمهورية ، بوصفه صاحب شرعية انتخابية ، لإبداء الرأي فيها .
وسيكون موقف رئيس الجمهورية وردّه على مخرجات المبادرة حاسما ومؤثرا ، فإذا تفاعل معها إيجابيا وانطلق من خلاله نحو حوار وطني يؤدي الى إصلاح مسار 25 جويلية ، فإنه سيجد الكل معه ووراءه ، أما اذا أعرض عنها ، كما فعل سابقا مع مبادرة مماثلة صادرة عن الاتحاد ، وهذا أقرب الى الاعتقاد ، لأن الرئيس ، وحتى عند المبادرات الصادرة عنه ، فإنه لا يميل الى التشاركية والحوار ، فإن ردّة فعل الاتحاد ومن معه لا يمكن معرفتها أو التكهن بها من الآن ، ليس التصعيد قولا لا يرتقي بالضرورة الى التصعيد فعلا ولن يكون من السهل على الاتحاد تنفيذ إضرابات قطاعية في قطاعات حيوية وكبرى ثم تنفيذ اضراب وطني شامل في ظرف غير موات لمزيد من التصعيد وصبّ الزيت على النار .
فكيف ستتفاعل الحكومة وقبلها رئيس الجمهورية مع كل ما يحدث في البلاد ، وهل يقبل بالتشويش على الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية ، التي يعوّل على نجاحها، وهل يسمح في هذا التوقيت أن تتوسّع جبهة المعارضة والخصوم ، وخاصة في هذه الظرفية التي تمر بها البلاد ويواجه في مسار 25 جويلية عديد الانتقادات حتى من أبناء المشروع الذين طالما راهنوا على نجاحه وتجاوز كل المطبات والعراقيل السابقة .
فهل يمر الرئيس بقوة متمسكا بفرض سياسة الأمر الواقع أم تراه يحمي مشروعه الاصلاحي وهو في ربع الساعة الاخير من مساره الذي انطلق قبل نحو عشرين شهرا ؟
نجم الدين العكّاري
من يتوقع أن تكون الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل التي من المنتظر أن تنعقد قبل نهاية الأسبوع القادم، ساخنة جدا وقد تحدّد مستقبل العلاقة مع السلطة التنفيذية ، سواء في اتجاه حوار يكسِّر الجمود وينهي حالة القطيعة، أو الاتجاه الى رفع منسوب التصعيد وصولا الى مواجهة قوية بين الطرفين سيكون الرابح فيها خاسرا على كل الواجهات.
الهيئة الإدارية ستتناول كل ما يجري في البلاد ، وقد تحدد موعد الاضراب العام الذي سيتوج سلسلة من الإضرابات في قطاعات عديدة مثل النقل ، برّا وبحرا وجوّا ، والكهرباء والغاز ، والمياه ، والتعليم العالي .... اضافة الى قطاعات أخرى من الوظيفة العمومية .
الهيئة الإدارية قد تنظر أيضا في مبادرة الإنقاذ الوطني التي يقودها اتحاد الشغل بمعيّة عمادة المحامين ورابطة الانسان، والتي قد تلتحق بها منظمة الاعراف اذا وافقت على أرضيتها أو أفكارها الاولى .
هذه المبادرة ستقدم خارطة طريق شاملة تهم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وستعرض على رئيس الجمهورية ، بوصفه صاحب شرعية انتخابية ، لإبداء الرأي فيها .
وسيكون موقف رئيس الجمهورية وردّه على مخرجات المبادرة حاسما ومؤثرا ، فإذا تفاعل معها إيجابيا وانطلق من خلاله نحو حوار وطني يؤدي الى إصلاح مسار 25 جويلية ، فإنه سيجد الكل معه ووراءه ، أما اذا أعرض عنها ، كما فعل سابقا مع مبادرة مماثلة صادرة عن الاتحاد ، وهذا أقرب الى الاعتقاد ، لأن الرئيس ، وحتى عند المبادرات الصادرة عنه ، فإنه لا يميل الى التشاركية والحوار ، فإن ردّة فعل الاتحاد ومن معه لا يمكن معرفتها أو التكهن بها من الآن ، ليس التصعيد قولا لا يرتقي بالضرورة الى التصعيد فعلا ولن يكون من السهل على الاتحاد تنفيذ إضرابات قطاعية في قطاعات حيوية وكبرى ثم تنفيذ اضراب وطني شامل في ظرف غير موات لمزيد من التصعيد وصبّ الزيت على النار .
فكيف ستتفاعل الحكومة وقبلها رئيس الجمهورية مع كل ما يحدث في البلاد ، وهل يقبل بالتشويش على الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية ، التي يعوّل على نجاحها، وهل يسمح في هذا التوقيت أن تتوسّع جبهة المعارضة والخصوم ، وخاصة في هذه الظرفية التي تمر بها البلاد ويواجه في مسار 25 جويلية عديد الانتقادات حتى من أبناء المشروع الذين طالما راهنوا على نجاحه وتجاوز كل المطبات والعراقيل السابقة .
فهل يمر الرئيس بقوة متمسكا بفرض سياسة الأمر الواقع أم تراه يحمي مشروعه الاصلاحي وهو في ربع الساعة الاخير من مساره الذي انطلق قبل نحو عشرين شهرا ؟
نجم الدين العكّاري
