مع الشروق.. شبح «تشيرنوبل» يخيّم على أوكرانيا

مع الشروق.. شبح «تشيرنوبل» يخيّم على أوكرانيا

تاريخ النشر : 08:35 - 2022/11/22

تتوالى التحذيرات من كارثة نووية في محطة زاباروجيا جنوبي أوكرانيا التي تعدّ الأكبر في أوروبا في الوقت الذي تدفع فيه كييف نظراءها الى التورّط أكثر في الحرب وهو ما رفع الأصوات المنادية بوقف إطالة أمد الحرب.
وكالة الطاقة الذرية وعلى لسان مديرها رافائيل غروسي الذي قال إن "أيا كان من يقف وراءها، عليه أن يكف عن ذلك فورا. كما قلت مرات كثيرة من قبل: أنتم تلعبون بالنار"، واصفا الوضع بأنه "خطير للغاية"، أطلقت نداء لجميع الجهات.
فالعالم لم ينس مأساة انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا سنة 1986، حيث قدّرت الأمم المتحدة وقتها مجموع عدد ضحايا الحادثة بأربعة آلاف شخص فيما قالت السلطات الاوكرانية إن عدد الضحايا بلغ 8 آلاف شخص.
ورغم تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف حول قصف المحطة فإن الحقيقة تبدو أقرب الى الرواية الروسية باعتبار أن موسكو تسيطر على المحطة منذ الأشهر الاولى من بدء عمليتها العسكرية هناك.
ويبدو أن كييف ورغم أن هذه المحطة تغذّي الطاقة في البلاد بنسبة 20% إلا أنها تريد لعبها كورقة ضدّ موسكو أولا وثانيا لمزيد حشد السخاء العسكري والمادي من حلفائها الغربيين الذين بدأوا يشعرون شيئا فشيئا بمدى التورّط الذي وقعوا فيه.
وأول هؤلاء الحلفاء الغربيين هي واشنطن التي تقترب من استنزاف مخزونها في الأسلحة دون تغيير كبير في واقع الحرب في اوكرانيا وهو الأمر الذي دفعها الى الضّغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات مع موسكو.
فرغم التقارير الغربية التي تحدّثت مرارا وتكرارا عن استنفاد روسيا لمخزونها من الصواريخ، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أنّ الضربات الصاروخية الروسية للبنية التحتية الأوكرانية للطاقة تؤكد وجود مخزون ضخم من الصواريخ ومكوناتها لدى روسيا.
وأضافت  الصحيفة أنّ روسيا تمكنت على الأرجح من تخزين كمية كبيرة من الرقائق وغيرها من المكونات اللازمة لصناعة الصواريخ عالية الدقة، وربما كانت تستخدم هذه المكونات الإلكترونية الدقيقة في الأصل لأغراض مدنية.
في المقابل كشفت شبكة "سي أن أن" الأمريكية نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، بأنّ مخزونات الولايات المتحدة، من بعض أنظمة الأسلحة العالية التقنية والذخيرة المخصَّصة للإمدادات لأوكرانيا، آخذة في النفاد.
الأمر ذاته على الجانب الأوروبي الذي وصل مسؤولوه الى قناعة تامة أن حربا طويلة الأمد في اوكرانيا ستكون كارثة على  جميع المستويات وقد بدأت المؤشرات تظهر للعلن على شاكلة الاحتجاجات التي عمّت القارة العجوز.
ما تريده أوكرانيا تحديدا أن يكون الاوروبيون مورّطين قولا وفعلا حتى تصبح هذه الحرب حربهم وبالتالي تمويلها من ألفها الى يائها، لكن الغربيين وبينما كانوا ينتظرون استنزاف موسكو أصبحوا هم المستنزفون قبل أن يبدأ الشتاء أصلا.
على الجانب الآخر يبدو المسؤولون الروسيون واثقين من الانتصار ليس عسكريا وإنما اقتصاديا على الحلف الغربي و تنتطر منهم في الأخير أن يصرخوا أولا ويأتوا بنظام كييف الى طاولة المفاوضات وفق الشروط الروسية.  
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك