تحوّل، صباح اليوم الخميس، وفد من مسؤولي وزارة الداخلية الى مدينة جرجيس بمدنين للقاء عائلات مفقودي فاجعة غرق مركب الهجرة غير النظامية، وممثلي عدد من مكونات المجتمع المدني والهيئة المحلية للحقيقة والعدالة المكلّفة بمتابعة الفاجعة وتأطير الحراك الاجتماعي، غير أن غياب وزير الداخلية الذي أدّى اليوم زيارة الى جزيرة جربة دفع بالحضور الى مغادرة مقر الاجتماع وسط حالة كبيرة من الاحتقان.

وحسب المحتجّين من أبناء جرجيس، فقد استبشروا بخبر قدوم وزير الداخلية رغم مطالبتهم بوفد وزاري، واعتقدوا أن ذلك يمثل خطوة نحو كشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات، إلّا أن هذا التجاهل دفعهم إلى إعلان عن النزول الى الشارع والخروج في مسيرة حاشدة على الأقدام نحو جزيرة جربة صباح غد الجمعة والدعوة الى تنفيذ اضراب عام مفتوح.

وفي ظلّ ما وصفوه بالـ"حقرة" والتجاهل واللامبالاة والإهانة التي طالت أهالي جرجيس اليوم، لوّح المحتجون بخوض كل اشكال الاحتجاج حفظا للكرامة ومواصلة لرفع مطالب عائلات المفقودين بالبحث عن جثث أبنائهم وكشف الحقيقة وتحميل المسؤوليات.

واستنكروا تعامل مسؤولي الدولة مع أبناء جرجيس بمثل هذه الطريقة المهينة، من خلال التعنّت، وعدم تحوّل ولو وزير وحيد للقائهم، فرغم اصرارهم على تحوّل وفد وزاري إلى جرجيس الا أنّهم تنازلوا عن هذا المطلب وقبلوا بقدوم وزير الداخلية الّذي لم يأت وأوفد مديرين عامين من الوزارة وهو ما شنّج الوضع وصعّد في وتيرة الاحتقان.

وفي ظلّ هذه المستجدّات، عاد المعتصمون بكثافة إلى مكان الاعتصام، وطالبوا العاملين بالفضاء المينائي بمغادرة الميناء تجاري وفضاء الانشطة الاقتصادية بعد أن سمح لهم صباحا بالالتحاق بمقرات عملهم، والعودة الى الغلق الكلي لمداخل الفضاء مع التفكير في بحث التحركات المقبلة.