مع الشروق..تفجير القرم يغيّر قواعد الاشتباك
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/10/11
مثلما كان متوقّعا، لم يتأخّر الرد الروسي على الهجوم الذي وصفته موسكو بالإرهابي على جسر كيرتش في القرم وحمّلت مسؤوليته لنظام كييف، حيث أمطرت أغلبية المدن الاوكرانية بـ 75 صاروخا استهدف مواقع الجيش والبنى التحتية للاتصالات والطاقة.
هذا الهجوم الروسي الذي أثار هلع وصدمة الغرب يبدو أنه رسالة روسية مضمونة الوصول لأطراف عدة قبل أن يكون انتقاما لهجوم جسر القرم، مفادها "الآن تغيّرت قواعد الاشتباك واللعبة بأكملها".
فموسكو التي صمتت كثيرا على الحرب الخفية التي يديرها حلف "الناتو" ضدّها في اوكرانيا، بدأت تشعر بأن الأمر تجاوز المواجهة في أوكرانيا ليشمل أراضيها وهو خط أحمر لا يمكن التسامح فيه.
لذلك وحتى قبل الردّ على تفجير جسر القرم عيّنت قائدا جديدا لعمليتها العسكرية في أوكرانيا وهو الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي له مسيرة حافلة من طاجيكستان الى الشيشان وسوريا ومن أشدّ المقرّبين لفلاديمير بوتين.
ويتمتع سوروفيكين بسمعة جيدة داخل الجيش الروسي ومعروف عنه الصرامة والانضباط والشدّة في ميدان الحروب ويطلق عليه داخل الجيش لقب "الجنرال هرمجدون" كونه رجلا عسكريا قويا يعرف كيف يستعيد النظام في الوحدات الموكلة إليه.
هذا التعيين الذي يأتي في وقت تعرّضت فيه موسكو لنكسات على عديد الجبهات، يوحي بتصعيد المواجهة مع اوكرانيا أولا ومع الغرب ثانيا الذي بات مشاركا بصفة مباشرة في الحرب.
ولا يخفي المسؤولون الرفيعون في موسكو حقيقة أن الغرب بات طرفا مباشرا في الحرب إذ يقول أوليغ موروزوف، نائب رئيس مجلس الدوما "إن حربا خفية تشن على روسيا، والهجوم الإرهابي المعلن منذ مدة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍّ بل إنه إعلان حرب بلا قواعد".
ويبدو أن موروزوف يشير بكلامه إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالوقوف وراء هذه الهجمات القوية والمهينة دون أن تتبناها، لذلك من المتوقّع أن تكون الحرب الآن قد أخذت مسارا آخر تماما.
ولا يمكن استبعاد أن تغيّر روسيا من تكتيكها في أوكرانيا الذي يقتصر في الغالب على الشرق والجنوب الى مواصلة استهداف كامل أوكرانيا كعقاب مباشر لنظام كييف وغير مباشر للغربيين وعلى رأسهم واشنطن.
كما ليس من المستبعد أن تعلن موسكو حربا شاملة عوض عملية عسكرية خاصة التي أطلقتها عند بدء الحرب وهو ما يعني وضع كامل ثقلها في المواجهة واعادة هدف ازاحة نظام كييف على رأس الاهتمامات.
الأكيد أن الأيام والأسابيع القادمة ستكون من أخطر مراحل الحرب التي انطلقت في 24 فيفري الماضي، كونها ستكون حاسمة لموسكو في صدّ الهجوم الأوكراني وتحرّشاتها وردع الطرف الغربي الذي يتورّط يوما بعد يوم أكثر في الحرب الاوكرانية.
"صبر موسكو له حدود " كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وإذا نفد صبر موسكو فذلك مواجهة نووية مع الغرب أو أقلّها نووية تكتيكية مع أوكرانيا وفي الحالتين الصدام الكبير قاب قوسين أو أدنى.
بدرالدّين السّيّاري
مثلما كان متوقّعا، لم يتأخّر الرد الروسي على الهجوم الذي وصفته موسكو بالإرهابي على جسر كيرتش في القرم وحمّلت مسؤوليته لنظام كييف، حيث أمطرت أغلبية المدن الاوكرانية بـ 75 صاروخا استهدف مواقع الجيش والبنى التحتية للاتصالات والطاقة.
هذا الهجوم الروسي الذي أثار هلع وصدمة الغرب يبدو أنه رسالة روسية مضمونة الوصول لأطراف عدة قبل أن يكون انتقاما لهجوم جسر القرم، مفادها "الآن تغيّرت قواعد الاشتباك واللعبة بأكملها".
فموسكو التي صمتت كثيرا على الحرب الخفية التي يديرها حلف "الناتو" ضدّها في اوكرانيا، بدأت تشعر بأن الأمر تجاوز المواجهة في أوكرانيا ليشمل أراضيها وهو خط أحمر لا يمكن التسامح فيه.
لذلك وحتى قبل الردّ على تفجير جسر القرم عيّنت قائدا جديدا لعمليتها العسكرية في أوكرانيا وهو الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي له مسيرة حافلة من طاجيكستان الى الشيشان وسوريا ومن أشدّ المقرّبين لفلاديمير بوتين.
ويتمتع سوروفيكين بسمعة جيدة داخل الجيش الروسي ومعروف عنه الصرامة والانضباط والشدّة في ميدان الحروب ويطلق عليه داخل الجيش لقب "الجنرال هرمجدون" كونه رجلا عسكريا قويا يعرف كيف يستعيد النظام في الوحدات الموكلة إليه.
هذا التعيين الذي يأتي في وقت تعرّضت فيه موسكو لنكسات على عديد الجبهات، يوحي بتصعيد المواجهة مع اوكرانيا أولا ومع الغرب ثانيا الذي بات مشاركا بصفة مباشرة في الحرب.
ولا يخفي المسؤولون الرفيعون في موسكو حقيقة أن الغرب بات طرفا مباشرا في الحرب إذ يقول أوليغ موروزوف، نائب رئيس مجلس الدوما "إن حربا خفية تشن على روسيا، والهجوم الإرهابي المعلن منذ مدة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍّ بل إنه إعلان حرب بلا قواعد".
ويبدو أن موروزوف يشير بكلامه إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالوقوف وراء هذه الهجمات القوية والمهينة دون أن تتبناها، لذلك من المتوقّع أن تكون الحرب الآن قد أخذت مسارا آخر تماما.
ولا يمكن استبعاد أن تغيّر روسيا من تكتيكها في أوكرانيا الذي يقتصر في الغالب على الشرق والجنوب الى مواصلة استهداف كامل أوكرانيا كعقاب مباشر لنظام كييف وغير مباشر للغربيين وعلى رأسهم واشنطن.
كما ليس من المستبعد أن تعلن موسكو حربا شاملة عوض عملية عسكرية خاصة التي أطلقتها عند بدء الحرب وهو ما يعني وضع كامل ثقلها في المواجهة واعادة هدف ازاحة نظام كييف على رأس الاهتمامات.
الأكيد أن الأيام والأسابيع القادمة ستكون من أخطر مراحل الحرب التي انطلقت في 24 فيفري الماضي، كونها ستكون حاسمة لموسكو في صدّ الهجوم الأوكراني وتحرّشاتها وردع الطرف الغربي الذي يتورّط يوما بعد يوم أكثر في الحرب الاوكرانية.
"صبر موسكو له حدود " كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وإذا نفد صبر موسكو فذلك مواجهة نووية مع الغرب أو أقلّها نووية تكتيكية مع أوكرانيا وفي الحالتين الصدام الكبير قاب قوسين أو أدنى.
بدرالدّين السّيّاري
