مع .. ماذا وراء التصعيد الصهيوني في غزّة ؟

مع .. ماذا وراء التصعيد الصهيوني في غزّة ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/08/07

بات واضحا أن الكيان الصهيوني يريد خلط الأوراق في المنطقة.. وانه يدفعها دفعا إلى مواجهة كبرى تتعدى حدود فلسطين المحتلة إلى الاقليم وإلى ما أبعد من الاقليم.. والهدف واضح وهو خلق الظروف والمناخات المواتية لحرب مفتوحة مع إيران يتوهم الكيان أنها سوف تمكنه من تصفية ملف النووي الايراني على طريقته بشكل ينهي التهديد الايراني وبقطع الطريق نهائيا على أي مسعى ايراني لصناعة سلاح نووي مع ان ايران لم تجاهر بهذه النية على امتداد سنوات الأزمة والمفاوضات مع كبار العالم.
من دون مقدمات وبصفة تبدو مجانية عمدت القوات الصهيونية إلى اعتقال قيادي بارز في الجهاد الاسلامي (المناضل بسام الشعري) في مخيّم جنين المناضل. لم تكد زوبعة هذه العملية الجبانة تهدأ حتى مرّ الكيان إلى تصعيد جديد من خلال اغتيال القيادي بشير الجعبري (الجهاد الاسلامي أيضا) ومن خلال الاندفاع إلى لغة العربدة واستعراض العضلات في عدوان جبان استهدف قطاع غزة خلف عشرات الشهداء والجرحى ودمارا كثيرا في المساكن والبنى التحتية في القطاع. هذه العملية ليست مجانية بل هي ترمي إلى تحقيق عدة أهداف لعلّ أبرزها:
ـ قطع الطريق على جهد ينخرط فيه تنظيم الجهاد الاسلامي لبناء شبكة متكاملة من خلايا المقاومة في الضفة الغربية سوف تؤدي على المدى المتوسط والطويل إلى انهاء العربدة الصهيونية ودعم العدوان الصهيوني الذي يكرّر اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية ويمعن في اذلال الأهالي واعتقال المقاومين بلا حسيب ولا رقيب.
ـ استدراج محور المقاومة إلى الردّ وبالتالي ضرب جملة التوافقات المعقودة بوساطة مصرية.. وفي أدنى الحالات السعي إلى دق اسفين بين فصائل المقاومة بين الداعين إلى الردّ  والداعين إلى التريّث والتهدئة.
ـ كل هذه التحركات يقوم بها الكيان الصهيوني وهو يضع حزب الله أهم ضلع في محور المقاومة نصب أعينه. وهو بهذا العدوان يستفزّه للتدخل ونصرة المقاومة الفلسطينية وبذلك تتوفر له مناخات لضرب البنية التحتية للمقاومة اللبنانية بعد أن بات حزب الله يمتلك عشرات آلاف الصواريخ القادرة على ضرب كل نقطة داخل الكيان.
ـ من وراء كل هذا تتجه مخططات الكيان الحقيقية إلى إيران لأن استدراج حزب الله سوف يعني استدراج أهم عنصر في محور المقاومة وهو ايران وبذلك تتوفر مناخات ضرب البرنامج النووي الايراني بعد ان اقتنع الصهاينة بأن الحل العسكري مع ايران غير مطروح أمريكيا وغربيا وبأن مسألة نجاح المفاوضات حول النووي الايراني باتت محسومة تقريبا لجهة الحل التفاوضي.
هذه الاعتبارات الاقليمية والدولية يضعها الكيان الصهيوني في الميزان وهو يفجّر الأزمة الأخيرة ويمضي بالمنطقة من تصعيد إلى مزيد من التصعيد. فهذا كيان قام على غطرسة القوة وبغطرسة القوة يستمر وهو يدرك أن التحولات العميقة التي يشهدها الاقليم ككل تصبّ في غير صالحه وأنها سوف تخنقه في الأخير مهما حاز من أدوات القوة والجبروت.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك