مع الشروق.. أجواء حرب... في الأراضي الفلسطينية المحتلة

مع الشروق.. أجواء حرب... في الأراضي الفلسطينية المحتلة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/06/01

مع مطلع كل شمس يصعّد الصهاينة عدوانهم على الشعب الفلسطيني ومقدّساته. وكل يوم يكرّر الصهاينة بدعم وتغطية من الجيش الصهيوني محاولاتهم لتدنيس المقدسات الفلسطينية وفي طليعتها المسجد الأقصى ويحاول الصهاينة من خلال محاولاتهم المتكررة فرض أمر واقع في الأقصى يمكنهم من السطو على موطئ قدم لهم.. وذلك تحت عناوين مختلفة لا تكاد الواحدة منها تفشل بصمود وتصدي الشعب الفلسطيني حتى يطلع الصهاينة بمحاولة جديدة أكثر صلفا وأكثر عنفا.
كل هذه المحاولات اليائسة والبائسة والتي أصبح الشعب الفلسطيني خبيرا في اجهاضها والقائها في مزابل التاريخ أدت إلى خلق أجواء حرب... حيث تكثفت العمليات الفدائية وصعّد الشعب الفلسطيني وتائر أساليب تصديه للهجمات الصهيونية المتكررة ودخلت فصائل المقاومة على الخط مؤكدة أن يد المقاومين على الزناد وأن تحرشات واعتداءات الصهاينة على المقدسات لن تبقى بلا عقاب وان المواجهة مع العدو قادمة ما لم تكبح الحكومة الصهيونية جموح قطعان المستوطنين الذين يعدّون رأس الحربة في مخطط الصهاينة لقضم المقدسات وتهويدها على نار هادئة تنفيذا لمخطط قيام الدولة اليهودية.
ولئن سعت حكومة تل أبيب إلى تفعيل عديد الوساطات مع فصائل المقاومة ووجهت العديد من رسائل الطمأنة في مسعى لمنع انزلاق الأمور إلى مواجهة مسلحة فإن شبح المواجهة يبقى قائما بقوة ويمكن للأمور أن تنزلق في أية لحظة بفعل تعنت المستوطنين كرأس حربة للمخطط الصهيوني الخبيث وبفعل اصرار السلطات الصهيونية على منحهم الغطاء الرسمي ومعاضدة مساعيهم لاقتحام باحات الأقصى وتدنيسها تمهيدا لتقسيمها وفرض نوع من الوجود «الشرعي» لها داخل الحرم القدسي يكون رأس جسر لاستهداف المعلم برمته.. ولاستكمال ما تركته الحفريات والأشغال التي لا تتوقف تحت الأقصى بحثا عن اثار يهودية مزعومة تدعم أكاذيب وترهات الصهاينة حول الهيكل أو غيره من «الشواهد» التي يبحث عنها الصهاينة عبثا لتدعيم مزاعمهم وتبرير اعتداءاتهم المتكرّرة على المعالم الاسلامية وحتى المسيحية.
والأكيد أن هذه السياسات هي من قبيل اللعب بالنار لأن الخطوة الزائدة التي ستشكل القادح للمواجهة الكبرى قد تأتي فجأة وقد تغرق فلسطين المحتلة في أتون حريق كبير قد لا تتوقف ألسنة لهيبه عند حدود الكيان لتمتد إلى الاقليم برمته.. لأن التحرش بالمقدسات والتلاعب بالمشاعر الدينية يبقى أكبر وقود لتغذية صراعات وحروب مدمرة قد تغرق الاقليم كله في مواجهات شاملة. والمنطق يقتضي أن يلتقط الصهاينة الرسائل التي ما انفك الشعب الفلسطيني يوجهها بصموده وبتمسكه بأرضه وبحقوقه الوطنية وبمقدساته. وأن يعمدوا إلى لجم قطعان الصهاينة الذين ما فتئوا يدفعون بالأمور إلى نقطة اللاعودة.. وأن يرضخوا لقرارات الشرعية الدولية وينصاعوا إلى مقتضيات السلام الدائم والعادل والشامل والذي يمرّ حتما عبر جلاء الاحتلال الصهيوني عن كل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.. وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وما دون ذلك سيبقى من قبيل تسخين برميل البارود وتأجيل المواجهة الكبرى التي تكدست نذرها بفعل عربدة الصهاينة وتنكرهم لكل الحقوق والشرائع والمواثيق.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك