مع.. عربدة الصهاينة... إلى أين؟

مع.. عربدة الصهاينة... إلى أين؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/05/11

تتدحرج كرة النار في الضفة الغربية المحتلة مؤذنة بدخول الصراع مرحلة بالغة الخطورة قد تفضي إلى اندلاع انتفاضة جديدة وقد تفتح على مواجهة عسكرية جديدة بين آلة القمع الصهيونية والشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة.
التصعيد الصهيوني في هذه المرحلة بالذات ليس مجانيا ولا هو من قبيل الصدفة، بل هو يندرج في سياق السياسات الصهيونية الهادفة إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه إلى مربع الخنوع والخضوع لكل المخططات التي يسعى الصهاينة إلى تنفيذها في القدس خصوصا وفي الضفة الغربية عموما... حرب إرادات يخوضها الشعب الفلسطيني ببسالة وبتصميم على الصمود في وجه آلة الحرب الصهيونية وكذلك بإصرار على تسجيل نقاط ثمينة في حرب الإرادات التي يخوضها مع الصهاينة.
فقد كثّف الصهاينة في الفترة الأخيرة وتائر عدوانهم على الفلسطينيين... وسجّلت مدن وقرى الضفة جرائم حرب يفترض أن تهز ضمير العالم. كما صعدوا في وتائر الاعتداءات الهمجية المتكررة على المسجد الأقصى في مسعى مكشوف لفرض أمر واقع جديد تكسر بمقتضاه حرمة هذا المعلم الديني الذي يعتبره المسلمون أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين... ولأن الصهاينة يدركون أن القدس عموما والأقصى خصوصا هي أبرز عناوين الصراع فقد أطلقوا قطعان المستوطنين يعربدون ويمعنون في استفزاز مشاعر المسلمين في فلسطين والعالم... وذلك في إطار مسعى مدروس لاستدراج الفلسطينيين إلى ردّ الفعل بما يوفر مناخات ملائمة لتحرك الآلة العسكرية الصهيونية للمضي قدما في إنجاز مخططات تهدف في الأخير إلى تهويد المعالم الإسلامية والمسيحية في سياق التمهيد لتهويد الأرض وفرض «يهودية دولة إسرائيل» على أرض الواقع.
ولدعم قبضته الحديدية على الضفة الغربية وبغية تسجيل نقاط في صراع الإرادات فقد عمد الصهاينة إلى إطلاق مناورات شهر الحرب (أسموها عربات النار) في مسعى مكشوف لتوجيه رسائل إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته وإلى معسكر المقاومة بصفة عامة... لكن الصهاينة ينسون وسط كل هذا أن شعبا يدافع عن أرضه وعن عرضه وعن حقوقه الوطنية السليبة لن يركع أمام جبروت أي آلة عسكرية. والمتابع للأحداث يلحظ بالعين المجرّدة أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة جاهزان لرفع التحدي وتوجيه صفعة جديدة للاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة ويظن خطأ أن الوضع العربي المتردي وتعمد بعض «عرب الجغرافيا» التطبيع معه يشكلان فرصة مواتية للاستفراد بأبناء الشعب الفلسطيني وتصفية قضيتهم العادلة بالاعتماد على القوة الغاشمة.
فات الجميع أن صمود «شعب الجبارين» سوف يعري كل عورات التخاذل العربي كما سوف يعري قبح وشراسة آلة الحرب الصهيونية التي لن تتمكن من مداراة جرائمها ضد الإنسانية ولن تفلت من العقاب إلى ما لا نهاية.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك