كلام... في «جرائم الحرب» الأمريكية والصهيونية !

كلام... في «جرائم الحرب» الأمريكية والصهيونية !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/04/06

تقيم الادارة الأمريكية ومعها جوقتها الغربية الدنيا هذه الأيام ولا تقعدها .. والسبب ما تصفه بـ«جرائم الحرب» البشعة المزعومة التي يرتكبها الرئيس الروسي في أوكرانيا. تهمة كانت كافية للرئيس الأمريكي لإصدار حكم بات يصف الرئيس الروسي بـ«مجرم الحرب».. هكذا دون تحقيقات محايدة ودون تدخل الهياكل الأممية الانسانية والحقوقية المعنية بالتحقيق والتدقيق في جرائم الحرب والمخولة دون غيرها بتوصيف الوقائع وتوجيه التهم.. فهل ان ضمير الادارة الأمريكية وضمائر الحكومات الغربية قد صحيت وباتت ترفض كل تجاوز في حق الشعوب زمن الحرب أم انها ازدواجية المكاييل ولعبة المصالح التي تجعل من هذه التجاوزات أداة لخدمة الأهداف الغربية ومطية يتم ركوبها لترهيب الخصوم والأعداء؟
مردّ هذا السؤال هو ان هذا «الحزم» الغربي في التعاطي مع تداعيات التدخل الروسي في أوكرانيا يقابله صمت قاتل ولامبالاة محيّرة حين يتعلق الأمر بالمجازر التي تتعرض لها شعوب عربية لم تجف دماؤها بعد.. فالشعب العراقي الصابر سبق وتعرّض سنة 2003 لغزو أمريكي وحشي... غزو سبقه حصار شامل تواصل طيلة 12 سنة وحرم شعبا بأكمله من الغذاء والدواء وحرم التلاميذ حتى من أقلام الرصاص بذريعة أن المادة التي تحتويها يمكن أن تدخل في تصنيع أسلحة الدمار الشامل. ومازالت ذاكرة الشعب العراقي ومعها ذاكرة الشعوب العربية تحفظ أن حصار أمريكا وغزوها للعراق خلّفا أزيد من مليون شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمرضى. ومع ذلك فإننا لم نرَ الإدارة الأمريكية التي تتباكى الآن وتسارع إلى اتهام روسيا بارتكاب جرائم الحرب يرف لها جفن بسبب المجازر المروعة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في بلاد الرافدين. ومأساة قصف ملجأ العامرية مثلا لا تزال حاضرة في الأذهان وهي المجزرة التي قطف فيها صاروح أمريكي مئات الأطفال والنساء والشيوخ الذين كانوا يختبئون من وحشية القصف الأمريكي «الديمقراطي جدا والانساني جدا».. كما لا يزال حاضرا في أذهان العرب وفي ضمير الانسانية ذلك التصريح الصادم الذي أطقته مادلين أولبرايت حين برّرت قتل آلاف الأطفال العراقيين في سبيل «تحرير العراق».
ذاكرة الشعب الفلسطيني ومعها ذاكرة الشعوب العربية مازالت تحفظ «إبداعات» عصابات «الهاغانا والارغون» وما اقترفته من مجازر وما زرعته من رعب وترهيب في أوساط الشعب الفلسطيني في ثلاثينيات القرن الماضي لدفعه إلى الهروب من فلسطين لتستوي كذبة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» التي أطلقه الصهاينة والغرب لتسهيل وتبرير توطين الصهاينة في الأراضي الفلسطينية. الذاكرة مازالت تحفظ أيضا جرائم صبرا وشاتيلا والحرم الابراهيمي وكذلك جرائم قصف الآمنين في غزة وإبادة عائلات بأسرها وتسوية عمارات شاهقة بالتراب من طرف الجيش الصهيوني «الديمقراطي جدا» وباني «الدولة الديمقراطية الوحيدة» في الشرق الأوسط.. وماتزال جرائم «الجيش متواصلة ومع ذلك فإنها تقابل بالصمت الأمريكي والغربي المريب والعجيب ولا تستفز الضمائر المستترة ولا تفضي حتى إلى وصم الصهاينة بمجرمي حرب مع ان التوصيف ينطبق بالكامل على أفعالهم ضد الشعب الفلسطيني.
إذا كان المبدأ هو المبدأ.. وإذا كانت القيم هي القيم في كونيتها وفي شموليتها فإنه يجب غليها فورا من ازدواجية المكاييل والموازين. كما يجب تخليصها فورا من بورصات ومن مزادات المصالح والسياسة حتى تتحول إلى أسس صلبة للعلاقات الدولية وحتى لا تكون سيفا مسلطا هنا.. وبردا وسلاما هناك.. كما يحدث مع فظاعات وجرائم أمريكا والصهاينة.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك