مع الشروق ..صوم .. وصيام
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/04/04
بابتهاج المسلمين التواقين إلى شهر خير من ألف شهر، استقبلنا شهر الصيام وتجديد الإيمان رغم الظروف السياسية والاجتماعية "المتلاطمة" بأحداث يأفل معها خشوع المصلي وينسى معها الصائم نية الصيام ..
في مقصده العام هو شهر العمل والجد والكد ، وهو عند بعض " الصائمين " شهر الكسل والنوم و"ارجع غدوة " ..شهر التبذير وشهوات البطن والرغبة في المضاربة والاحتكار ورمي بعرض الحائط بالحملات التي تشن على اليمين واليسار..
عادات غريبة ألفناها عن معاني شهر التوبة وتجديد الإيمان هذا،..عادات لا يمكن عدها وحصرها مادام المخيال الشعبي أبدع في تركيبتها وصنع تراكماتها حتى ينسى البعض النية في الصيام ويستحضر النية في القيام ، لا القيام ليلا للصلاة والعبادة والتهجد ، بل قيام النهار والليل للاحتكار والمضاربة وامتصاص دم أجساد فقدت دماءها بارتفاع تكلفة العيش وضعف المقدرة الشرائية ..
مقدرة شرائية مهترئة لكنها نجحت بمفارقة عجيبة في تخطي الصعاب فأفرغت المغازات والفضاءات التجارية وحولت مطابخ المنازل إلى مخازن لا تنقصها إلا فرق المراقبة لتسجيل محاضر اللهفة والاحتكار..
نشط المحتكرون واستفاق من كان يتهيأ منهم لشهر خير من ألف شهر في المضاربة وترويج المجمد والفاسد والقديم لربح وفير على حساب الفقراء والمساكين الجائعين، والملهوفين على موائد فاخرة أكثر من نصفها يلقى طريقه خارج "سلات" البطون ..
تتعطل المصالح المعطلة أصلا ، ويغيب الموظف ويستقبلك الحاضر في الإدارة بوجه مصفر ليكرر على مسامعك " ارجع غدوة " ..وتعود غدا وبعد غد وربما حتى ليلة العيد فتجد صاحبك وقد ازداد اصفرارا واصرارا على انه صائم ومتى استقام مع الصيام عمل ؟.
ولأنه شهر التسامح والتحابب ، قل الخصام في الأسواق والطرقات والبيوت ، لكنه ارتفع في صفحات الفايسبوك وغاب لفظ " اللهم إني صائم " ليصبح اللهم "إني قائم" لكني لا أصوم عن فحش الكلام والعراك والسباب ففي قلبي خشوع " حشيشة الكراسي " التي لا سلطان عليها..
ويحل موعد الإفطار ، فتتهيأ الموائد وتزدحم الأطباق ليبقى أغلبها ينتظر صائما قائما لوجه الله ، سرعان ما يغادر البيت لا لصلاة التراويح ، بل لأقرب مقهى لاحتساء كأس شاي أو قهوة سريعة لتعديل الأوتار أو للعب القمار..
يرفع أذان العشاء فتعمر بيوت الرحمان بالمصلين الخاشعين المتلهفين إلى شيخ وقور يلقي درسا قديما في "الماء الطاهر والطهور".. ويطلب من "مريديه" تجديد الإيمان الذي يبلى كما يبلى الثوب لكن درس شيخنا الذي يلقيه في كل رمضان لا يبلى ...لأنه "مواكب" للعصر ومستحضر للمتغيرات التي ابتلعت مفاهيم شهر الصيام..
الصيام في معانيه السامية ليس الإحساس بالجوع وكبح الشهوات ، وإلا لما عد الفقير صائما على مدار العام ونال ثواب الصائمين حتى وان أفطر، بل الصيام موعد سنوي متجدد مع الله في كل اللحظات والزوايا ، في الأسواق والإدارة ومجالس الأحزاب وصفحات الفايسبوك التي ما صفدت شياطينها في شهر الصيام هذا.
الكلام كثير ، لكني أخشى من اللغو في شهر الصوم والصيام ..سأصوم عن الكلام وأختم لأقول : اللهم جدد الإيمان في نفوسنا وأصلح مفاهيمنا وتجاوز أخطاءنا في تغيير مقاصد صيام شهر كتب علينا وعلى الذين من قبلنا..فزغنا عنه وعنهم
راشد شعور
بابتهاج المسلمين التواقين إلى شهر خير من ألف شهر، استقبلنا شهر الصيام وتجديد الإيمان رغم الظروف السياسية والاجتماعية "المتلاطمة" بأحداث يأفل معها خشوع المصلي وينسى معها الصائم نية الصيام ..
في مقصده العام هو شهر العمل والجد والكد ، وهو عند بعض " الصائمين " شهر الكسل والنوم و"ارجع غدوة " ..شهر التبذير وشهوات البطن والرغبة في المضاربة والاحتكار ورمي بعرض الحائط بالحملات التي تشن على اليمين واليسار..
عادات غريبة ألفناها عن معاني شهر التوبة وتجديد الإيمان هذا،..عادات لا يمكن عدها وحصرها مادام المخيال الشعبي أبدع في تركيبتها وصنع تراكماتها حتى ينسى البعض النية في الصيام ويستحضر النية في القيام ، لا القيام ليلا للصلاة والعبادة والتهجد ، بل قيام النهار والليل للاحتكار والمضاربة وامتصاص دم أجساد فقدت دماءها بارتفاع تكلفة العيش وضعف المقدرة الشرائية ..
مقدرة شرائية مهترئة لكنها نجحت بمفارقة عجيبة في تخطي الصعاب فأفرغت المغازات والفضاءات التجارية وحولت مطابخ المنازل إلى مخازن لا تنقصها إلا فرق المراقبة لتسجيل محاضر اللهفة والاحتكار..
نشط المحتكرون واستفاق من كان يتهيأ منهم لشهر خير من ألف شهر في المضاربة وترويج المجمد والفاسد والقديم لربح وفير على حساب الفقراء والمساكين الجائعين، والملهوفين على موائد فاخرة أكثر من نصفها يلقى طريقه خارج "سلات" البطون ..
تتعطل المصالح المعطلة أصلا ، ويغيب الموظف ويستقبلك الحاضر في الإدارة بوجه مصفر ليكرر على مسامعك " ارجع غدوة " ..وتعود غدا وبعد غد وربما حتى ليلة العيد فتجد صاحبك وقد ازداد اصفرارا واصرارا على انه صائم ومتى استقام مع الصيام عمل ؟.
ولأنه شهر التسامح والتحابب ، قل الخصام في الأسواق والطرقات والبيوت ، لكنه ارتفع في صفحات الفايسبوك وغاب لفظ " اللهم إني صائم " ليصبح اللهم "إني قائم" لكني لا أصوم عن فحش الكلام والعراك والسباب ففي قلبي خشوع " حشيشة الكراسي " التي لا سلطان عليها..
ويحل موعد الإفطار ، فتتهيأ الموائد وتزدحم الأطباق ليبقى أغلبها ينتظر صائما قائما لوجه الله ، سرعان ما يغادر البيت لا لصلاة التراويح ، بل لأقرب مقهى لاحتساء كأس شاي أو قهوة سريعة لتعديل الأوتار أو للعب القمار..
يرفع أذان العشاء فتعمر بيوت الرحمان بالمصلين الخاشعين المتلهفين إلى شيخ وقور يلقي درسا قديما في "الماء الطاهر والطهور".. ويطلب من "مريديه" تجديد الإيمان الذي يبلى كما يبلى الثوب لكن درس شيخنا الذي يلقيه في كل رمضان لا يبلى ...لأنه "مواكب" للعصر ومستحضر للمتغيرات التي ابتلعت مفاهيم شهر الصيام..
الصيام في معانيه السامية ليس الإحساس بالجوع وكبح الشهوات ، وإلا لما عد الفقير صائما على مدار العام ونال ثواب الصائمين حتى وان أفطر، بل الصيام موعد سنوي متجدد مع الله في كل اللحظات والزوايا ، في الأسواق والإدارة ومجالس الأحزاب وصفحات الفايسبوك التي ما صفدت شياطينها في شهر الصيام هذا.
الكلام كثير ، لكني أخشى من اللغو في شهر الصوم والصيام ..سأصوم عن الكلام وأختم لأقول : اللهم جدد الإيمان في نفوسنا وأصلح مفاهيمنا وتجاوز أخطاءنا في تغيير مقاصد صيام شهر كتب علينا وعلى الذين من قبلنا..فزغنا عنه وعنهم
راشد شعور
