مع الشروق.. نجحنا في إجلائهم... فهل ننجح في إنقاذهم ؟

مع الشروق.. نجحنا في إجلائهم... فهل ننجح في إنقاذهم ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/21

بالتوازي مع الإجماع الحاصل حول مجهودات السلطات التونسية الكبيرة في إجلاء رعايانا من دولة أوكرانيا ، كشفت حادثة جوازات السفر المحجوزة معاناة الطالب التونسي الذي استقر رأيه على مواصلة دراسته خارج حدود الوطن ..
ودون الدخول في تفاصيل قد لا تساهم إلا في سكب الزيت على النار في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها جاليتنا في مواقع النار ، يعاني طلبتنا الأمرين في الغربة من أجل شهادة جامعية عليا يقتحمون بها سوق الشغل من الباب الكبير ..
عدد طلبتنا في الخارج متغير من سنة إلى أخرى ،  ويخضع في جزء منه إلى الاتفاقيات الوطنية مع البلدان الشقيقة والصديقة ، كما يخضع إلى ميولات عدد من طلبتنا لعدة أسباب بعضها مرتبط بالتوجيه الجامعي في حد ذاته ، وبعضها الآخر مرتبط برغبة عدد من طلبتنا في التوجه إلى الخارج مهما كان الاختصاص ..
ومهما كان السبب ، يغادر سنويا المئات من طلبتنا وطنهم تونس في اتجاه فرنسا أو ألمانيا أو روسيا وأوكرانيا ورومانيا وغيرها من الدول التي توفر إمكانية الدراسة في جامعاتها ، ويفارق "ابن العشرين" عموما دفء العائلة بحثا عن آفاق دراسية ومهنية أوسع وأرحب.
ما حصل في هذه الفترة مع طلبتنا في مناطق النزاع الروسية الأوكرانية ، يجعلنا نفتح باب التوجيه الجامعي واختصاصاته على مصراعيه ، ويصارح الجامعيون والمسؤولون عن الدراسة الجامعية أنفسهم لفك "طلاسم" الأسباب الحقيقية لهجرة الطلبة التونسيين وهم في خطواتهم الجامعية الأولى.
لكن قبل ذلك ، ما مصير طلبتنا الذين غادروا أوكرانيا أو روسيا خوفا على حياتهم ؟ ..بعضهم شق طريقه إلى دول أوروبية شرقية أو غربية أخرى رافضا العودة ، وبعضهم الآخر عاد إلى تونس ليقتل حلما كان قد بناه ربما لسنوات..
تونس ، التي نجحت في إجلاء طلبتها بشكل يشهد بنجاعته الجميع ، عليها أن تفكر في مصير هؤلاء وخاصة منهم الراغبين في مواصلة التعليم في بلدهم الأصل ، فمنذ سنوات ليست بالبعيدة (3 سنوات تقريبا) ، كان ترسيم سابقيهم وإدماجهم من جديد ممكن ، لكن ودون سابق إعلام وفي غفلة من الجميع ، أغلق باب "الإدماج" لطلبتنا الدارسين لبعض السنوات بالخارج في اختصاصات الهندسة والطب إجمالا .
عدد العائدين منهم إلى تونس في هذه  الفترة قد لا يتجاوز المئات ، وإمكانية  توزيعهم - بعد التثبت من مستواهم ودراجاتهم العلمية - على جامعاتنا وكلياتنا ومدارسنا العليا التونسية التي تتجاوز في عددها المئات قد يحقق المراد ويطفئ نيران تشتعل في نفوس البعض من شبابنا ، فتونس التي نجحت في إجلائهم رغم دقة الوضع ، عليها اليوم أن تنجح في إدماجهم لضمان مستقبلهم المجهول حاليا ..  
راشد شعور    
 

تعليقات الفيسبوك