مع الشروق.. بوتين وأهدافه في الحرب الأوكرانية

مع الشروق.. بوتين وأهدافه في الحرب الأوكرانية

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/02

«عملياتنا العسكرية في أوكرانيا مستمرة حتى تتحقق أهدافها"، هكذا تقول موسكو بوتين منذ بدء عمليتها العسكرية ضدّ أوكرانيا الخميس الماضي، والسؤال هو ماهي هذه الأهداف التي يريد بوتين تحديدا تحقيقها؟
لا شكّ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "العبقري والذكي" كما يصفه حتى ألد خصومه، ضبط كل حساباته ورسم كل أهدافه بدقة وحدّد جيّدا تبعات ذلك  من عقوبات وحرب غربية على جميع الأصعدة ضدّ بلده.
فبوتين الذي قال إنه لم يبق أمامه من خيار سوى الحرب بسبب اهمال الغرب للضمانات الأمنية التي تطالب بها بلاده، عازم على افتكاك هذه الضمانات بسواعد قواته المنتشرة في الأراضي الأوكرانية.
ولعلّ من يأتي على رأس قائمة الأهداف التي رسمها بوتين لقواته ،هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ونظامه "المعادي لموسكو" والذي تريد روسيا الاطاحة به وتعتبره "دمية الغرب هناك".
فبالنسبة لموسكو الإطاحة بما تسميه "رأس الأفعى" (النظام الأوكراني)، يعني الاطاحة بطلب أوكرانيا في الارتماء في أحضان "الناتو" وترسيم نظام جديد يكون محايدا على أقل تقدير.
وتحقيق هذا الهدف مرتبط أساسا بالسيطرة على العاصمة كييف مركز السلطة الأوكرانية، حيث أن سقوطها لا يعني اسقاط النظام فحسب بل إنها ستكون ورقة رابحة في اي مفاوضات مستقبلية مع الغرب.
أما الهدف الثاني لسيّد الكرملين، وعلى عكس ما تذهب إليه  الأغلبية من نيّة روسية في احتلال كل أوكرانيا، فهو بسط السيطرة أساسا على الشرق الأوكراني الى حدود نهر دنيبرو لتأمين الجمهوريتين اللتين أعلنتا استقلالهما.
فروسيا تعلم جيّدا أن أوكرانيا ومن ورائها القوى الغربية لن تتخلى أبدا عن دونيتسك ولوغانسك وإقليم الدونباس ككل وأنها ستسعى جاهدة لاستردادهما الى طاعتها إن آجلا أو عاجلا وبالسياسة أو بالقوة.
لذلك تريد موسكو الذهاب داخل الأراضي الاوكرانية أبعد مما يسيطر عليه الانفصاليون التابعون لها في دونيتسك ولوغانسك، وهي بذلك تريد رسم منطقة عازلة بينها وبين أوكرانيا والغرب.
وحسب ظروف سير هذه الأهداف، سيحدّد بوتين لاحقا إن كان سيكمل السيطرة على الغرب الأوكراني أو لا، وذلك وفق طبيعة الصراع مع الغرب في ظلّ العقوبات التاريخية على موسكو.
من جهة أخرى وعلى عكس ما يصوّره الإعلام الغربي من فشل روسي في السيطرة على العاصمة كييف- التي تبقى هدفا لبوتين- فإن حربا سرّية أخرى تديرها روسيا في الأراضي الأوكرانية وهي تدمير قواعد عسكرية سرية قيد الإنشاء تابعة لحلف "الناتو".
وهذا هو الهدف الثالث لبوتين من العملية العسكرية، فطيلة الأيام الماضية من العملية العسكرية تركّز موسكو بشكل رئيسي على تدمير البنى التحتية العسكرية التي تعتبرها تهديدا مباشرا لها.
قد تكون تكلفة تحقيق هذه الأهداف مجتمعة باهظة الثمن لموسكو، ولكن من درس شخصية  بوتين يعرف جيّدا أنه نادرا ما يتراجع كما نادرا ما ينهزم وهو الذي يعرف أن لا شيء باهظا أكثر من حشر روسيا في الزاوية وبخسها حقّها في أن تكون قوة عظمى رائدةفي عالم متعدد الأقطاب.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك