معركتنا مع الإسلام السياسي هي معركة تحرير وطني من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية
تاريخ النشر : 18:55 - 2022/02/22
يقول منظر الإخوان و كاتب دستور الإرهابيين سيد قطب في كتابه معالم في الطريق في صفحته السادسة " وجود الأمة المسلمة يعتبر قد إنقطع منذ قرون كثيرة و لابد من إعادة وجود هذه الأمة ..." و هذا الكلام يعتبر خطيرا من ناحية أنه تكفير للمجتمع العربي اليوم و ضرب للوحدة التركيبية للنسيج الإجتماعي .
و بعد الثورة التونسية إستلهمت حركة النهضة من تراثها و أدبياتها الفكرية مثل هذه المقولات التكفيرية الخطيرة و ما تصريح حمادي الجبالي حينها بإعادة الخلافة السادسة و بناء معالمها على حساب الدولة الوطنية التونسية في إشارة منه لعقيدة الحركة التكفيرية و نظرتها الحقيقية للمجتمع التونسي غير المسلم في نظرهم و محاولتهم ضرب الوحدة المجتمعية من خلال الخطاب الديني المتعصب و الرافض للآخر المختلف و الأخطر من هذا كله هو تمهيد الحركة لإقامة الخلافة الإخوانية المزعومة التي تكون فيها قراءة المقدس من زاوية واحدة و ذات تأويل واحد يكون قد فهمه رجل دين واحد و بالتالي يكون فيه الفن حرام و المسرح و الأدب و التمثيل و الغناء و كل مجالات الإبداع و هو ما يعني ضرب الدولة الوطنية المتعددة و التي تحتوي كل أطياف المجتمع بكل ألوانه الفكرية و الإعتقادية .
وهو عكس ما دفع الشعب التونسي دمه دونه منذ الإستقلال و بناء الدولة و تحديث المجتمع و المراهنة على العقل التونسي المبدع و المفكر فأنجب لنا محمود المسعدي و مصطفى خريف ويوسف الصديق و سليم دولة و عميد المفكرين هشام جعيط سليل الشيخ جعيط صاحب مسودة مجلة الأحوال الشخصية الرائدة و التقدمية في منحها لحقوق المرأة .
أما بعد ثورة الياسمين و بعد الإتيان بجماعة الإخوان المسلمين التكفيرية التي استحضرت جوهر الصراع الحضاري و التاريخي القديم المتجدد ، صراع الظلامية ضد التقدمية صراع الفكر ضد الدوغمائية إنه صراع العقلانية ضد الرجعية ،
صراع خطه الحلاج و بن رشد و بن سينا و الفارابي ضد غلاة التكفير منذ ظهورهم في أربعينات القرن الأول للهجرة و ضد أفراخهم من الوهابية .
وهو ما جعلت حركة النهضة تسعى جاهدة لإعادة بناء المجتمع التونسي محاولة بذلك أخونته و أفغنته ففتحت المساجد للسلفية الجهادية وهي جناحها العسكري لبث فكرة الطاغوت و التي إستعملها أخيرا راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإرهابية في تأبينه للفقيد رضا بوزيان وهو ما يعكس أن تونس ما بعد 25 جويلية و المسار التصحيحي . وهو ما يعني بالضرورة أن الدولة ككيان حرام شرعا و لا يجوز التعامل معها و هو ما سعت له حركة النهضة عبر إعادة بناء العقل التونسي و برمجته على التكفير من خلال إستقدام شيوخ الوهابية لتونس و تغاضيهم عن الإرهاب الذي راح ضحيته الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي و أبناءنا من المؤسستين العسكرية و الأمنية و محاولاتهم التمكين لهم داخل مؤسسات الدولة فكان منصف المرزوقي يستقبل شيوخا للسلفية في قصر قرطاج يحاضرون عن معنى السلف و عن فهم السلف للخلافة التي لو صلحت لما إنقطت .
ثم هل ننسى وعود راشد الغنوشي لشيوخ الإرهاب الذين يفكرونه بشبابه أنه في حال تمكنه من الجيش و الشرطة اللذين هما بيد العلمانيين سيعلن دولة للخلافة ،
و لكن مع ذلك كان الشعب التونسي صامدا محافظا على هويته رغم الأخونه و الأفغنة وكان مدافعا و منافحا عن الدولة المدنية الوطنية التي يقول عنها فرج فودة أنه بفضل المدنية يتكلم الإسلاميين أحرارا و قد تجلى ذلك في الملحمة البطولية و الأسطورية لشعبنا في بن قردان الذي تصدى ببسالة لمحاولة إقامة دولة الخلافة و الإمارة . وهو ما يجعلنا نعي فعلا أن معكرتنا اليوم هي معركة على هوية الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحتوي و تستوعب كل أطياف المجتمع و تضمن حرية الرأي و الفكر و الضمير و علوية القانون و سيادة الدستور و ليس رأي شيخ الحركة و مفتيها أو رجال دين متطرفين بالزمان و المكان .
ختاما أقول أن صراعنا اليوم و معركتنا هي معركة إثبات وجود فعلي لقوى حية وطنية تقاوم دون المشاريع الرجعية و الظلامية و لئن كان قدرنا اليوم هو خوض صراع المحافظة على مدنية الدولة فنحن أهلها و لها .

يقول منظر الإخوان و كاتب دستور الإرهابيين سيد قطب في كتابه معالم في الطريق في صفحته السادسة " وجود الأمة المسلمة يعتبر قد إنقطع منذ قرون كثيرة و لابد من إعادة وجود هذه الأمة ..." و هذا الكلام يعتبر خطيرا من ناحية أنه تكفير للمجتمع العربي اليوم و ضرب للوحدة التركيبية للنسيج الإجتماعي .
و بعد الثورة التونسية إستلهمت حركة النهضة من تراثها و أدبياتها الفكرية مثل هذه المقولات التكفيرية الخطيرة و ما تصريح حمادي الجبالي حينها بإعادة الخلافة السادسة و بناء معالمها على حساب الدولة الوطنية التونسية في إشارة منه لعقيدة الحركة التكفيرية و نظرتها الحقيقية للمجتمع التونسي غير المسلم في نظرهم و محاولتهم ضرب الوحدة المجتمعية من خلال الخطاب الديني المتعصب و الرافض للآخر المختلف و الأخطر من هذا كله هو تمهيد الحركة لإقامة الخلافة الإخوانية المزعومة التي تكون فيها قراءة المقدس من زاوية واحدة و ذات تأويل واحد يكون قد فهمه رجل دين واحد و بالتالي يكون فيه الفن حرام و المسرح و الأدب و التمثيل و الغناء و كل مجالات الإبداع و هو ما يعني ضرب الدولة الوطنية المتعددة و التي تحتوي كل أطياف المجتمع بكل ألوانه الفكرية و الإعتقادية .
وهو عكس ما دفع الشعب التونسي دمه دونه منذ الإستقلال و بناء الدولة و تحديث المجتمع و المراهنة على العقل التونسي المبدع و المفكر فأنجب لنا محمود المسعدي و مصطفى خريف ويوسف الصديق و سليم دولة و عميد المفكرين هشام جعيط سليل الشيخ جعيط صاحب مسودة مجلة الأحوال الشخصية الرائدة و التقدمية في منحها لحقوق المرأة .
أما بعد ثورة الياسمين و بعد الإتيان بجماعة الإخوان المسلمين التكفيرية التي استحضرت جوهر الصراع الحضاري و التاريخي القديم المتجدد ، صراع الظلامية ضد التقدمية صراع الفكر ضد الدوغمائية إنه صراع العقلانية ضد الرجعية ،
صراع خطه الحلاج و بن رشد و بن سينا و الفارابي ضد غلاة التكفير منذ ظهورهم في أربعينات القرن الأول للهجرة و ضد أفراخهم من الوهابية .
وهو ما جعلت حركة النهضة تسعى جاهدة لإعادة بناء المجتمع التونسي محاولة بذلك أخونته و أفغنته ففتحت المساجد للسلفية الجهادية وهي جناحها العسكري لبث فكرة الطاغوت و التي إستعملها أخيرا راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإرهابية في تأبينه للفقيد رضا بوزيان وهو ما يعكس أن تونس ما بعد 25 جويلية و المسار التصحيحي . وهو ما يعني بالضرورة أن الدولة ككيان حرام شرعا و لا يجوز التعامل معها و هو ما سعت له حركة النهضة عبر إعادة بناء العقل التونسي و برمجته على التكفير من خلال إستقدام شيوخ الوهابية لتونس و تغاضيهم عن الإرهاب الذي راح ضحيته الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي و أبناءنا من المؤسستين العسكرية و الأمنية و محاولاتهم التمكين لهم داخل مؤسسات الدولة فكان منصف المرزوقي يستقبل شيوخا للسلفية في قصر قرطاج يحاضرون عن معنى السلف و عن فهم السلف للخلافة التي لو صلحت لما إنقطت .
ثم هل ننسى وعود راشد الغنوشي لشيوخ الإرهاب الذين يفكرونه بشبابه أنه في حال تمكنه من الجيش و الشرطة اللذين هما بيد العلمانيين سيعلن دولة للخلافة ،
و لكن مع ذلك كان الشعب التونسي صامدا محافظا على هويته رغم الأخونه و الأفغنة وكان مدافعا و منافحا عن الدولة المدنية الوطنية التي يقول عنها فرج فودة أنه بفضل المدنية يتكلم الإسلاميين أحرارا و قد تجلى ذلك في الملحمة البطولية و الأسطورية لشعبنا في بن قردان الذي تصدى ببسالة لمحاولة إقامة دولة الخلافة و الإمارة . وهو ما يجعلنا نعي فعلا أن معكرتنا اليوم هي معركة على هوية الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحتوي و تستوعب كل أطياف المجتمع و تضمن حرية الرأي و الفكر و الضمير و علوية القانون و سيادة الدستور و ليس رأي شيخ الحركة و مفتيها أو رجال دين متطرفين بالزمان و المكان .
ختاما أقول أن صراعنا اليوم و معركتنا هي معركة إثبات وجود فعلي لقوى حية وطنية تقاوم دون المشاريع الرجعية و الظلامية و لئن كان قدرنا اليوم هو خوض صراع المحافظة على مدنية الدولة فنحن أهلها و لها .