مع الشروق..الهــــروب... يتواصـــــل...

مع الشروق..الهــــروب... يتواصـــــل...

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/02/12

…في تسع سنوات فقط هاجر أكثر من 30 الف مهندس تونسي وحسب احصائيات دقيقة وشبه رسمية فإن حوالي 80 بالمائة من الأطباء الشبان غادروا تونس خلال الثلاث سنوات الإخيرة نحو الدول الأوربية ودول الخليج العربي.
الأمر لايقتصر فقط على هؤلاء بل أن عدد كبير من الجامعيين والباحثين غادروا تونس وهم الآن يعملون في أعرق جامعات العالم …
وفي العشر سنوات الأخيرة هاجر من تونس آلاف الشبان العاطلين عن العمل لكنهم من الحرفيين والفنيين المتكونين والذين ظلوا لسنوات دون عمل ومثلهم هاجر الاف الطلبة لمواصلة دراستهم في الجامعات الاوربية والأمريكية والكندية ومن المعلوم أنهم لن يعودوا الى تونس بعد انتهاء دراستهم.
للاسف طيلة العشر سنوات الماضية الدولة أهملت اهتمامها بقضية هروب الأدمغة حتى أن تونس سبقت سوريا التي تعاني من الحرب والدمار في هجرة الأطباء والمهندسين والفنيين والجامعيين والعمال الحرفيين مما يجعلنا نطلق صيحة فزع كبيرة …
تدفع المجموعة الوطنية المليارات سنويا من أجل تكوين الأطباء والمهندسين لتستفيد منهم بعد ذلك البلدان المتقدمة ، مستشفياتنا تعاني من نقص الأطباء ومؤسساتنا تشكوا ضعف نسبة التأطير بسبب نقص عدد المهندسين لكن الدولة لازالت تصر على غلق باب الإنتداب وفرص العمل أمام كل خريجي الجامعات الذين أصبح أملهم الوحيد هو الهروب والهجرة الى أوطان أخرى فتحت أبوابها لهم.
هجرة الأدمغة وخريجي الجامعات التونسية يجب أن تتحول الان الى قضية أمن قومي ويجب أن يتم أتخاذ قرارات حاسمة تمنع هذا النزيف الذي قد يتواصل فتكون الكارثة في المستقبل…
قد يأتي يوما تكون مستشفياتنا دون أطباء وتكون مصانعنا دون عمال ودون فنيين ودون مهندسين وقد نضطر الى انتداب أجانب للعمل بعد أن فرطنا في خبراتنا …
خلال الأيام القليلة الماضية شهد مطار قرطاج هجرة جماعية لأكثر من 20 فنيا ساميا في التبنيج في حين تعاني مستشفياتنا من النقص في هذا الاختصاص وبعض هولاء المهاجرين عملوا خلال أزمة الكوفيد في المستشفيات العمومية لكن الى حد هجرتهم وهروبهم لم يتحصلوا على مستحقاتهم المالية البسيطة…
الحكومات المتعاقبة على حكم تونس تونس تتحمل المسؤولية كاملة فهناك اليوم توقعات تشير الى امكانية أن يهاجر خلال سنة 2022 الجارية أكثر من 2500 طبيب تونسي وهو ما يجعل القطاع الصحي في تونس أزمة كبيرة خاصة في الولايات الداخلية التي تعاني من التهميش والحرمان ويضطر سكانها الى التنقل مئات الكيلومترات نحو العاصمة والمدن الساحلية طلبا للعلاج…
نضطر للسؤال ماذا فعلت الدولة كيف تحافظ على هذه الكفاءات ، لاشيء لم تحرك الدولة ساكنا حين قرر عميد كلية الطب الهجرة الى كندا ، مر الخبر مرور الكرام لا وزير الصحة والوزير التعليم العالي انتبها الى الأمر على ما يبدو الجميع في تونس مشغولا بالسياسة وبالصراعات والخلافات ونسوا الوطن وتجاهلوا الشعب ….نحتاج اليوم الى التحرك لوقف هذا الهروب الكبير من الوطن ،حتما سنندم يوما …
سفيان الأسود
 

تعليقات الفيسبوك