مع الشروق .. مــن يصنــع الأزمــــة...

مع الشروق .. مــن يصنــع الأزمــــة...

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/02/05

منذ أيام وكل الولايات تعيش على وقع أزمة كبيرة ومتفشية بسبب نقص المواد الأساسية في المتاجر ولأول مرة تعيش الولايات والقرى والمدن على وقع أزمة في نقص الخبز في الوقت الذي يصنف فيه التونسيون أنهم من أكثر شعوب الأرض استهلاكا للخبز كما أننا التونسيين من أكثر الشعوب التي تلقي كل يوم أطنانا من الخبز في المزابل.
اليوم كل أجهزة الدولة مطالبة بالتحرك وبقوة من أجل إنهاء أزمة نقص المواد الأساسية والتي يتسبب فيها المحتكرون والمضاربون والعابثون بقوت الشعب …
على مدى أكثر من عشر سنوات يتواصل التنكيل بالتونسيين الذين يعيشون الأزمة تلو الأزمة وهذه المرة بلغ الأمر الى حد التهديد بالتجويع فالمواد الأساسية تهرب الى خارج الحدود ويتم إخفاؤها في المخازن مما أدى الى تعطل المخابز ودفع المواطنين الى الوقوف في الطوابير الطويلة للحصول على الخبز …
الدولة اليوم بحاجة الى وضع تشريعات جديدة تمنع الاحتكار والمضاربة بقوت الشعب وتحول دون التنكيل به كما حدث طيلة السنوات الأخيرة ، هذه المرة القرارات يجب أن تكون حازمة فلا يمكن أن يكون المهربون والمضاربون والمحتكرون أقوى من الدولة بكل أجهزتها الرقابية والأمنية والادارية …
هناك اليوم من يسعى الى إرباك الدولة وإضعافها وضربها في العمق عبر خلق الأزمات ودفع المواطنين الى الغضب والإحتجاج بسبب نقص المواد الأساسية …
على مدى سنوات عجزت كل الحكومات عن حل مشكل الزيت المدعم في الأسواق فحرم منه ضعاف الحال من التونسيين ورغم أن الدولة هي من يتولى توريد الزيت المدعم الا أن كل أجهزتها عجزت عن ضرب المحتكرين والمضاربين …
للأسف هناك في تونس قوى وأياد خفية تراهن على خلق الأزمات وعلى إنهاك الدولة وتدميرها وهناك من يساعد المحتكرين ،اليوم كميات كبيرة من الأدوية تهرب من تونس الى دول أخرى في حين يلهث التونسي المريض وراء الصيدليات للحصول على علبة دواء لمرض مزمن …
حماية الحدود مسؤولية الدولة ونجاح المهربين في مخططاتهم يعني وجود تقصير كبير على الحكومة أن تتدخل لمعالجته …
تجويع التونسيين وحرمانهم من قوتهم جريمة عظمى لا يجب أن تمر دون عقاب ، مسالك التوزيع في تونس ظلت هي المعضلة الأكبر بسبب الثغرات في التشريعات ووضعها على مقاس المحتكرين والمهربين والمضاربين ، ليس فقط المواطنون كانوا هم الضحية بل أيضا الفلاحون والمنتجون الذين يضطرون الى الخضوع الى سلطة المتحكمين في الأسواق ومسالك التوزيع.
أزمة الخبز في تونس يجب أن تنتهي ومعها تنتهي أزمة المواد الأساسية المفقودة في المتاجر وتنتهي أزمة فقدان الدواء في الصيدليات كما يجب أن تنتهي كل مظاهر التنكيل بالتونسيين…
سفيان الأسود
 

تعليقات الفيسبوك