مع الشروق.. بين إيران والكيان الصهيوني...هل اقتربت المواجهة؟

مع الشروق.. بين إيران والكيان الصهيوني...هل اقتربت المواجهة؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/12/28

قبل المواجهة الفعلية التي قد يدخل فيها الطرفان، تسيطر على الأجواء حرب أخرى كلامية بين الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا من جهة وطهران من جهة أخرى في ظلّ الفشل في التوصل الى اتفاق نووي جديد حتى الآن.
وبين التهديد والوعيد، تخوض طهران والكيان الصهيوني حربا اعلامية ونفسية شرسة يتبادل فيها الطرفان أشدّ أنواع التهديدات التي ربما تدخل في خانة دفع الطرفين لبعضهما البعض من أجل التنازل أو التراجع.
فبينما يهدّد الكيان الصهيوني ويعلن بدء التجهيز لعملية عسكرية ضدّ المنشآت النووية الايرانية على نفس طريقة تدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981 ربّما، تتوعّد طهران من جهتها بردّ ساحق وتعلن عن اجراء تدريبات على كيفية تدمير مفاعل ديمونة النووي.
ربّما يكون الكيان الصهيوني قد  دمّر المفاعل العراقي ومن بعده السوري (دير الزور عام 2007)، دون دفع أي ثمن ، لكن يبدو صعبا ومستحيلا في الآن ذاته اليوم استهداف وتدمير المفاعل النووي الايراني بضربة واحدة متعدّدة أولا وعدم دفع الثمن غاليا ثانيا.
لا ينسى الكيان الصهيوني أبدا أنه محاط بهلال صاروخي من اليمن الى غزة الى لبنان وسوريا، اضافة الى  الصواريخ الباليستية الايرانية القادرة على ضرب أي هدف في عمق الأراضي المحتلة.
لذلك تصبّ غالب تهديداته في خانة الضغط على طهران وعلى الأطراف المفاوضة بصفة عامة من أجل التنازل وإبرام اتفاق نووي جديد يحدّ من طموحاتها النووية، أكثر من كونها ستذهب في خيار المواجهة على أرض الواقع.
وما تسرّب من الجولة الثامنة من المفاوضات النووية الجارية في فيينا، يرجّح التوصل الى مسودة اتفاق  سيتم مناقشتها في الاجتماعات التي انطلقت أمس ويأمل المجتمع الدولي أن تصل الى اتفاق جديد يلتزم به الجميع.
لكن السؤال الأبرز المطروح هو ماذا لو رفض الكيان الصهيوني هذا الاتفاق الجديد ان توصّلت اليه الاطراف المجتمعة في فيينا؟  وهل يجرؤ على  الدخول في مواجهة عسكرية وحيدا مع طهران؟
الثابت أن الكيان الصهيوني لا يريد الدخول  منفردا في مواجهة عسكرية مدمرة مع طهران وحلفائها خاصة إذا ما تم التوصل الى اتفاق جديد نووي جديد وهو ما سيضعها في موقف محرج.
لذلك تريد جرّ أمريكا جرا الى المواجهة وقد أعلن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ذلك صراحة مؤخرا ، حيث قال "انّ الإسرائيليين مستعدّون لقتال إيران حتى آخر جندي أمريكي".
ربما قد تنجح في ذلك أو لا، ولكن على الطرف الآخر و اذا ما تهوّر الكيان الصهيوني فإن حلفاء طهران متعطّشون فعلا للمواجهة ويريدون حجب الشمس عن الأراضي المحتلة بصواريخهم التي تردعها "القبة الحديدية".
وهنا سيكون على الكيان الصهيوني معرفة الثمن الحقيقي للمواجهة التي لن تقتصر عن الهجوم الخارجي فحسب بل ستتوازى مع انتفاضة داخلية عارمة باعتبار أن الأوضاع الآن في الأراضي المحتلة على فوهة بركان.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك