عطش... في المدارس...

عطش... في المدارس...

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/09/18

قدم وزير التربية معطيات وأخبار سارة ومفرحة حول العودة المدرسية …وزار الوزير بعض المدارس مصحوبا بعناصر مسلحة دخلوا معه الى القاعات مما أثار الكثير من الاستهجان والغضب لكن لا أحد من المسؤولين الذين واكبوا العودة المدرسية والإنجازات التي تحققت تحدث عن 1200 مدرسة ابتدائية دون ماء ويعاني التلاميذ فيها على مدى يوم كامل من العطش، لا أحد تحدث عن مئات المدارس دون دورات مياه ودون أسوار تحميها من الحيوانات البرية المفترسة ومن الكلاب السائبة التي تتواجد حتى في المدن وشوارع العاصمة…
عودة مدرسية بطعم العطش في مئات المدارس التي تفتقد لأبسط المرافق بعد أكثر من نصف قرن من الإستقلال ….
لا أحد من المسؤولين الذين زاروا المدارس والمعاهد يوم العودة المدرسية تحدث عن الانقطاع عن التعليم وعن الاطفال الذين يغادرون المدرسة ويضطرون الى العمل في ظروف مهينة لمساعدة أسرهم …
تكشف الإحصائيات عن وجود أكثر من 170 ألف طفل سنه دون 17 عاما يعيلون أسرهم الفقيرة كل هذا يحدث في تونس ولا أحد يتحدث عن هذه المظاهر المزرية والتعيسة ….
لا اصلاح للتعليم في ظل انتشار الفقر والعطش وانقطاع الاف الأطفال عن التعليم سنويا …
عيب ان نتحدث عن الإنجازات واكثر من ألف مدرسة في مدن وقرى وأرياف تونس دون ماء ودون دورات مياه ودون أسوار تحميها …
لا أحد تحدث عن تلاميذ في المدارس والمعاهد دون مدرسين والوزارة ترفض الإنتداب وتعويض المتقاعدين من الإطار التربوي ومن العمال …
في إحدى قرى ولاية القيروان رفض الأولياء التحاق أبنائهم بالدراسة لأن المدرسة كل جدرانها وقاعاتها مهددة بالسقوط وفي حالة يرثى لها.
الوزارة التي تتشدق كل يوم بالنجاحات التي تحققها غفلت عن هذه المدرسة في ريف القيروان وعن غيرها من المدارس والمعاهد التي ظلت على حالها منذ تشييدها في السنوات الأولى للإستقلال…. المطلوب اليوم إيجاد حلول جذرية لمئات المدارس والمعاهد المتداعية للسقوط والتي تفتقد للمرافق وظروف الدراسة الملائمة، لن نتحدث عن عودة مدرسية ناجحة ومئات التلاميذ دون مدرسين ومدارس دون ماء ودون كهرباء ودون تجهيزات…
لن نتحدث عن عودة مدرسية ناجحة وآلاف التلاميذ يفشلون في دراستهم بسبب سوء التغذية …
إصلاح حال المدارس قبل الحديث عن اصلاح التعليم ….
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك