مع الشروق... حــــــرب... بـــلا قائــــــد!

مع الشروق... حــــــرب... بـــلا قائــــــد!

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/07/22

أثارت اقالة وزير الصحة العمومية الدكتور فوزي مهدي-المقال في الحقيقة للمرة الثانية منذ جانفي الماضي - الكثير من الجدل حول غياب خطة واضحة في مواجهة وباء كوفيد 19الذي حصد أرواح حوالي عشرين ألفا من التونسيين وهي حصيلة كارثية غير مسبوقة فرئيس الحكومة هشام المشيشي أراد أن يتبرأ من مسؤوليته في غياب خطة واضحة في مواجهة هذا الكابوس وأول عناصر هذه الخطة الغائبة هي فشل الحكومة في توفير اللقاحات اللازمة وهي السبيل الوحيد لتخفيف تداعيات هذا الفيروس وهذا التقصير لحكومة المشيشي لا يتحمله وزير الصحة الدكتور فوزي مهدي بل تتحمله أساسا حكومة الياس الفخفاخ ووزير الصحة وقتها عبداللطيف المكي ففي الوقت الذي كانت فيه الدول العربية تتنافس على عقد صفقات تصنيع اللقاحات من الصين إلى روسيا وشراء ما يكفي التونسيين حتى بفسح المجال للخواص وقتها كان الياس الفخفاخ يخطب في مجلس نواب الشعب بمنطق "يبطا" عندما تمت مواجهته بشبهات فساد ودعوته إلى الاستقالة. 
فما تعيشه تونس اليوم هو في الحقيقة حصيلة حكومة الفخفاخ ووزير الصحة المكي الذي يسوق لنفسه اليوم كبطل ثم هشام المشيشي نفسه لأنه كرئيس حكومة فشل في فرض الانضباط في الشارع واقناع التونسيين في جدوى قراراته المرتجلة والعبثية أحيانا؛ وفي ظل هذه الكارثة الصحية التي تعيشها البلاد ومواكب الوداع والمآتم يحاول الرئيس قيس سعيد اعتمادا على الصحة العسكرية التخفيف من خسائر الأرواح بتلقيح أكثر ما يمكن من المواطنين. 
ورغم أهمية ما قام به سعيد في هذه المعركة وما تقوم به الصحة العسكرية منذ أيام فإن النقطة الأهم الغائبة في هذه المعركة هي غياب "القائد" وغياب خطة موحدة تقودها حكومة حرب بكل معنى الكلمة وليس حكومة بالنيابة مثل الحكومة الحالية فالنتائج الكارثية التي يشاهدها التونسيون كل يوم من المفروض أن تدفع المشيشي إلى الاستقالة إذ فقد ثقة الشارع والرئيس الذي اختاره وحتى الحزام السياسي الداعم له سيتخلى عنه ويتحمل نتيجة ما تعيشه البلاد من انهيار. 
فبعد حوالي عام من تسلمه مهامه كرئيس حكومة لا يملك هشام المشيشي انجازا واحدا يمكن أن يدافع عنه. تونس تحتاج إلى قائد حقيقي لمعركة ضد الموت ومن أجل الحياة ! 
نورالدين بالطيب 
 

تعليقات الفيسبوك