مع الشروق . ...القدس...العدوان مستمر

مع الشروق . ...القدس...العدوان مستمر

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/25

يأبى الكيان الصهيوني أن يحلّ السلام ولو ظرفيّا في الأراضي المحتلة وخاصّة القدس ليجدّد التأكيد مرّة تلو الأخرى أنه كيان دموي ووحشي وعنصري استوطن الأراضي المقدّسة بالقوّة ولن يقتلع منها إلا بالقوة.
هذا الكيان الغاصب الذي لم يعنه السلام يوما يعترف بقاعدة واحدة وهي القوة الغاشمة الأساس الوحيد للبقاء وهو يستخدمها بشتى أنواعها سواء العسكرية منها أو الأمنية لقتل كل نفس فلسطيني وتركيع وإذلال صاحبه.
فرغم الهدنة الموقّعة منذ 3 أيام تقريبا بعد جولة تصعيد مرّغت فيه الأنفة الصهيونية في التراب واستنجدوا بالأصدقاء والحلفاء لوقف الحرب حتى من جانب واحد، إلا أنّ الكيان المحتل واصل تعدّيه وتهجيره بالقوة للفلسطينيين.
وبعد مأساة حي "الشيخ جرّاح" التي أنارت قليلا الرأي العالمي عن وحشية هذا الكيان، أصبح "حي سلوان" في القدس هو الآخر على موعد مع ذات المصير الذي لا يزال يواجهه حي "الشيخ جراح" من عنف الأمن الصهيوني ومحاولة تهجير سكانه.
يحدث ذلك بالتوازي مع سماح شرطة الاحتلال لقطعان المستوطنين لليوم الثاني على التوالي باقتحام الأقصى، بعد 20 يوما من إغلاقه أمامهم، عقب التصعيد الأخير الذي انطلقت شرارته من باحات المسجد الأقصى.
لسائل أن يسأل من أين يستمدّ الكيان الصهيوني كل هذه الغطرسة والعنجهيّة والوحشية؟ الاجابة بسيطة، ربّما من ضعف الفلسطينيين عسكريا وتنظيميا، ولكن الأكيد أنّه من الخذلان العربي والصمت الدولي.
يعرف الكيان الصهيوني جيّدا وكل قياداته المجرمة أنّه لا رادع لهم، لا القوى العربيّة المتكالبة على التطبيع  ولا القوى الغربيّة المستعمرة صهيونيا في إعلامها واقتصادها ومراكز قراراها، لذلك يواصلون جرائمهم منذ عقود تحت ضوء النهار وفي العلن.
الغريب في الأمر هو الازدواجية والنفاق الغربي المقزّز في التعامل مع هذه القضية، فهو من جهة يؤمن بحل الدولتين كحل شامل وعادل ولكنّه لا يدفع لتطبيق هذا الأمر وظلّت كل الأوامر الأممية لصالح فلسطين في أدراج مؤسساتها.
بينما من جهة أخرى هو مع كل خطوات الكيان الصهيوني في إطار "الدفاع عن النّفس"، وهو يثبت بذلك اشتراكه المباشر في الجريمة ضدّ الشّعب الفلسطيني الأعزل الذي يتمّ التنكيل به منذ عقود ويثبت أيضا أن السلام كذبة كبيرة.
وحتى الهدنة الأخيرة التي نزلت فيها واشنطن وباريس خاصة بكل ثقليهما لتوقيعها فهي نصرة للكيان المحتل أكثر من أن تكون نصرة لقطاع غزّة المدمّر الذي وقع استهدافه بطريقة ممنهجة أتت على كل شيء.
هل يظنّ البعض أن الكيان الصهيوني رضخ للضغوطات الدوليّة وأوقف الحرب؟ بالتأكيد لا، صواريخ "الكورنيت" التي كانت تنتظر الصهاينة اذا ما قاموا بعملية برّية هي من أوقفت الحرب بالإضافة الى الصواريخ التي ضربت تل أبيب وعسقلان وسديروت وأوقفت عجلة الاقتصاد الصهيوني.
 ما أخذ بالقوة يسترجع بالقوة هذا هو الأمر الطبيعي لكل شيء وهذا هو منطق الوجود، فالقوة أساس الوجود وأساس الاستمرار وأساس التفوّق والنّصر ودونها ذلّ وهوان.
يذكر المؤرّخون أنّه في مؤتمر يالطا سنة 1945 قيل لرئيس الاتحاد السوفياتي وقتها جوزيف ستالين: بابا الفاتيكان غاضب ويريد بولونيا تحت ظل المنظومة الغربية فرد ستالين: كم فيلق وكم دبابة يملك البابا؟
أجابوه: لا يملك.
فقال: إذاً فليخرس.                        
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك