مع الشروق .بعد التحوير... المطلوب كسب معركة الانقاذ...
تاريخ النشر : 08:00 - 2021/01/17
بعد مخاض طويل وعسير أعلن أمس عن التحوير الوزاري في حكومة المشيشي. تحوير طال 11 حقيبة بالتمام والكمال ويفترض بعده ألاّ تطرح مجدّدا مسألة انسجام الفريق الحكومي بنهاية ازدواجية مرجعية التعيين وما أحدثته من تجاذبات صلب التشكيل الوزاري السابق بين وزراء عيّنهم رئيس الحكومة وآخرين من تعيين رئيس الجمهورية ومحيطه القريب.
على أن العنوان الأبرز للفريق الوزاري الجديد الذي جاء ليطعّم حكومة المشيشي يتمثل في إنهاء ذلك الصخب والجدل اللذين صوّرا التحوير وكأنه غاية في حد ذاته وليس وسيلة لإكساب العمل الحكومي النجاعة المطلوبة. فلقد أُثير لغط كبير في الأسابيع القليلة الماضية حول هوية الحكومة الجديدة. ودخلت بعض الأحزاب وخاصة تلك التي باتت تشكّل الحزام البرلماني الحكومي على الخط وألقت بثقلها في مزاد التعيينات.. وذلك بغية الظفر بحصّة لها من غنيمة الحكومة طالما أنها تشكل وسادتها السياسية وحزامها في البرلمان..
يبقى الامتحان الآخر أمام الحكومة الجديدة متمثلا في مدى اقتناع الائتلاف الثلاثي الداعم لها بضرورة دعم حكومة الكفاءات التي أثبتت جدارتها بتحمل المسؤولية في مواقع أخرى. وإن كان ابتعاد التشكيل الجديد عن الانتماءات الحزبية المباشرة والمعلنة يشكل عاملا جاذبا لدعم الجزء الأكبر من المشهد السياسي عموما والمشهد البرلماني بالخصوص وهو ما يمثل دعما هاما للحكومة ويطلق أيديها في مباشرة الملفات الشائكة في انجاز الاصلاحات المطلوبة بغية تهيئة الأرضية الملائمة لانطلاق عملية الانقاذ الوطني التي لم تعد تحتمل التأجيل.
ذلك أن شكوى المواطنين باتت تتردّد في كل مكان. وشكوى الجهات باتت تسمع في كامل أرجاء البلاد. والغضب الاجتماعي بفعل الفقر والتهميش وغياب التنمية تضاعف بغضب الكثير من القطاعات المهنية التي باتت تنتفض لإسماع أصواتها وتبليغ شكواها من تدهور ظروف العمل ومن اهتراء القدرة الشرائية بأشكال وبوتائر مخيفة.
فوق هذا تبقى جائحة الكورونا وما تلقي به من تحديات واشكاليات حارقة ومن ظلال كثيفة حول المستقبل، تبقى أهم التحديات الواجب كسبها أو على الأقل التخفيف من أضرارها وانعكاساتها على صحة التونسيين أولا وعلى صحة مؤسساتنا واقتصادنا ثانيا.. وهو ما يستحث الحكومة بتشكيلها الجديد نحو التعجيل بإطلاق الخطط والبرامج المبتكرة التي تفضي إلى تحقيق الأهداف المنشودة بأخف الأضرار وبأقل التضحيات في انتظار وصول الفرج مع تعدد وصول اللقاحات المضادة للفيروس مرحلة التسويق بما يعني بروز خيوط الضوء في نهاية النفق وشرعية التفاؤل بقرب نهاية الكابوس...
لقد شبعت البلاد في العشرية الأخيرة مناكفات وتجاذبات وأصيبت بالتخمة من «تطاوس» الأحزاب وتسابق مسؤوليها لاستعراض عضلاتهم السياسية عبثا وبهتانا. والمطلوب الآن هو أن يتواضع الجميع ويوحدوا الرايات والإرادات لدعم الحكومة عساها تفلح في انقاذ المركب من الغرق... وليستحضر كل الأطراف أن انقاذ سفينة تونس هو انقاذ لهم جميعا من غضبة شعبية تكدست نذرها وباتت تعبّر عن نفسها بأساليب صاخبة ومدوية.
عبد الحميد الرياحي
بعد مخاض طويل وعسير أعلن أمس عن التحوير الوزاري في حكومة المشيشي. تحوير طال 11 حقيبة بالتمام والكمال ويفترض بعده ألاّ تطرح مجدّدا مسألة انسجام الفريق الحكومي بنهاية ازدواجية مرجعية التعيين وما أحدثته من تجاذبات صلب التشكيل الوزاري السابق بين وزراء عيّنهم رئيس الحكومة وآخرين من تعيين رئيس الجمهورية ومحيطه القريب.
على أن العنوان الأبرز للفريق الوزاري الجديد الذي جاء ليطعّم حكومة المشيشي يتمثل في إنهاء ذلك الصخب والجدل اللذين صوّرا التحوير وكأنه غاية في حد ذاته وليس وسيلة لإكساب العمل الحكومي النجاعة المطلوبة. فلقد أُثير لغط كبير في الأسابيع القليلة الماضية حول هوية الحكومة الجديدة. ودخلت بعض الأحزاب وخاصة تلك التي باتت تشكّل الحزام البرلماني الحكومي على الخط وألقت بثقلها في مزاد التعيينات.. وذلك بغية الظفر بحصّة لها من غنيمة الحكومة طالما أنها تشكل وسادتها السياسية وحزامها في البرلمان..
يبقى الامتحان الآخر أمام الحكومة الجديدة متمثلا في مدى اقتناع الائتلاف الثلاثي الداعم لها بضرورة دعم حكومة الكفاءات التي أثبتت جدارتها بتحمل المسؤولية في مواقع أخرى. وإن كان ابتعاد التشكيل الجديد عن الانتماءات الحزبية المباشرة والمعلنة يشكل عاملا جاذبا لدعم الجزء الأكبر من المشهد السياسي عموما والمشهد البرلماني بالخصوص وهو ما يمثل دعما هاما للحكومة ويطلق أيديها في مباشرة الملفات الشائكة في انجاز الاصلاحات المطلوبة بغية تهيئة الأرضية الملائمة لانطلاق عملية الانقاذ الوطني التي لم تعد تحتمل التأجيل.
ذلك أن شكوى المواطنين باتت تتردّد في كل مكان. وشكوى الجهات باتت تسمع في كامل أرجاء البلاد. والغضب الاجتماعي بفعل الفقر والتهميش وغياب التنمية تضاعف بغضب الكثير من القطاعات المهنية التي باتت تنتفض لإسماع أصواتها وتبليغ شكواها من تدهور ظروف العمل ومن اهتراء القدرة الشرائية بأشكال وبوتائر مخيفة.
فوق هذا تبقى جائحة الكورونا وما تلقي به من تحديات واشكاليات حارقة ومن ظلال كثيفة حول المستقبل، تبقى أهم التحديات الواجب كسبها أو على الأقل التخفيف من أضرارها وانعكاساتها على صحة التونسيين أولا وعلى صحة مؤسساتنا واقتصادنا ثانيا.. وهو ما يستحث الحكومة بتشكيلها الجديد نحو التعجيل بإطلاق الخطط والبرامج المبتكرة التي تفضي إلى تحقيق الأهداف المنشودة بأخف الأضرار وبأقل التضحيات في انتظار وصول الفرج مع تعدد وصول اللقاحات المضادة للفيروس مرحلة التسويق بما يعني بروز خيوط الضوء في نهاية النفق وشرعية التفاؤل بقرب نهاية الكابوس...
لقد شبعت البلاد في العشرية الأخيرة مناكفات وتجاذبات وأصيبت بالتخمة من «تطاوس» الأحزاب وتسابق مسؤوليها لاستعراض عضلاتهم السياسية عبثا وبهتانا. والمطلوب الآن هو أن يتواضع الجميع ويوحدوا الرايات والإرادات لدعم الحكومة عساها تفلح في انقاذ المركب من الغرق... وليستحضر كل الأطراف أن انقاذ سفينة تونس هو انقاذ لهم جميعا من غضبة شعبية تكدست نذرها وباتت تعبّر عن نفسها بأساليب صاخبة ومدوية.
عبد الحميد الرياحي
