مع الشروق.. تونس...ولـم شمل فرقاء ليبيا

مع الشروق.. تونس...ولـم شمل فرقاء ليبيا

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/10/13

في انتصار للدبلوماسية التونسية، أعلنت الأمم المتحدة عن اختيار تونس بلدا مستضيفا للمفاوضات الليبية الليبية الشاملة والمباشرة في مرحلة قد تبدو الأخيرة في عمر  هذه الأزمة الطويلة.
الاعلان جاء فيه أن المفاوضات ستبدأ في الـ26 من الشهر الجاري باجتماعات تمهيدية عبر الاتصال المرئي فيما ستكون المفاوضات المباشرة أول نوفمبر المقبل وهو ما يستدعي أن تستعدّ له  تونس جيّدا وعلى جميع النواحي.
هذا الاعلان لم يكن مفاجئا بل كان من الغرابة عدم اتّخاذه منذ البداية نظرا لوحدة مصير البلدين أمنيا واقتصاديا على الأقل وباعتبار أن تونس هي أكثر البلدان تأثّرا بما يحدث في ليبيا.
من أشعلوا النيران في ليبيا ودمّروها وأرادوا تقسيمها هم أنفسهم من اختطفوا مسار المفاوضات الديبلوماسية التي رست كل شهر في عاصمة من العواصم الغربية خاصة دون أي نتائج تذكر.
ولنكن واضحين، ايقاف الحرب في ليبيا كان قرارا أمريكيا بحتا يتعلّق في جزء منه بتسويق انتصار ديبلوماسي لدونالد ترامب في علاقة بالانتخابات الامريكية وجزء آخر يتعلّق بمحاصرة المدّ الروسي الصيني في المنطقة المغاربية.
الآن وقد خمدت أصوات المدافع وعلت أصوات السلام، تمثّل تونس إضافة الى العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى القبلية حيث تتصاهر الكثير من العائلات التونسية والليبية، المكان المناسب لصنع سلام حقيقي بين المتخاصمين.
فتونس ظلّت طوال أطوار الأزمة الخانقة في هذا البلد الشقيق تتّخذ موقفا حياديا كاملا بانية رؤيتها على الحل الليبي الليبي الذي هو السبيل الأمثل للخروج بالبلاد الى برّ الامان وحفظ وحدتها دون أي تدخّل خارجي.
هذه الرؤية التي تساندها وتدعمها الجارة الجزائر بقوّة وكانت محور حديث رئيس الجمهورية قيس سعيّد بنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون مساء أمس، أصبح العمل بها وتنفيذها مسألة واقعية.
فحسب ما أعلنت عنه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، سيتمّ الاتفاق خلال هذا الملتقى على  إنهاء الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات وطنية واختيار سلطة تنفيذية فاعلة يمكنها توفير الخدمات الأساسية للشعب الليبي.
وإن سارت الامور كما تمّ التخطيط لها فإنه سيكون نجاحا دبلوماسيا مزدوجا لتونس، أولا في احتضان هذا الملتقى الهام وثانيا في نجاح هذا الملتقى ووضع حد للحريق الليبي الذي اكتوت   بنيرانه دول الجوار.
فوضع حد للأزمة الليبية هو في نفس الوقت وضع حدّ لكل الأخطار المحدّقة بالمنطقة المغاربية ودول جوار ليبيا التي تكتوي بنار الارهاب وعدم الاستقرار الأمني طوال السنوات الماضية.
تونس كانت وستظلّ أرض حياد وسلام لكل المتخاصمين، الأشقاء منهم والأصدقاء، في سياسة ثابتة أرساها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ونهج على دربه كل من أتو بعده.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك