مع الشروق...لا لتجويــــع الفنانيـــــن !

مع الشروق...لا لتجويــــع الفنانيـــــن !

تاريخ النشر : 08:02 - 2020/10/08

احتج أمس الأربعاء عدد كبير من الفنانين والمثقفين أمام قصر الحكومة بالقصبة ووزارة الثقافة رافضين قرار رئيس الحكومة هشام المشيشي  تعليق النشاط الثقافي والفني الذي سيعمق معاناة العاملين في القطاع الثقافي وخاصة المتفرغين منهم للنشاط الثقافي من موسيقيين ومسرحيين وتقنيين فهؤلاء جميعا لا يملكون أي مورد رزق خارج العروض الثقافية والفنية التي تدفعها وزارة الثقافة في إطار آليات الدعم المختلفة.
إن قرار رئيس الحكومة كان متسرّعا ولم يراع خصوصيات النشاط الثقافي فهو ليس ترفا يمكن الاستغناء عنه فإلى جانب دوره الحيوي في نشر القيم ومقاومة التطرُف والظلامية يوفر موارد عيش لآلاف العاملين فيه وتعليق النشاط الثقافي بجرة قلم دون التشاور مع النقابات الفنية يعتبر استهدافا مباشرا لموارد آلاف العائلات يضاف إلى ذلك ان النشاط الثقافي شبه متوقف منذ بداية السنة والكثيرون لم يحصلوا على مستحقاتهم من وزارة الثقافة إلى حد الآن.
فاحترام البروتوكول الصحي ممكن في العروض الثقافية والفنية وهي احترام التباعد أساسا وشرط ارتداء الكمامة مع توفير مطهر التنظيف وهي إجراءات ممكنة خاصة أنٌه لا يوجد إقبال كبير لا على المسرح ولا على السينما ولا على الندوات الفكرية وتقديم الكتب والأمسيات الشعرية وبالتالي فإن قرار رئيس الحكومة لا مبرر له وكان بالإمكان التأكيد على البروتوكول الصحي فقط دون تعليق النشاط الثقافي.
وتسرع رئيس الحكومة في هذا القرار يكشف أن الثقافة ليست من أولويات حكومته. بل ليست من أولويات الحكومات المتعاقبة منذ 14جانفي والدليل تراجع ميزانية وزارة الثقافة مقابل الترفيع في ميزانية الشؤون الدينية مثلا في الوقت الذي تواجه فيه البلاد مخاطر انتشار التشدٌد الديني الذي لايمكن مقاومته بغير الخطاب الثقافي والفني الذي ينشر التنوير والاختلاف وكان من المفروض دعم ميزانية وزارة الثقافة ودفع مستحقات الفنانين وليس تعليق النشاط الثقافي لتعميق الكآبة في الشارع التونسي وتجويع الفنانين والمثقفين.
فهذا القرار ليس أكثر من ترجمة لمسار طويل من احتقار الفنانين والمثقفين يجب أن ينتهي فالثقافة هي روح الشعب ووجدانه.
نورالدين بالطيب 
 

تعليقات الفيسبوك