مع الشروق..ارفعوا أيديكم عن قضية فلسطين

مع الشروق..ارفعوا أيديكم عن قضية فلسطين

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/09/09

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا يضاعف الرئيس ترامب غزلهُ للّوبي الصهيوني عساه يُجيّرُ نفوذه في سبيل إعادة انتخابه لعهدة رئاسية جديدة... وبعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة كعنوان للاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني... وبعد تشريع ضم الجولان وهي أرض عربية سورية محتلة ستعود لا محالة إلى حضن الوطن الأم وبعد إعطاء الضوء الأخضر لضم الكتل الاستيطانية التي زرعها الصهاينة في طول الضفة الغربية وعرضها، وإن كان الضم قد أوقف مؤقتا لأسباب تكتيكية مكشوفة... بعد كل هذه ـ الهدايا ـ لم يكتف الرئيس الأمريكي بإظهار ولائه المطلق لإسرائيل كسبيل الى تحصيل الولاء المطلق للّوبي الصهيوني في أمريكا ليفرش له طريق البيت الأبيض مجدّدا...
في هذه المحطة المفصلية من تاريخ المشروع الصهيوني المتطلع الى إقامة ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى» التي تمتد من النيل إلى الفرات لم يجد الرئيس الأمريكي أفضل من التطبيع كإسهام أمريكي في المشروع الصهيوني... وكذلك كمساعدة للكيان ليتحول من وضع القاعدة المتقدمة في قلب الشرق الأوسط إلى وضع الدولة التي يمكن أن تتمطط وتتمدّد لتبلغ تخوم الفرات... وعلى هذا الدرب تحوّل الرئيس الأمريكي إلى سمسار يتفانى في الترويج لورقة التطبيع... ويستعمل كل أنواع الإغراء وحتى الضغوط والتهديدات الظاهرة والخفية لحشد المزيد من «المريدين» لبضاعة التطبيع مع الكيان الصهيوني...
ومع ظهور ما سمي بـ«صفقة القرن» بدأ في العمل على تحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب وقضية أرض وقضية حقوق وطنية مغتصبة وقضية قدس شريف هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إلى أشبه ما يكون بالمشروع التجاري وبالصفقة التجارية التي تصحّ معها كل المزايدات وتتحوّل فيها القضايا الوطنية إلى مجرّد أصول تجارية قابلة للبيع والشراء. ويمكن التفريط فيها ولو بأبخس الأثمان.
ومع أن الصفقة مفضوحة والسلعة بائرة ورائحتها كريهة إلا أنها وبفضل ضغوط وإغراءات الرئيس الأمريكي بدأت تجلب لها بعض الحرفاء العرب الذين باتوا يقبلون بتطبيع العلاقات مع الكيان مقابل وهم سلام.. بل إننا نجدهم يسارعون للانخراط في أحلاف إقليمية يخطط لبعثها خدمة لأجندات لا ناقة للعرب فيها ولا جمل...
كل ذلك بالاعتماد على مقولة ممجوجة مفادها تشجيع «قادة إسرائيل» على المضي في طريق السلام حتى وإن كان ذلك من وراء ظهور أصحاب القضية الفلسطينيين وعلى حساب حقوقهم ومصالحهم الاستراتيجية التي تمرّ عبر عزل الكيان الصهيوني ودفعه دفعا للسير في طريق السلام العادل والشامل الذي يمر عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة في الجولان ومزارع شبعا اللبنانية...
إلى كل المهرولين إلى التطبيع: القضية الفلسطينية هي قضية حق وقضية أرض وقضية مستقبل ومصير وقضية دماء زكية سالت وشهداء سقطوا على درب التحرير والعودة وقضية تضحيات قدمت وتقدم من أجل التحرير والعودة.
القضية الفلسطينية هي قضية أمة وقضية محفورة في وجدان كل عربي من المحيط إلى الخليج. وستسقط كل الصفقات والحسابات الضيقة لأن فلسطين ليست أصلا تجاريا وليست للبيع ولا للمبادلة.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك