بطاقة: حتّى لا نندم على مخلّفات 3 ماي ...

بطاقة: حتّى لا نندم على مخلّفات 3 ماي ...

تاريخ النشر : 03:26 - 2020/04/26

يُجمع كلّ الأطبّاء وأخصّائيّي الصّحّة في بلادنا أنّ ضعف نسق انتشار عدوى فيروس كورونا يعود الفضل فيه إلى ما تمّ اتّخاذه من إجراءات استباقيّة منذ شهر فيفري الماضي، بدءًا بالمتابعة الجدّيّة لما يحدث في الصّين ثمّ أوروبا، ثمّ إغلاق المجال الجوّيّ للبلاد، إلى جانب تعميم الحركات الوقائيّة المتّبعة إلى حدّ اليوم (الإبتعاد عن المصافحة والتّقبيل وغسل اليدين...).
ورغم أنّ عمليّات وضع القادمين من أوروبا، فرنسا وإيطاليا في المقام الأوّل، في الحجر الصّحّي الإجباريّ، عرفت بعض التّعثّر بسبب جهل بعض المتدخّلين من رؤساء بلديّات ونوّاب وغيرهم (قضيّة النّزل السّياحيّ ببرج السّدريّة)، فقد استوت الأمور ولم نعرف الفوضى إلّا عند إقرار المساعدات الإجتماعيّة التي صاحبتها مظاهر التّجمّع والتّكاتف وعدم الإكتراث بما يمكن أن ينتج عن هذه التّجاوزات.
لذلك يؤكّد العارفون بالأمور أنّ "المعجزة" التّونسيّة في الحرب على كورونا مردّها، في المقام الأوّل، الحجر الصّحّيّ الذي باعد بين النّاس وسدّ الطّرقات التي يسلكها الفيروس لنشر عدواه.
اليوم، بعد أكثر من شهر من فرض هذا الحجر المصاحب بحظر التّجوال ليلًا، ونظرًا إلى الطّمأنينة النّسبيّة من حيث الأرقام والنّسب، ومن ناحية أخرى الشّلل الإقتصاديّ الذي حتّمه الوضع الصّحّيّ، أضحى التّفكير في فكّ الحجر تدريجيًّا يفرض نفسه، شأننا شأن جلّ بلدان العالم، حتّى المتضرّرة جدًّا من الوباء.
ومنذ أن تمّ الإعلان عن تمديد الحجر إلى 3 ماي المقبل تمّ الإنطلاق في فكّ القيد عن بعض القطاعات التي تبدو قادرة على استعادة نشاطها بشرط اتّباع الإجراءات والإحتياطات الصّحّيّة اللّازمة، أصبح الجميع يحلم باستعادة أجواء ما قبل كورونا، خاصّة مع حلول شهر رمضان الكريم.
وقد استمعنا للأصوات المتعالية للدّفاع عن قطاعاتها ووضعها ضمن القائمة الأوّليّة التي ستتخلّص من الحجر بعد أيّام، ومن بينها أصوات أصحاب المقاهي والمطاعم التي يعاني العاملون فيها من بطالة شديدة الوقع على مواصلة إعالة عائلاتهم. ولئن تبدو الرّغبة في العودة إلى الدّورة الإقتصاديّة شرعيّة ومفهومة، فإنّ الحذر واجب، اليوم، حتّى لا تجعلنا "سكرة" أرقامنا المطمئنة نغفل عن حقيقة ومتطلّبات معركتنا التي كسبنا شوطًا منها بفضل انضباطنا، حتّى إن كان مهزوزًا في بعض الأحيان، وبفضل مجهودات وتضحيات جيشنا الأبيض وتظافر جهود وعطاء مكوّنات المجتمع المدني.
لذا، لا بدّ من الحذر ومن عدم استسهال المراحل القادمة للحرب على الوباء حتّى لا نخسر كلّ ما ربحناه خلال شهرين قدّمت بلادنا خلالهما كثيرًا من التّضحيات، والمطلوب أن نسير بخطوات ثابتة وأن نبتعد عن المجازفات التي نبقى في غنًى عنها إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

قال وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النّفطي، إنّ تونس وسلطنة عمان، بصدد
16:00 - 2025/07/02
على مرأى ومسمع كل العالم يتواصل مسلسل القتل والإبادة في أرض غزّة الصامدة الصابرة..
07:00 - 2025/07/02
أودعت مجموعة من النواب امس الثلاثاء مقترح قانون يتعلق باحداث خطة مدرس مادة التربية على وسائل الاع
07:00 - 2025/07/02
يؤدّي وزير الخارجية لسلطنة عُمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي زيارة عمل إلى تونس اليوم الأربعاء 2
07:00 - 2025/07/02
أكّدت رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري، خلال إلقائها كلمة تونس نيابة عن رئيس الجمهورية قيس سع
07:00 - 2025/07/02
في الأيام الماضية، ظهرت في شوارع تل أبيب لوحات إعلانية تروّج لمشروع إقليمي جديد تحت مسمى «الدرع ا
07:00 - 2025/07/02
رفضت المقاومة الفلسطينية ما تسرّب من تفاصيل عن خطة جديدة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالت
07:00 - 2025/07/02
يعقد مجلس نواب الشعب اليوم الثلاثاء غرة جويلية جلسة عامة للنظر في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على
07:00 - 2025/07/01