بسبب وبـــــــاء كـــــورونـــــــــا ... البحث العلمي يعود إلى دائرة الضوء
تاريخ النشر : 11:18 - 2020/04/20
أعادت أزمة كورونا مدارس المهندسين ومخابر البحث العلمي الى دائرة الضوء في تونس تفاعلا مع المجهودات التي ابداها باحثون جامعيون وطلبة في تعزيز المجهود الوطني في مكافحة تفشي انتشار الفيروس.
تونس ـ الشروق:
أصبحت اخبار مدارس الهندسة والمخابر العلمية تحتل مراتب متقدمة في اهتمام الراي العام التونسي منذ بداية تفشّي وباء كورونا. هذه الاخبار تقدم بلا شك رسائل إيجابية للمتلقي حول مجهودات بحثية واختراعات يمكنها المساعدة على الوقاية من هذا الوباء سواء عبر توفير وسائل الوقاية اللازمة للاطار الطبي وشبه الطبي او توفير أجهزة للتنفس الاصطناعي بات من الصعب استيرادها في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مختلف دول العالم جراء انتشار الوباء. بل إن انتظارات التونسي من البحث العلمي أصبحت مضاعفة في ظل هذه الازمة الاستثنائية وفقا لما أكده النقاش العام الذي دار حول التعرف على التركيبة الجينية للفيروس في المخبر المرجعي بشارل نيكول وما لحق ذلك من تساؤلات حول فرضية التوصل الى لقاح او علاج.
جلب اهتمام الرأي العام
لم يكن البحث العلمي إذن على هذا القدر من اهتمام التونسيين إلاّ ان استخدام وزارة الداخلية الى روبوت هو عبارة عن مدرعة صغيرة مجهزة بكاميرات مراقبة تم ربطها بغرفة عمليات مركزية لفرض اجراء الحجر الصحي في شوارع العاصمة وتتالي اخبار تطوير أجهزة تنفس اصطناعي ومولدات للأكسيجين ووسائل وقاية ضرورية لحماية الاطار الطبي وصولا الى التعرف على التسلسل الجيني للفيروس امر جعل الباحثين والطلبة ومخابر البحث تحت دائرة الضوء. لتطلق وزارة التعليم العالي بدورها، بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية، برنامجا للبحث والتجديد حول كوفيد 19 خصصت له خط تمويل وذلك للدفع بمجهود البحث العلمي في مكافحة الفيروس. ويحث هذا البرنامج على الانفتاح على شركاء اجتماعيين واقتصاديين من القطاع العام والخاص علما وان واقع البحث العلمي في تونس يقول إن 95 بالمئة من تمويل البحث العلمي يتأتى من الدولة في حين يساهم القطاع الخاص باقل من 5 بالمئة على عكس ما يحصل في الدول المتقدمة حيث تتوزع نسبة تمويل البحث العلمي بين الدولة والقطاع الخاص بـ60 بالمئة و40 بالمئة بحسب الترتيب.
لاستفادة في مجالات اخرى
يقول الباحث سامي بنور، رئيس قسم الميكانيك المتقدمة في المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، للشروق إنّ «مجموعة من الطلبة والأساتذة في المدرسة اعادوا الحياة الى آلات ومعدات للتنفس الاصطناعي معطبة منذ سنوات طويلة وبعضها كان سيحال على متحف يحفظ ذاكرة أجهزة الإنعاش الطبّي». كما نجح ذات الفريق في صناعة مولد اكسيجين عالي التدفق يتم استغلاله في مستشفى فرحات حشاد.
واكد المتحدث ان «كلفة تصنيع هذا المولّد بلغت 3 آلاف دينار والحال ان الدولة تستورده بكلفة 17 الف دينار ويوجد منه 6 مولدات فقط في تونس. واكد ان فريق العمل في المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة قادر على التحكم في كلفة انتاج المولد لتبلغ حدود 1.5 الف دينار ما يعني التخفيض في سعر الكلفة بنسبة 50 بالمئة. علما وان الازمة العالمية التي يثيرها فيروس كورونا صعّب من مهمة توريد هكذا مولدات».
ويبدو ان الازمة ام الاختراع في تونس إذ ان ازمة كورونا أعادت الروح الى البحث العلمي والمجهودات العلمية وحثّت المختصين والمبتكرين وشدّت انظار الناس الى البحوث والدراسات العلمية من ذلك تعلق الأنظار بما توصل اليه المخبر المرجعي بشارل نيكول حول التركيبة الجينية لفيروس كورونا ثم تعلق الأنظار بمعهد باستور حيث صرّح المدير الهاشمي الوزير بان خبراء وباحثين يعملون على تطوير لقاح ضد كورونا بعد ان تم وضع مشروع لذلك مع طلب تمويل من وزارة التعليم العالي.
هكذا تكون ازمة كورونا قد اعادت للبحث العلمي الروح والذي قد لا يتوقف دوره عند تعزيز المجهود الصحّي ما إن فُتِح باب التشجيع والتمويل للخبراء والباحثين والطلبة والاستاذة في مختلف المراكز الجامعية والبحثية ليقتحم مجالات أخرى كثيرة تعاني تونس من حالة تأزم فيها على غرار القطاع الفلاحي وخاصة الإنتاج الفلاحي ومياه الشرب.
أرقام ودلالات
309
هو عدد وحدات البحث العلمي المسجلة خلال 2016
40
مخبر بحث إضافي تم تسجيلها ما بين 2012 و2016
33
براءة اختراع لمنظومة البحث العلمي مسجلة سنويا خلال الـ10 سنوات الأخيرة
5200
ورقة علمية تُنشر سنويا في الدوريات العلمية
22
ألف باحث في تونس موزعون على 38 مؤسسة بحث واكثر من 270 مخبر علمي.

أعادت أزمة كورونا مدارس المهندسين ومخابر البحث العلمي الى دائرة الضوء في تونس تفاعلا مع المجهودات التي ابداها باحثون جامعيون وطلبة في تعزيز المجهود الوطني في مكافحة تفشي انتشار الفيروس.
تونس ـ الشروق:
أصبحت اخبار مدارس الهندسة والمخابر العلمية تحتل مراتب متقدمة في اهتمام الراي العام التونسي منذ بداية تفشّي وباء كورونا. هذه الاخبار تقدم بلا شك رسائل إيجابية للمتلقي حول مجهودات بحثية واختراعات يمكنها المساعدة على الوقاية من هذا الوباء سواء عبر توفير وسائل الوقاية اللازمة للاطار الطبي وشبه الطبي او توفير أجهزة للتنفس الاصطناعي بات من الصعب استيرادها في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مختلف دول العالم جراء انتشار الوباء. بل إن انتظارات التونسي من البحث العلمي أصبحت مضاعفة في ظل هذه الازمة الاستثنائية وفقا لما أكده النقاش العام الذي دار حول التعرف على التركيبة الجينية للفيروس في المخبر المرجعي بشارل نيكول وما لحق ذلك من تساؤلات حول فرضية التوصل الى لقاح او علاج.
جلب اهتمام الرأي العام
لم يكن البحث العلمي إذن على هذا القدر من اهتمام التونسيين إلاّ ان استخدام وزارة الداخلية الى روبوت هو عبارة عن مدرعة صغيرة مجهزة بكاميرات مراقبة تم ربطها بغرفة عمليات مركزية لفرض اجراء الحجر الصحي في شوارع العاصمة وتتالي اخبار تطوير أجهزة تنفس اصطناعي ومولدات للأكسيجين ووسائل وقاية ضرورية لحماية الاطار الطبي وصولا الى التعرف على التسلسل الجيني للفيروس امر جعل الباحثين والطلبة ومخابر البحث تحت دائرة الضوء. لتطلق وزارة التعليم العالي بدورها، بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية، برنامجا للبحث والتجديد حول كوفيد 19 خصصت له خط تمويل وذلك للدفع بمجهود البحث العلمي في مكافحة الفيروس. ويحث هذا البرنامج على الانفتاح على شركاء اجتماعيين واقتصاديين من القطاع العام والخاص علما وان واقع البحث العلمي في تونس يقول إن 95 بالمئة من تمويل البحث العلمي يتأتى من الدولة في حين يساهم القطاع الخاص باقل من 5 بالمئة على عكس ما يحصل في الدول المتقدمة حيث تتوزع نسبة تمويل البحث العلمي بين الدولة والقطاع الخاص بـ60 بالمئة و40 بالمئة بحسب الترتيب.
لاستفادة في مجالات اخرى
يقول الباحث سامي بنور، رئيس قسم الميكانيك المتقدمة في المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، للشروق إنّ «مجموعة من الطلبة والأساتذة في المدرسة اعادوا الحياة الى آلات ومعدات للتنفس الاصطناعي معطبة منذ سنوات طويلة وبعضها كان سيحال على متحف يحفظ ذاكرة أجهزة الإنعاش الطبّي». كما نجح ذات الفريق في صناعة مولد اكسيجين عالي التدفق يتم استغلاله في مستشفى فرحات حشاد.
واكد المتحدث ان «كلفة تصنيع هذا المولّد بلغت 3 آلاف دينار والحال ان الدولة تستورده بكلفة 17 الف دينار ويوجد منه 6 مولدات فقط في تونس. واكد ان فريق العمل في المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة قادر على التحكم في كلفة انتاج المولد لتبلغ حدود 1.5 الف دينار ما يعني التخفيض في سعر الكلفة بنسبة 50 بالمئة. علما وان الازمة العالمية التي يثيرها فيروس كورونا صعّب من مهمة توريد هكذا مولدات».
ويبدو ان الازمة ام الاختراع في تونس إذ ان ازمة كورونا أعادت الروح الى البحث العلمي والمجهودات العلمية وحثّت المختصين والمبتكرين وشدّت انظار الناس الى البحوث والدراسات العلمية من ذلك تعلق الأنظار بما توصل اليه المخبر المرجعي بشارل نيكول حول التركيبة الجينية لفيروس كورونا ثم تعلق الأنظار بمعهد باستور حيث صرّح المدير الهاشمي الوزير بان خبراء وباحثين يعملون على تطوير لقاح ضد كورونا بعد ان تم وضع مشروع لذلك مع طلب تمويل من وزارة التعليم العالي.
هكذا تكون ازمة كورونا قد اعادت للبحث العلمي الروح والذي قد لا يتوقف دوره عند تعزيز المجهود الصحّي ما إن فُتِح باب التشجيع والتمويل للخبراء والباحثين والطلبة والاستاذة في مختلف المراكز الجامعية والبحثية ليقتحم مجالات أخرى كثيرة تعاني تونس من حالة تأزم فيها على غرار القطاع الفلاحي وخاصة الإنتاج الفلاحي ومياه الشرب.
أرقام ودلالات
309
هو عدد وحدات البحث العلمي المسجلة خلال 2016
40
مخبر بحث إضافي تم تسجيلها ما بين 2012 و2016
33
براءة اختراع لمنظومة البحث العلمي مسجلة سنويا خلال الـ10 سنوات الأخيرة
5200
ورقة علمية تُنشر سنويا في الدوريات العلمية
22
ألف باحث في تونس موزعون على 38 مؤسسة بحث واكثر من 270 مخبر علمي.