الفنان ياسر الجرادي لـ«الشروق» المنصات الرقمية تقتل الإبداع... ولا شيء يعوض التواصل المباشر مع الجمهور

الفنان ياسر الجرادي لـ«الشروق» المنصات الرقمية تقتل الإبداع... ولا شيء يعوض التواصل المباشر مع الجمهور

تاريخ النشر : 14:12 - 2020/04/17

فنان ملتحم بالجماهيير ,قريب من هموم الشعب ونبض الواقع,,ياسر الجرادي الدي غنى للشهيد بلعيد أغنية نسمع فيه يغني وللكادحين المهمشين اغنية نهار خريف واغنية الوطن نرجعلك ديمة ديمة.  
تونس ـ الشروق: 
يواصل  الفنان ياسر. الجرادي العمل والاجتهاد ، شارك مؤخرا في احياء سهرة مهرجان كونوليا الافتراضي الذي يحث المواطنين على الحجر الصحي من خلال تنظيم سهرات فنية من بيوت الفنانين,,,معه كان ل الشروق هذا الحوار.  
كيف كانت تجربة الغناء عن بعد والتفاعل مع الجمهور عبر الكاميرا ضمن مهرجان كونوليا ؟
بالنسبة لإنطباعي الخاص كان العرض  مثلما توقّعت ، أي أنّي لم أستمتع بالعرض وذلك لعدم التواصل الحقيقي مع الجمهور ، هذا التواصل هو عنصر أساسي في ميدان الموسيقى والمسرح، الفنّان يأخذ طاقته من الجمهور ويعيدها إليه أضعاف الأضعاف، لهذا قلت في أوّل العرض أنّه قد يكون الأخير بهذا الشّكل. الحقيقة  اندهشت من التفاعل الإيجابي للجمهور مع العرض وتلقّيت العديد من الرسائل وكذلك التعليقات المباشرة التي أسعدتني كثيرا’’
على خطى مهرجان كونوليا يقدم الفنان العربي حسين الجسمي عرضا كبيرا من بيته تبثه قنوات  العالم ومنصات التواصل الاجتماعي في مختلف انحاء العالم بمشاركة نجوم  لتكريم الاطباء والممرضين يوم السبت ,, كيف ترى المبادرة؟
هي حصة تدارك بالنسبة لي الفنّان دوره الأساسي هو الحفاظ على "إنسانيّة" البشر، من خلال فنّه هو يوقظ فيهم إنسانيّتهم، يدعوهم للتفكير، للتمرّد على النُّظم التي تحاول تدجينه. صحّة الإنسان وحقوقه هي من أهم المواضيع التي يجب أن يوليها كل الإهتمام، وهذا لا يجب أن يكون مرتبطا بحادثة أو أزمة أو جائحة. وعندما يشارك فنّان في إحياء حفل خيري هو غير مطالب بالإشهار لذلك فهو واجبه الإنساني. لهذا سمّيتها "حصّة تدارك"
مسألة العدد أو الكمْ هي إختراع أمريكي رديء ، أكبر حفل، أكبر عدد من الجماهير ، أكبر نسبة مشاهدة... بالعكس كلّما كثر العدد ضاع المعنى ، ضاع الهدف الأساسي. أن يؤثر الفنّان في ثلاثة أشخاص وهو يغنّي أمام مائة هو أمر مهمّ ومشرّف جدّا ، أن يغنّي الفنان أمام بعض العشرات وهو ينظر في أعين كل واحد فيهم هو المعنى الحقيقي للعرض الموسيقي، وهذا ما إكتشفه العديد من الفنّانين العالميّين بعد أن أقامو عروضهم أمام عشرات الألاف في ملاعب رياضيّة ولكنّهم لم يستمتعوا، ممّا دعاهم للرجوع إلى قاعات العروض الصغيرة كي يحسّوا من جديد بلذّة البدايات التي عادة ما تكون حقيقيّة صادقة وإنسانيّة
هناك مبادرة ايضا باحداث منصة رقمية للعروض  الفنية في تونس كيف تقيم الامر؟
لدينا مثال مهم جدّا : السّينما. في سبعينات القرن الماضي كان هنالك أكثر من 120 قاعة سينما في تونس، أكثر من خمسين ألف منخرط في الجامعة التّونسيّة لنوادي السينما، جيش من البشر الذين تعوّدوا مشاهدة الأفلام الجيّدة ونقاشها وقبول الإختلاف ، وهذا له أهمّيته في الرّفع من درجة التحضّر والإنفتاح للشعوب. مع ظهور الفضائيّات وبعدها الأنترنات تراجع هذا العدد إلى أقل من عشر قاعات، لأن الجمهور (الجديد) تعوّد على مشاهدة الأفلام من خلال الحاسوب ، بصفة فرديّة، فهي أقل كلفة وتتطلّب أقل مجهود، وهي جريمة في حق القاعات السينمائيّة وفي حق هذا الفن عموما . السينما هي فن يُشاهد مع مجموعة من البشر، كي نقتسم معهم لحظات التّأثر والإحساس ، أمام شاشة كبيرة ونوعيّة صوت ممتازة ، وهذا كفيل بأن يرفعنا من مكاننا ويسافر بنا حيث أراد المخرج ، هذا هو سحر السينما ، ماعدى ذلك هو تماما مثل إستهلاك "السوندويتشات" التي قد تسكت جوعنا ولكنّها تقتلنا بهدوء .الخوف أن تطال هذه العادة السيّئة قطاعات الموسيقى والمسرح! منصّة رقميّة للعروض الفنّيّة هي تدمير تدريجي للحسْ الفنّي والذّوق العام.
 هناك حديث عن تحولات عالمية مرتقبة في عالم ما بعد كورونا ماهو تمثلك لها ؟
شخصيّا لا أتصوّر أنّه سيكون هنالك تحوّلات بعد الكورونا مباشرة، التحوّلات هي عمليّة بناء حكيمة ومدروسة ، النظام العالمي المهيمن حاليّا لا يزال يمسك بخيوط اللعبة وسلاحه الأقوى هو تسطيح الوعي والذوق العام حتى يمكن التحكّم في الشعوب. قد تكون الكورونا محفّزا لهذه التحوّلات ، هذا يتوقّف على منسوب الإنسانيّة والشجاعة والذكاء للشعوب النّامية.
وفي تونس كيف تقيم التحولات؟
الأزمة كشفت لنا عن درجة محترمة من الحكمة لدى الحكومة الجديدة. ذكّرتنا بأنّه لدينا مجتمع مدني قوي، كشفت عن مدّ تضامني حتى على مستوى الأفراد ، العديد من المجالس البلديّة تقوم بعمل مهم حتى دون الرّجوع للسلطة التنفيذيّة ، شباب يفجّر طاقاته الإبداعيّة في الإختراع والبحث العلمي، طاقم طبّي وشبه طبّي على مستوى عالي من الحرفيّة والوطنيّة...
هو إختبار مهم جدّا، خاصّة لو  اعتبرنا من الدروس في مسائل مثل العدالة الإجتماعيّة ،الرقمنة ، العمل عن بعد، إعادة البناء في ميادين البحث العلمي، الصحّة العموميّة ، التعليم العمومي، النقل العمومي، الصناعة ، الفلاحة.
أنت مع قرار منع استئناف تصوير الاعمال الرمضانية او ضده ؟
طبعا مع قرار المنع ! الإنسان أوّلا وأخيرا، صحّة التقنيّين والممثّلين وغيرهم تأتي قبل المال
ولكن الحملة التي ناهضت التصوير امتزجت فيها الاصوات الحداثية بالاصوات الرجعية. هل هو اللقاء الاول بينهما؟
من المؤشّرات الإيجابيّة أن يكون هناك جدال داخل المجتمع، بغض النظر عن الجهات التي تُجادل ! على أن تُحترم قواعد الجدال النزيه المتحضّر وليس كما آل إليه النّائب رضا الجوّادي، حذار!!! كلمات مثل تلك التي قالها أدّت إلى نتائج وخيمة  وعنيفة في 2012 و2013.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

ألقت الشرطة الكويتية الخميس 2 ماي 2024 القبض على المذيعة ومقدمة البرامج المشهورة حليمة بولند لتنف
22:11 - 2024/05/02
أعلن مدير المعهد الوطني للتراث طارق البكوش أن مشروع تهيئة المتحف الوطني بقرطاج مموّل من اللجنة ال
17:03 - 2024/05/02
أسدل الستار الليلة الماضية على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن التي انتظمت من 27 أفر
15:45 - 2024/05/02
توفي صباح اليوم الخميس2 ماي 2024  بمدينة اكودة الممثل القدير والمناضل عبد الله الشاهد عن سن تناهز
11:26 - 2024/05/02
من المجهودات الكبيرة اللافتة في الإعلام العمومي لفت انتباهي المجهود الكبير الذي يقوم به الإعلامي
09:07 - 2024/05/02
لا شكّ بأنّ غياب مشروع ثقافيّ وطنيّ يعمل وفقا لاستراتيجيّات محدّدة في كلّ القطاعات الثّقافيّة له
08:29 - 2024/05/02
أمام تضاعف عدد الناشرين و الكتب في تونس تراجع عدد القراء بشكل ملفت و خطير مقابل استحواذ وسائل الت
07:00 - 2024/05/02
رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة الجزائرية حسنة البشارية عن عمر يناهز 74 عاماً، بعد معاناة وصراع مع ا
22:41 - 2024/05/01